حتى حين قريب كان أكثر الناس يسمعون عن مواجهات بين مجموعات من الشباب ورجال حفظ النظام يتراشقون خلالها بما في أيديهم من أسلحة غير قانونية.. وقانونية، أو يشاهدونها أفلاماً أو صوراً على وسائل التواصل الاجتماعي، ولكنهم -أي أكثر الناس- انتقلوا في الفترة الأخيرة إلى مرحلة أخرى جديدة تحولوا فيها إلى رؤية كل ذلك (حي) في الشوارع التي يسلكونها، بل صاروا هم أنفسهم جزءاً من المشهد ومعرضين للأذى.
هذا تطور لافت ينبغي أخذه في الحسبان وإيجاد حلول مناسبة له. أعرف أنه ليس بالإمكان تحديد ساحة أو ملعب ليتواجه فيه أولئك المشاغبون مع رجال حفظ النظام ويكون بعيداً عن الناس، كما لا يمكن تحديد أيام أو أوقات لمثل هذه المواجهات، لكن لابد من إيجاد مخرج يحمي الأبرياء من مستعملي الطريق. هذه المسؤولية ليست مسؤولية الداخلية وحدها (وإلا ما حدثت تلك المواجهات حيث يحاول عناصر الأمن وقف الاعتداءات عليهم) وهي ليست مسؤولية الحكومة فقط؛ لكنها مسؤولية الجمعيات السياسية أيضاً.. تلك الجمعيات التي واضح اليوم أنها تدعم أولئك الشباب (من تحت لتحت) وتحاول أن تقنع نفسها بأنها لا ترى ما يحدث.. أو أن ما يحدث يدخل في نطاق “السلمية”!
مسؤولية حماية مستعملي الطريق تقع على عاتق الجميع؛ الحكومة بوزاراتها وأجهزتها والجمعيات السياسية، وكذلك أولئك الشباب الذين لم يعودوا أن يروا شيئاً أو يسمعون سوى ما يصلهم من تعليمات، ربما لا يعرفون حتى مصدرها.
خطأ التراشق في الطرقات تتحمل وزارة الداخلية جزءاً منه؛ حيث يقوم بعض عناصر حفظ النظام للدفاع عن أنفسهم بالرد على الاعتداءات وقوامها زجاجات المولوتوف الحارقة بإطلاق مسيلات الدموع. الأسبوع الماضي حدث أمامي هذا المشهد عند العاشرة مساء نهاية شارع الفاتح قرب الميناء، الشباب غير المدرك لما يفعل يرمي الحجارة وزجاجات المولوتوف من حيث هو في ساحة مفتوحة على رجال حفظ الأمن الواقفين على الرصيف الذي يفصل بينه وبين أولئك شارعان يستوعب كل منهما ثلاث مسارات ويردون عليهم بإطلاق مسيلات الدموع، أما مستعملو الطريق فبعضهم يفاجأ بصوت الطلق أو النار المنبعثة من تلك الزجاجات أو الحجارة فتحدث لديه ردة فعل منعكسة بتغيير مساره تغييراً مفاجئاً يربك الآخرين من مستعملي الطريق، فيكون الجميع مؤهلاً للوقوع في براثن حوادث مرورية أليمة.
المشهد نفسه تكرر أمامي بعد ذلك بيومين في شارع خليفة بن سلمان جهة قرية عالي، لكن المشهد هنا كان أكثر سخونة؛ حيث بدت زجاجات المولوتوف وهي تطير كالألعاب النارية قبل أن تسقط قريباً من سيارات الأمن ورجالها الذين يدافعون عن أنفسهم بإطلاق مسيلات الدموع، ما يعني أن احتمالات وقوع الحوادث كانت واردة بشكل أكبر. وبالتأكيد هذا هو السبب وراء تدهور سيارة أحد موظفي مجلس النواب وتعرضه لإصابات، وإن في شارع آخر.. في ليلة أخرى.
