داء جسيم، المصاب به دائم الشعور بالظلم، ولو عاش مرفهاً، ولو عاش مكتمل الدسم من كافة حقوقه، إلا أنه لا يشعر بذلك كله، ولا يتمتع بها، فملازمة الشعور بالظلم والاضطهاد تحجب عنه رؤية ما أنعم الله عليه.
المصاب بداء المظلومية لا يرهق نفسه فقط، بل يرهق من حوله، إذ ينجح المصاب بتحميل من حوله عقدة الذنب لكثرة تظلمه ولكثرة شكواه، ومهما حاول المحيطون بمصاب المظلومية إعطاءه ومنحه ما يشتكي من حرمانه، فلن يفيده ذلك، ولن يشعره بالشبع، إذ لا يرى المصاب بالمظلومية ولا يتلمس ما يتمتع به، لذلك المظلومية بئر لا قعر له، مهما ألقيت به من مطالب فلن يستقر ولن يمتلئ.
«المظلومية” داء يصاب به الإنسان نتيجة غرس طفولي في فكر الإنسان، في مراحل مبكرة من عمره، ثم تقبع الجرثومة في الذاكرة ولا تغادرها، وتظل معه إلى آخر عمره تماماً “كالبلهارسيا” التي إن استوطنت الكبد لا تغادره إلا بعد أن تقضي على المصاب بها، تنغص على الإنسان حياته، ولا تتركه إلا وهو منهك وقد أنهك من حوله.
الجدل والنقاش والأدلة والبراهين لا تجدي نفعاً مع المصاب بعقدة المظلومية، فكيف للأعمى أن يبصر، وكيف للأصم أن يسمع، جرثومة “المظلومية” تؤثر على السمع والبصر والتفكير، فإن قلت لمصاب بالعقدة انظر إلى هذا الذي عندك يقول لك المصاب ولكنني أفتقد ذاك، وإن قلت له إن ذاك موجود، فسيقول لك ولكن تلك ليس معي، وإن أعطيته تلك، سيقول لك ليس لها طعم جاءت متأخرة، وهكذا سيستمر الجدل إلى ما لا نهاية.
لذلك ترى أثرياء يشكون الفقر، وأصحاء يشكون المرض، وطغاة ومتجبرين يشكون الظلم، وتتساءل ماذا يريد هؤلاء؟ ولن تعرف الإجابة لأن هؤلاء لا يعرفون ماذا يريدون.
المظلومية داء يؤثر على الإنتاج تماماً مثل “البلهارسيا”، فصاحبها لا يجهد نفسه بالعمل، لأنه يعتقد أن ذلك يأتي بنتيجة، وصاحبها ينشر داءه في محيطه، ويؤثر على قناعات الآخرين ويسحبهم معه لظلماته.
فإن عوقب لتكاسله فهو مظلوم، وإن تأخرت ترقيته فهو مظلوم، وإن فصل فهو مظلوم، وإن وظف غيره فهو يتعرض للاضطهاد والتمييز ضده، و.. و.. و.. وو وهكذا، هو في بئر لا قعر له.
المظلومية داء إجباري، بمعنى أن من كان من العائلة، من كان من الحي، من كان من الجماعة، عليه الانضمام لكورال المظلومية، ولا يسمح بالخروج من الكورال، ولا يسمح له بالسكوت، وإلا اعتبر نشازاً، وحتى من شفي منهم، وتعافى وفتح عينيه وبصيرته لا يمكنه الإفصاح عن شفائه، وإلا طرد من جنة المظلومين، لذلك فإن الناجين من المرض يهربون لمناطق نائية، كي يقطنوا فيها بعيداً، عن أعين جماعتهم، حتى يستمتعوا بحياتهم، ويعيشوا طبيعيين مثل بقية الناس، لكنهم حين يرون أصحابهم يتظاهرون ويدعون الإصابة به، وإلا أصبحوا كالشاة الجرباء تطرد من القطيع.
والويل والثبور لأي شخص من جماعة المصابين يحاول أن يلقي حجراً في بركهم الراكدة، أو يشخص لهم الداء أو يصف لهم الدواء، الويل والثبور لمن يعلن براءته من الداء، خاصة في توقيت العزف الجماعي! ففي هذه الأوقات، الجماعة لا تريد إلا سماع أصوات التخدير التي تقص عليهم قصص الظلم والاضطهاد، وتؤكد لهم أنهم دائماً مستهدفون ومظلومون ومضطهدون، وتحيطهم بأمثلة تاريخية ومعاصرة من قصص المظلومين، ذلك خطاب التخدير الذي تريد سماعه وتطرب له.
«جرثومة” المظلومية تحتاج يومياً لجلسة “تخزين” توفرها لهم صباح كل يوم صحيفة يومية، ويستمعون لها كل جمعة في منابرهم، فتظل الجماعة في سباتها ونعيمها، وتذهب أجيال وتأتي أجيال بهذا المنوال.
