ها أنتِ تضعين اليوم تاج التميّز كما عهدناكِ حبيبتي، وها أنتِ اليوم تجعلين خبراء الأمم المتحدة يقفون عاجزين أمام حُسنك وبهائك، فلا يجدون سبباً واحداً يمنعهم من منحكِ قلادة التميّز، مبروك يا حلوة، تاج الفخر الجديد، وإن كنتُ أعتقد أن الأمم المتحدة هي من تتشرف بكِ وليس العكس، مبروك يا جميلة، فوزكِ المستحق، فأنتِ المحرق بلا ألقاب ولا نعوت واسمك يكفيكِ حبيبتي.
54 دولة في قاموس رحلات عاشقكِ الصغير محمد العرب، و20 سنة من الترحال المرّ بين الموانئ والمطارات، ولم تعلق في مخيلتي ووجداني إلا القليل من المدن، وأنتِ بلاشك في مقدمتها، أنتِ يا حبيبتي المدينة الجميلة، التي لا أتعب من الضياع فيها، بل وجعلت الضياع في “فرجانكِ” أجمل هواياتي، وأنتِ يا معشوقتي المدينة الوحيدة التي لا أخجل من البكاء أو الفرح في حضرتها، وأنتِ يا حلوتي المدينة الخالدة التي أتمنّى أن أُدفن فيها، آه يا محرق لقد كانت قصتي معكِ قدَرية، لم أخترها ولم أسعَ لرسم ملامحها، ولا ضير من تذكيركِ بها حبيبتي، أتذكرين يا محرق المجد اللقاء الأول بيننا؟، نعم بالتأكيد تذكرين ذلك، فالمدن العظيمة لا تنسى عشاقها، أتذكرين عندما كنتُ أترجَّل قبل سنيين طويلة من سلم الطائرة في مطار البحرين، وكانت عقارب الساعة حينها تُشير إلى ما بعد منتصف الليل بقليل؟، ومن حُسن الحظ كان سائق سيارة الأُجرة أحد عشاقكِ القدامى، فقال لي “هذه هي المحرق هل سمعتَ بها سابقاً”، قلتُ له “نعم لكنّي لأول مرة أراها”، توقفتُ عن الكلام حينها قبل أن أقول له بعفوية “لكنّها أروع بكثير مما حكى لي عشاقها”، فضحك الرجل قائلاً “الجميع يقول هذا عندما يشاهدونها أول مرة”، الرجل كان كريماً مثلكِ تماماً، وكيف لا وهو أحد أبنائك لذلك لم يتردد في القول: “ما رأيكَ أن نتناول العشاء في أحد مطاعمها الشعبية القديمة؟”، فأعلنتُ الموافقة بلا تردّد لأنّي كنتُ حينها تحت سيطرة حُسنكِ أيتها الأبيّة، وفعلاً حدث اللقاء الأول مع مفاصل حُسنكِ حبيبتي، لقد تشرّفتُ بالمشي في “دواعيسكِ” لأول مرة، وكنتُ أشعر حينها كما يشعر ويتمنّى الأطفال، نعم كنتُ أتمنّى وقتها ألا يراني أحد حتى أركض حافياً بين “دواعيسكِ وفرجانكِ”، لأتنسم نسائمكِ العطِرة، في ذلك اليوم أيتها الحلوة أصبحتُ عاشقاً صغيراً يُضاف إلى طوابير عشاقكِ وقرّرتُ أن أسكن فيكِ، وقرّرتُ أن أُحبكِ كلَّ يوم أكثر، وأن أكتشف حُسنكِ كلَّ يوم أكثر، ومنذ ذلك اليوم، وأنا أشعر بسعادة عندما أستيقظ على عبق عطركِ، الذي يجعل عواطفي تتدفّق متأججة، وأشعر كلَّ صباح وكأنني أجلس معكِ، وآخذكِ بين راحتي، لأستمدَّ منكِ دفئاً مُثيراً يجعلني أتمنّى الانصهار معكِ، حتى أصلَ إلى إدمانكِ حتى الارتواء، حبيبتي المحرق، أعلمُ أني لستُ العاشق الأول، ولست العاشق الأخير، وأعلمُ أني لست بحجم بهائكِ وجمالكِ، وأعلمُ أن عشاقكِ ممن أبصروا النور في رحابكِ، أكثر أحقيّة مني في مديحكِ، لكنّي أعلمُ أيضاً أن أهل المحرق، لا يمانعون أبداً في أن يكون لهم شركاء في عشقكِ، فأنتِ اليوم إحدى المدن الخالدة .
