العربة أمام الحصان.. عنوان يلخص كاريكاتيرياً وضع المثقف العربي ودوره في السياسة العربية، فالعملية عندنا- ككل شيء تقريباً- مقلوبة، فالوضع الطبيعي، في الدول التي تعتمد في سياساتها واستراتيجياتها على فكر المفكرين، يكون “ المثقف” بمعناه الواسع “أي المفكر والرؤيوي والعالم، وليس مجرد خبير تكنوقراطي” هو “الحصان” الذي يقود العربة، أي أن يكون له دور حيوي في رسم معالم الطريق في السياسة والاقتصاد والاجتماع والثقافة، لا أن يكون موقعه خلف العربة، مجروراً لا جاراً.
المثقف عندنا – ولا أتحدث هنا عن موظفي الثقافة الذين قد يكونون سعداء بأوضاعهم وغير مدركين لمأساوية أوضاعهم- معزول مهزوم مهمش محبط في الأغلب من الأحيان، لا أحد تقريباً يستشيره، ولا أحد يستفيد منه في رسم فكرة أو رؤية، ولا يتم تفريغه أو تكليفه بدراسة ملف أو إعداد دراسة جدوى في الاقتصاد، في الاجتماع، في السياسة أو في الفكر أو حتى في السياحة والعمارة والمعارض والسلام المدني أو البيئة أو تفشي الطلاق أو التراجع عن الثوابت والنكوص عن مقومات الهوية بين الشباب أو التطرف الديني أو فشل بعض السياسات... أو..أو.. وما أكثر أو..!!
المثقف عندنا قليل الإبداع، لأنه لا يجد الوقت للإبداع، يقضي ثلاثة أرباع وقته في الجري وراء لقمة العيش أو تأمين الغذاء وتأمين الأمن البيولوجي له ولعياله، كما إن الإبداع يرتبط بمناخ الحرية وبمستوى النهوض الحضاري للأمة، وبمناخ المعرفة وبواقع المثقف العربي المنعزل حاليا عن حركة التغيير، والتطلع إلى إمكانية النهوض مجدداً بالواقع الهزيل للأمة، المثقف باعتباره محرك هذا الإبداع وأداته ومولده مازال بعيداً، غير قادر عن مغادرة محطة التقليد التكرار، وذلك لأن الإنسان السطحي والمقيد والمقلد لا يستطيع أن ينتج إبداعاً.
والمشكلة هنا ليست مشكلة المثقف فحسب، بل هي أيضاً مشكلة مجتمعية وسياسية في ذات الوقت، فالنظام العربي يعيش في حالة فقدان وزن، والإنسان العربي هو الآخر يحيا حالة من عدم القدرة على فهم حركة التاريخ فما بالك التأثير فيه، والرأي العام لدينا غير قادر تماماً على تحديد أهدافه بسبب الحيرة والفشل والجهل والتردد واضطراب الرؤى وتعدد المدخلات المتناقضة، ولذلك فهو إما غارق في البؤس اليومي وإما غارق في الاستهلاك القاتل لإنسانية الإنسان.
وفي ظل وضع كهذا، بوجهيه الرسمي والشعبي، من الطبيعي أن نكون غير قادرين على استيعاب حقيقة المخاطر التي تهدد وجودنا ومستقبلنا ومستقبل أجيالنا القادمة.. ولذلك قد يكون المطلوب من المثقف العربي أشبه بالمعجزة، بل هو أشبه بالحرث في البحر.. فعليه أن يستوعب ما يجري على الطرف الآخر من الكرة الأرضية وأن يمسك بمفاتيح التقدم ويستشرف الأخطار التي تنذر بهبوب العواصف الهوج، وكلمة المستقبل تكاد تكون في إطارها الثقافي الحيوي غائبة في الفعل العربي، بالرغم من حضورها الفاقع في القول الثقافي العربي.
المثقف عندنا – ولا أتحدث هنا عن موظفي الثقافة الذين قد يكونون سعداء بأوضاعهم وغير مدركين لمأساوية أوضاعهم- معزول مهزوم مهمش محبط في الأغلب من الأحيان، لا أحد تقريباً يستشيره، ولا أحد يستفيد منه في رسم فكرة أو رؤية، ولا يتم تفريغه أو تكليفه بدراسة ملف أو إعداد دراسة جدوى في الاقتصاد، في الاجتماع، في السياسة أو في الفكر أو حتى في السياحة والعمارة والمعارض والسلام المدني أو البيئة أو تفشي الطلاق أو التراجع عن الثوابت والنكوص عن مقومات الهوية بين الشباب أو التطرف الديني أو فشل بعض السياسات... أو..أو.. وما أكثر أو..!!
المثقف عندنا قليل الإبداع، لأنه لا يجد الوقت للإبداع، يقضي ثلاثة أرباع وقته في الجري وراء لقمة العيش أو تأمين الغذاء وتأمين الأمن البيولوجي له ولعياله، كما إن الإبداع يرتبط بمناخ الحرية وبمستوى النهوض الحضاري للأمة، وبمناخ المعرفة وبواقع المثقف العربي المنعزل حاليا عن حركة التغيير، والتطلع إلى إمكانية النهوض مجدداً بالواقع الهزيل للأمة، المثقف باعتباره محرك هذا الإبداع وأداته ومولده مازال بعيداً، غير قادر عن مغادرة محطة التقليد التكرار، وذلك لأن الإنسان السطحي والمقيد والمقلد لا يستطيع أن ينتج إبداعاً.
والمشكلة هنا ليست مشكلة المثقف فحسب، بل هي أيضاً مشكلة مجتمعية وسياسية في ذات الوقت، فالنظام العربي يعيش في حالة فقدان وزن، والإنسان العربي هو الآخر يحيا حالة من عدم القدرة على فهم حركة التاريخ فما بالك التأثير فيه، والرأي العام لدينا غير قادر تماماً على تحديد أهدافه بسبب الحيرة والفشل والجهل والتردد واضطراب الرؤى وتعدد المدخلات المتناقضة، ولذلك فهو إما غارق في البؤس اليومي وإما غارق في الاستهلاك القاتل لإنسانية الإنسان.
وفي ظل وضع كهذا، بوجهيه الرسمي والشعبي، من الطبيعي أن نكون غير قادرين على استيعاب حقيقة المخاطر التي تهدد وجودنا ومستقبلنا ومستقبل أجيالنا القادمة.. ولذلك قد يكون المطلوب من المثقف العربي أشبه بالمعجزة، بل هو أشبه بالحرث في البحر.. فعليه أن يستوعب ما يجري على الطرف الآخر من الكرة الأرضية وأن يمسك بمفاتيح التقدم ويستشرف الأخطار التي تنذر بهبوب العواصف الهوج، وكلمة المستقبل تكاد تكون في إطارها الثقافي الحيوي غائبة في الفعل العربي، بالرغم من حضورها الفاقع في القول الثقافي العربي.