فيما ينصح النفسانيون الزوجين باعتماد نهج المصارحة والمكاشفة أسلوباً لحياةٍ زوجيةٍ سعيدةٍ، بيّن علماء النفس الهنود أن الصراحة الزائدة بين الزوجيّن قد تفسد العلاقة القائمة بينهما، وهذا لا يعني بالطبع أن كلاً منهما يجب أن يلجأ للكذب على الآخر، ولكن ينبغي توخِّي الحذر من الانفتاح زيادةً عن اللازم، خصوصاً في موضوعاتٍ بعينها، لأن ضرره يفوق ضرر الكذب.
إن المرأة التي يعرف عنها زوجها كل شيء تشبه الكتاب المفتوح، وفي مثل هذه الحالة لا يكترث الزوج بضرورة اكتشاف شخصيتها، والأمر نفسه ينطبق على الرجل؛ وفي العادة تميل المرأة إلى الحديث عن ماضيها، وتفتخر أمام زوجها بشعبيّتها بين الرجال، وتردِّد الكلمات اللطيفة التي يلقونها على مسامعها، لكن علماء النفس يذكِّرون بأن يقتصر الحديث عن الأيام السالفة على القصص العاطفية طويلة الأمد أو مشكلات الحياة الزوجية الفائتة، فمن شأن التطرّق لهذه الموضوعات أن يثري الحياة الزوجية، ويقرِّب الرؤى، ويمّد جسور المودّة والتفاهم بين الشريكين.
ويرى الباحثون أنه من الأهميّة بمكان ألا تكون المرأة صريحةً مع الرجل بشأن حماتها، أي والدته، فالغيرة بين الحماة والعروسة ظاهرة طبيعية منتشرة لدى مختلف الشعوب، وبإمكانها إطفاء نار الغيرة بأن تقول لزوجها مثلاً: «إنني ممتنة لأمِّك لأنها ربّت ابناً مثلك خير تربية». كما ينصح العلماء الأزواج بعدم الاقتراب من موضوع الانفصال بأيِّ حال من الأحوال، ومن الأجدى أن يعّد كل منهما قائمة بالمواصفات التي يريدها في شريك حياته، فقد يؤدِّي ذلك إلى زوال الخلافات بينهما؛ غير أنهم يشيرون إلى أهمية عدم السكوت عن موضوعات ذات أهمية فائقة للحياة الزوجية، وأولّها الحالة الصحيّة، فمن حقّ الزوجة مثلاً أن تكون على درايةٍ بأمراض الزوج، والعكس صحيح، لا سيما إذا كانت أمراضاً خطيرة تحدِّد طبيعة العلاقة بينهما ومستقبلها.
كما إنه من المفترض أن يكون الزوجان متفاهمين بشأن الرغبة في الإنجاب من عدمها، ويفضل أن يتم ذلك في الأيام الأولى للحياة الزوجية، كما إن كليهما يجب أن يكون مدركاً للديون والالتزامات المالية المترتِّبة على الطرف الآخر، وعلى درايةٍ كافيةٍ بحجم الميزانية المشتركة، وكيفيّة إنفاقها بخططٍ عقلانيةٍ مدروسةٍ تؤمِّن لهما ولأبنائهما الرفاهية والسعادة الأبديّة!.