في إحدى المقاطعات الألمانية يحتفل السكان خلال مهرجان الألوان السنوي بألوان الربيع والشتاء والخريف والصيف، حيث تتزين الشوارع بقوس قزح اللوني، ويعيش السكان يوماً طويلاً من الفرح والسرور، وسط الألوان التي تملأ العين والقلب بالبهجة والسرور. في مدن هولندية عديدة ينظم السكان مهرجاناً للورد والزهور والرياحين بكافة أنواعها. وفي أمريكا الجنوبية وفي شبه القارة الهندية وفي الصين “وأغلبها تعاني من الفاقة والتفاوت الاجتماعي وصعوبات جمة في الحياة” يحتفل السكان في أكثر من قرية ومدينة ومقاطعة بمهرجانات الدمى الضاحكة، وبمهرجانات الموسيقى والطرب والرقص والمسرح وصنوف الرياضات والمسابقات، ومن ذلك مهرجان الحب ومهرجان الفرح ومهرجان البرتقال والتفاح والعنب وصنوف الأسماك والطيور، وغير ذلك من العناوين التي يجمعها الفرح والسرور والرغبة في الاحتفال وفي الانطلاق والتجدد والتحرر من حصار اللحظة الخانقة، ومن بؤس السياسة، ومن حزن الطائفية المقيتة وانغلاق الأحزاب.
يحدث ذلك بالرغم من أن العديد من شعوب هذه البلدان تعاني الأمرين من البطالة والفقر والتمييز العرقي والديني وعدم توافر الخدمات الصحية المجانية والتعليم المجاني، وليس لها تأمين على التعطل ولا خدمات التدريب والتأهيل الحكومية المجانية، ولا برامج إسكان حكومي، ولا مظلة للخدمات الاجتماعية للمعوقين وكبار السن والأسر المعوزة، ولا برامج للدعم ولا علاوات اجتماعية ولا مواصلات ولا كتب مجانية للطلبة.
يحدث ذلك في بلدان تصل فيها نسب البطالة إلى 40%، ونسب الفقر إلى 30%، ويعاني قسم كبير من سكانها من الجوع والبؤس، وحتى من الظلم الاجتماعي والسياسي، ومع ذلك يحتفل هؤلاء الناس، يسرقون يوماً أو يومين أو عدة أيام يخصصونها لمهرجانات الفرح السرور والرقص، في حين يعم عندنا البؤس العام، وربما يحتفل الناس عندنا بالموت، ويرونه حدثاً مفرحاً، وقد يقومون بتنظيم مهرجان للمولوتوف، مثلما رأينا خلال الهجمات المتكررة على الممتلكات والأفراد ورجال الأمن، وبشكل يومي، حيث يتم تدريب الأطفال والمراهقين على صناعة ورمي المولوتوف، فيعبثون كما شاءوا ويمطرون المارة ورجال الأمن بنيران المولوتوف، على إيقاعات التوجيهات والبيانات التبريرية، مسنودين بنوع من الشحن الأيديولوجي والطائفي أحياناً، يتم زرعه في القلوب الفتية.
مهرجان المولوتوف، وإن كانت بدايته محلية، يمكن أن يتحول إلى مهرجان عالمي، يمكن أن تتبارى فيه الفرق المشاركة في مجال تصنيع وإلقاء ورمي الزجاجات الحارقة على الباصات والسيارات والمدارس، وعلى عابري السبيل وعلى المنازل وعلى واجهات المحلات وعلى المارة والشوارع وعلى رجال الأمن بكافة أصنافهم، ويكون هنالك كأس العالم للمولوتوف، وأعتقد بأنه بإمكاننا الحصول عليه بسهولة تامة، بحكم الخبرات المتراكمة والتدريب المكثف الذي يتلقاه أبناؤنا يومياً في الشوارع والبيوت والأزقة، على أيد أمهر المصنعين والرماة ومن مصنعي الزجاجات الحارقة، التي تحرق الوجوه والأكباد والعيون، وتؤجج نيران الكراهية في ذات الوقت.