أيتها الجميلة، لن أعدل فيكِ وصفاً، لا في الشرق ولا في الغرب، فـ«دواعيسك” مملكةُ عشقي، وعشقي لك عشقُ صبّ، والحكايةُ معكِ تطول ولا تتلاشى في الذروة، أن حبّي يا محرق لم ولن يكون نزوة.
هذه رسالة من قلبي إلى من أحبَّها قلبي.
{{ article.visit_count }}
54 دولة في قاموس رحلات عاشقكِ الصغير محمد العرب، و20 سنة من الترحال المرّ بين الموانئ والمطارات، ولم تعلق في مخيلتي ووجداني إلا القليل من المدن، وأنتِ بلاشك في مقدمتها، أنتِ يا حبيبتي المدينة الجميلة، التي لا أتعب من الضياع فيها، بل وجعلت الضياع في “فرجانكِ” أجمل هواياتي، وأنتِ يا معشوقتي المدينة الوحيدة التي لا أخجل من البكاء أو الفرح في حضرتها، وأنتِ يا حلوتي المدينة الخالدة التي أتمنّى أن أُدفن فيها، آه يا محرق لقد كانت قصتي معكِ قدَرية، لم أخترها ولم أسعَ لرسم ملامحها، ولا ضير من تذكيركِ بها حبيبتي، أتذكرين يا محرق المجد اللقاء الأول بيننا؟، نعم بالتأكيد تذكرين ذلك، فالمدن العظيمة لا تنسى عشاقها، أتذكرين عندما كنتُ أترجَّل قبل سنيين طويلة من سلم الطائرة في مطار البحرين، وكانت عقارب الساعة حينها تُشير إلى ما بعد منتصف الليل بقليل؟، ومن حُسن الحظ كان سائق سيارة الأُجرة أحد عشاقكِ القدامى، فقال لي “هذه هي المحرق هل سمعتَ بها سابقاً”، قلتُ له “نعم لكنّي لأول مرة أراها”، توقفتُ عن الكلام حينها قبل أن أقول له بعفوية “لكنّها أروع بكثير مما حكى لي عشاقها”، فضحك الرجل قائلاً “الجميع يقول هذا عندما يشاهدونها أول مرة”، الرجل كان كريماً مثلكِ تماماً، وكيف لا وهو أحد أبنائك لذلك لم يتردد في القول: “ما رأيكَ أن نتناول العشاء في أحد مطاعمها الشعبية القديمة؟”، فأعلنتُ الموافقة بلا تردّد لأنّي كنتُ حينها تحت سيطرة حُسنكِ أيتها الأبيّة، وفعلاً حدث اللقاء الأول مع مفاصل حُسنكِ حبيبتي، لقد تشرّفتُ بالمشي في “دواعيسكِ” لأول مرة، وكنتُ أشعر حينها كما يشعر ويتمنّى الأطفال، نعم كنتُ أتمنّى وقتها ألا يراني أحد حتى أركض حافياً بين “دواعيسكِ وفرجانكِ”، لأتنسم نسائمكِ العطِرة، في ذلك اليوم أيتها الحلوة أصبحتُ عاشقاً صغيراً يُضاف إلى طوابير عشاقكِ وقرّرتُ أن أسكن فيكِ، وقرّرتُ أن أُحبكِ كلَّ يوم أكثر، وأن أكتشف حُسنكِ كلَّ يوم أكثر، ومنذ ذلك اليوم، وأنا أشعر بسعادة عندما أستيقظ على عبق عطركِ، الذي يجعل عواطفي تتدفّق متأججة، وأشعر كلَّ صباح وكأنني أجلس معكِ، وآخذكِ بين راحتي، لأستمدَّ منكِ دفئاً مُثيراً يجعلني أتمنّى الانصهار معكِ، حتى أصلَ إلى إدمانكِ حتى الارتواء، حبيبتي المحرق، أعلمُ أني لستُ العاشق الأول، ولست العاشق الأخير، وأعلمُ أني لست بحجم بهائكِ وجمالكِ، وأعلمُ أن عشاقكِ ممن أبصروا النور في رحابكِ، أكثر أحقيّة مني في مديحكِ، لكنّي أعلمُ أيضاً أن أهل المحرق، لا يمانعون أبداً في أن يكون لهم شركاء في عشقكِ، فأنتِ اليوم إحدى المدن الخالدة .
أيتها الجميلة، لن أعدل فيكِ وصفاً، لا في الشرق ولا في الغرب، فـ«دواعيسك” مملكةُ عشقي، وعشقي لك عشقُ صبّ، والحكايةُ معكِ تطول ولا تتلاشى في الذروة، أن حبّي يا محرق لم ولن يكون نزوة.
هذه رسالة من قلبي إلى من أحبَّها قلبي.