هذا ليس تشخيصنا، بل هو تشخيصهم في لحظات الصحوة!
المصاب بداء المظلومية لا يرهق نفسه فقط، بل يرهق من حوله، إذ ينجح المصاب بتحميل من حوله عقدة الذنب لكثرة تظلمه ولكثرة شكواه، ومهما حاول المحيطون بمصاب المظلومية إعطاءه ومنحه ما يشتكي من حرمانه، فلن يفيده ذلك، ولن يشعره بالشبع، إذ لا يرى المصاب بالمظلومية ولا يتلمس ما يتمتع به، لذلك المظلومية بئر لا قعر له، مهما ألقيت به من مطالب فلن يستقر ولن يمتلئ.
«المظلومية” داء يصاب به الإنسان نتيجة غرس طفولي في فكر الإنسان، في مراحل مبكرة من عمره، ثم تقبع الجرثومة في الذاكرة ولا تغادرها، وتظل معه إلى آخر عمره تماماً “كالبلهارسيا” التي إن استوطنت الكبد لا تغادره إلا بعد أن تقضي على المصاب بها، تنغص على الإنسان حياته، ولا تتركه إلا وهو منهك وقد أنهك من حوله.
الجدل والنقاش والأدلة والبراهين لا تجدي نفعاً مع المصاب بعقدة المظلومية، فكيف للأعمى أن يبصر، وكيف للأصم أن يسمع، جرثومة “المظلومية” تؤثر على السمع والبصر والتفكير، فإن قلت لمصاب بالعقدة انظر إلى هذا الذي عندك يقول لك المصاب ولكنني أفتقد ذاك، وإن قلت له إن ذاك موجود، فسيقول لك ولكن تلك ليس معي، وإن أعطيته تلك، سيقول لك ليس لها طعم جاءت متأخرة، وهكذا سيستمر الجدل إلى ما لا نهاية.
لذلك ترى أثرياء يشكون الفقر، وأصحاء يشكون المرض، وطغاة ومتجبرين يشكون الظلم، وتتساءل ماذا يريد هؤلاء؟ ولن تعرف الإجابة لأن هؤلاء لا يعرفون ماذا يريدون.
المظلومية داء يؤثر على الإنتاج تماماً مثل “البلهارسيا”، فصاحبها لا يجهد نفسه بالعمل، لأنه يعتقد أن ذلك يأتي بنتيجة، وصاحبها ينشر داءه في محيطه، ويؤثر على قناعات الآخرين ويسحبهم معه لظلماته.
فإن عوقب لتكاسله فهو مظلوم، وإن تأخرت ترقيته فهو مظلوم، وإن فصل فهو مظلوم، وإن وظف غيره فهو يتعرض للاضطهاد والتمييز ضده، و.. و.. و.. وو وهكذا، هو في بئر لا قعر له.
المظلومية داء إجباري، بمعنى أن من كان من العائلة، من كان من الحي، من كان من الجماعة، عليه الانضمام لكورال المظلومية، ولا يسمح بالخروج من الكورال، ولا يسمح له بالسكوت، وإلا اعتبر نشازاً، وحتى من شفي منهم، وتعافى وفتح عينيه وبصيرته لا يمكنه الإفصاح عن شفائه، وإلا طرد من جنة المظلومين، لذلك فإن الناجين من المرض يهربون لمناطق نائية، كي يقطنوا فيها بعيداً، عن أعين جماعتهم، حتى يستمتعوا بحياتهم، ويعيشوا طبيعيين مثل بقية الناس، لكنهم حين يرون أصحابهم يتظاهرون ويدعون الإصابة به، وإلا أصبحوا كالشاة الجرباء تطرد من القطيع.
والويل والثبور لأي شخص من جماعة المصابين يحاول أن يلقي حجراً في بركهم الراكدة، أو يشخص لهم الداء أو يصف لهم الدواء، الويل والثبور لمن يعلن براءته من الداء، خاصة في توقيت العزف الجماعي! ففي هذه الأوقات، الجماعة لا تريد إلا سماع أصوات التخدير التي تقص عليهم قصص الظلم والاضطهاد، وتؤكد لهم أنهم دائماً مستهدفون ومظلومون ومضطهدون، وتحيطهم بأمثلة تاريخية ومعاصرة من قصص المظلومين، ذلك خطاب التخدير الذي تريد سماعه وتطرب له.
«جرثومة” المظلومية تحتاج يومياً لجلسة “تخزين” توفرها لهم صباح كل يوم صحيفة يومية، ويستمعون لها كل جمعة في منابرهم، فتظل الجماعة في سباتها ونعيمها، وتذهب أجيال وتأتي أجيال بهذا المنوال.
هذا ليس تشخيصنا، بل هو تشخيصهم في لحظات الصحوة!