في الوقت الذي يتوسط قادة الانقلاب عوائلهم وفي جو بارد يلاعبون أبناءهم ويتنقلون بالرموت بين القنوات، يكون هناك أبناء بعض الطائفة الشيعية الكريمة يطوفون شوارع البحرين ومناطقها يوزعون الموت على المواطنين، هذا ما حصل بالضبط عندما توفي الصبي في مدينة المحرق عندما بعثه المؤزمون ومرجعيتهم ليوزع الموت على رجال الأمن والمارة من الناس بعد انقضاء صلاة التراويح في رمضان.
لقد تسببت طوافة الموت التابعة للوفاق في سقوط الكثير من الضحايا الأبرياء من رجال الأمن والمواطنين.
ونذكر هنا وفاة الصبي أحمد الظفيري الذي سقط ضحية لانفجار قنبلة حين حاول إزاحة الإطارات التي وضعها طوافة الموت لقطع الطريق على الناس متعمدين قتلهم، والتي لم يتحرك في وفاته لا لسان علي سلمان ولا جمعياته ولا مرجعياتها، حين تكون الضحايا هي أهداف طوافة الموت.
ولكن يبقى الأمر في تساؤل أهل الصبي الذي توفي في المحرق أثناء مهاجمته لرجال الأمن والمارة بقنابل المولوتوف “هل يوجد قانون يجيز الاعتداء على سلامة الغير؟”، مطالبين بالقصاص ممن تسبب في وفاة ابنهم، إنه التساؤل الذي يجب عليهم البحث عن إجابته في فتوى عيسى قاسم الذي أعطى الضوء الأخضر لابنهم لقتل رجال الأمن، وفي تصريح علي سلمان الذي أقر بأنه لم يستخدم منه حتى 50%، إنه القانون الذي أجاز قتل أحمد الظفيري، وزهرة صالح، وزهور المقهوي، ورياض شيخ، وماجد أصغر، والمعمري، وشهداء الواجب الذين سقطوا أثناء المؤامرة الانقلابية، إنه القانون الذي نتج عنه أكثر من 750 مصاباً من رجال الأمن نتيجة تعرضهم لاعتداءات إرهابية من طوافة الموت مستخدمين مختلف الأسلحة القاتلة والحارقة، إنه القانون الذي أجاز الاعتداء على سلامة المواطنين في الشوارع، وأجاز الاعتداء على أملاكهم، ومركباتهم وترويع نساءهم وأطفالهم، إنه قانون علي سلمان الأعور الذي ينقذ طوافة الموت من القصاص ويطالب بتطبيق القصاص حين يكون القتيل من ميلشياته الطوافة التي توزع قوارير الموت.
إن قوة الانقلابيين مرهونة بسقوط أكبر عدد ممكن من القتلى، وخاصة حين يكون القتيل صبياً لم يتجاوز العشرين، وذلك كي يكون المبرر أمام المجتمع الدولي على صحة ادعائهم بقمع قوات الأمن للمواطنين، إنها لعبة قذرة لم يلعبها حتى جنود فرعون، ولا أي قوة همجية في العالم، وذلك حين تكون جنائز الموتى هي الطريق المعبد الذي سيسلكه المؤزمون والمحرضين ليصلوا إلى كرسي السلطة التنفيذية، إنها اللعبة التي يأبى إرهابيو العالم استخدامها، إذ تعتبر أنها وصمة عار تقتل كبرياءهم حين يستخدمون الصبيان لتحقيق أهداف ثوراتهم مهما كانت نوعها، إلا أن علي سلمان يعتبر هذا العمل هو شرف وفخر يلبسه طوافة الموت، حين يباركهم ويربت على أكتافهم، ويقبلهم فوق رؤوسهم، ويطلق عليهم اسم الأحرار والمناضلين والموتى منهم شهداء، فهذه هي حقيقة المؤامرة الانقلابية في البحرين التي جعلت جنائز الموتى طريقها السالك إلى كرسي السلطة التنفيذية، ثم تتبعه جنائز أضخم ليكون ثمنها كرسي الحكم.
إن أعمال الإرهاب وصلت أحياء وفرجان المحرق، وهي عملية محسوبة لدى الوفاق للضغط على الدولة لقبول شروطها، ولكن هذا الإرهاب لن يكون أمراً ذا بال عند أبناء المحرق وشرفاء البحرين كافة، حين يكون المقابل بقاء هيبة الدولة بعدم الاستجابة لأي شرط من شروط الوفاق يتمكن من خلاله قادة الانقلاب من الوصول إلى سلطة تسلط على رقاب المواطنين، فالإرهاب في أي أمة ودولة وأقوام أعجمية أو همجية جزاؤه النفي من البلاد، لا تمكين أصحابه من رقاب العباد.