همس:
بالمناسبة كلمة “مولوتوف” صدرتها لنا المعجمية الروسية، مثلما صدرت لنا كلمة “الكلاشينكوف”، وهي تعني في لغتها الأصلية “القنبلة الحارقة”. ويطلق عليها أيضاً اسم “كوكتيل المولوتوف” الذي سمي بذلك نسبة إلى السياسي الروسي فاياشسلاف مولوتوف، وقد استخدمها السوفيت في الحرب العالمية الثانية ضد القوات النازية. علماً أن أغلب الدول تجرم تصنيع الزجاجات الحارقة، وتفرض العقوبات في حال استخدامها ضد الأفراد تصل إلى الإعدام، في حال أدت إلى القتل أو الشروع في القتل أو الأضرار البدنية البالغة، وفي حال استخدامها ضد الممتلكات فإنها تدخل ضمن الإضرار بالمال العام والخاص، وقد نصت القوانين على عقوبات لهذه الأفعال قد تصل إلى السجن المؤبد في بعض الحالات.
يحدث ذلك بالرغم من أن العديد من شعوب هذه البلدان تعاني الأمرين من البطالة والفقر والتمييز العرقي والديني وعدم توافر الخدمات الصحية المجانية والتعليم المجاني، وليس لها تأمين على التعطل ولا خدمات التدريب والتأهيل الحكومية المجانية، ولا برامج إسكان حكومي، ولا مظلة للخدمات الاجتماعية للمعوقين وكبار السن والأسر المعوزة، ولا برامج للدعم ولا علاوات اجتماعية ولا مواصلات ولا كتب مجانية للطلبة.
يحدث ذلك في بلدان تصل فيها نسب البطالة إلى 40%، ونسب الفقر إلى 30%، ويعاني قسم كبير من سكانها من الجوع والبؤس، وحتى من الظلم الاجتماعي والسياسي، ومع ذلك يحتفل هؤلاء الناس، يسرقون يوماً أو يومين أو عدة أيام يخصصونها لمهرجانات الفرح السرور والرقص، في حين يعم عندنا البؤس العام، وربما يحتفل الناس عندنا بالموت، ويرونه حدثاً مفرحاً، وقد يقومون بتنظيم مهرجان للمولوتوف، مثلما رأينا خلال الهجمات المتكررة على الممتلكات والأفراد ورجال الأمن، وبشكل يومي، حيث يتم تدريب الأطفال والمراهقين على صناعة ورمي المولوتوف، فيعبثون كما شاءوا ويمطرون المارة ورجال الأمن بنيران المولوتوف، على إيقاعات التوجيهات والبيانات التبريرية، مسنودين بنوع من الشحن الأيديولوجي والطائفي أحياناً، يتم زرعه في القلوب الفتية.
مهرجان المولوتوف، وإن كانت بدايته محلية، يمكن أن يتحول إلى مهرجان عالمي، يمكن أن تتبارى فيه الفرق المشاركة في مجال تصنيع وإلقاء ورمي الزجاجات الحارقة على الباصات والسيارات والمدارس، وعلى عابري السبيل وعلى المنازل وعلى واجهات المحلات وعلى المارة والشوارع وعلى رجال الأمن بكافة أصنافهم، ويكون هنالك كأس العالم للمولوتوف، وأعتقد بأنه بإمكاننا الحصول عليه بسهولة تامة، بحكم الخبرات المتراكمة والتدريب المكثف الذي يتلقاه أبناؤنا يومياً في الشوارع والبيوت والأزقة، على أيد أمهر المصنعين والرماة ومن مصنعي الزجاجات الحارقة، التي تحرق الوجوه والأكباد والعيون، وتؤجج نيران الكراهية في ذات الوقت.
همس:
بالمناسبة كلمة “مولوتوف” صدرتها لنا المعجمية الروسية، مثلما صدرت لنا كلمة “الكلاشينكوف”، وهي تعني في لغتها الأصلية “القنبلة الحارقة”. ويطلق عليها أيضاً اسم “كوكتيل المولوتوف” الذي سمي بذلك نسبة إلى السياسي الروسي فاياشسلاف مولوتوف، وقد استخدمها السوفيت في الحرب العالمية الثانية ضد القوات النازية. علماً أن أغلب الدول تجرم تصنيع الزجاجات الحارقة، وتفرض العقوبات في حال استخدامها ضد الأفراد تصل إلى الإعدام، في حال أدت إلى القتل أو الشروع في القتل أو الأضرار البدنية البالغة، وفي حال استخدامها ضد الممتلكات فإنها تدخل ضمن الإضرار بالمال العام والخاص، وقد نصت القوانين على عقوبات لهذه الأفعال قد تصل إلى السجن المؤبد في بعض الحالات.