ما ينبغي أن يدركه ممارسو “السلمية” أنه ليس ممكناً أبداً حصولهم على مبتغاهم بهذه الطرق، لأنهم باختصار يتحولون بها من “مظلومين” إلى ظالمين ومعتدين آثمين، وما ينبغي أن يدركوه أيضاً أنهم برفعهم سقف المطالب ستنتهي “قضيتهم” سريعاً، لكن ليس في صالحهم، لأن مسألة إسقاط النظام هي في كل وجوهها تشبه عشم إبليس في الجنة، وما ينبغي أن يدركوه ثالثاً أن “الجماهير” التي يستندون عليها اليوم ستقف ضدهم غداً عندما يتعرض أبناؤهم للخطر ويتضررون بسبب ممارسات ناقصة في شوارع عامة. لابد من وقفة عاقلة تبدأ بها الجمعيات السياسية التي هي اليوم في الواجهة. لابد لها من السيطرة على أولئك الذين يحرجونها حتى بدت وكأنها تابعة لهم تأتمر بأمرهم.
{{ article.visit_count }}
هذا تطور لافت ينبغي أخذه في الحسبان وإيجاد حلول مناسبة له. أعرف أنه ليس بالإمكان تحديد ساحة أو ملعب ليتواجه فيه أولئك المشاغبون مع رجال حفظ النظام ويكون بعيداً عن الناس، كما لا يمكن تحديد أيام أو أوقات لمثل هذه المواجهات، لكن لابد من إيجاد مخرج يحمي الأبرياء من مستعملي الطريق. هذه المسؤولية ليست مسؤولية الداخلية وحدها (وإلا ما حدثت تلك المواجهات حيث يحاول عناصر الأمن وقف الاعتداءات عليهم) وهي ليست مسؤولية الحكومة فقط؛ لكنها مسؤولية الجمعيات السياسية أيضاً.. تلك الجمعيات التي واضح اليوم أنها تدعم أولئك الشباب (من تحت لتحت) وتحاول أن تقنع نفسها بأنها لا ترى ما يحدث.. أو أن ما يحدث يدخل في نطاق “السلمية”!
مسؤولية حماية مستعملي الطريق تقع على عاتق الجميع؛ الحكومة بوزاراتها وأجهزتها والجمعيات السياسية، وكذلك أولئك الشباب الذين لم يعودوا أن يروا شيئاً أو يسمعون سوى ما يصلهم من تعليمات، ربما لا يعرفون حتى مصدرها.
خطأ التراشق في الطرقات تتحمل وزارة الداخلية جزءاً منه؛ حيث يقوم بعض عناصر حفظ النظام للدفاع عن أنفسهم بالرد على الاعتداءات وقوامها زجاجات المولوتوف الحارقة بإطلاق مسيلات الدموع. الأسبوع الماضي حدث أمامي هذا المشهد عند العاشرة مساء نهاية شارع الفاتح قرب الميناء، الشباب غير المدرك لما يفعل يرمي الحجارة وزجاجات المولوتوف من حيث هو في ساحة مفتوحة على رجال حفظ الأمن الواقفين على الرصيف الذي يفصل بينه وبين أولئك شارعان يستوعب كل منهما ثلاث مسارات ويردون عليهم بإطلاق مسيلات الدموع، أما مستعملو الطريق فبعضهم يفاجأ بصوت الطلق أو النار المنبعثة من تلك الزجاجات أو الحجارة فتحدث لديه ردة فعل منعكسة بتغيير مساره تغييراً مفاجئاً يربك الآخرين من مستعملي الطريق، فيكون الجميع مؤهلاً للوقوع في براثن حوادث مرورية أليمة.
المشهد نفسه تكرر أمامي بعد ذلك بيومين في شارع خليفة بن سلمان جهة قرية عالي، لكن المشهد هنا كان أكثر سخونة؛ حيث بدت زجاجات المولوتوف وهي تطير كالألعاب النارية قبل أن تسقط قريباً من سيارات الأمن ورجالها الذين يدافعون عن أنفسهم بإطلاق مسيلات الدموع، ما يعني أن احتمالات وقوع الحوادث كانت واردة بشكل أكبر. وبالتأكيد هذا هو السبب وراء تدهور سيارة أحد موظفي مجلس النواب وتعرضه لإصابات، وإن في شارع آخر.. في ليلة أخرى.
ما ينبغي أن يدركه ممارسو “السلمية” أنه ليس ممكناً أبداً حصولهم على مبتغاهم بهذه الطرق، لأنهم باختصار يتحولون بها من “مظلومين” إلى ظالمين ومعتدين آثمين، وما ينبغي أن يدركوه أيضاً أنهم برفعهم سقف المطالب ستنتهي “قضيتهم” سريعاً، لكن ليس في صالحهم، لأن مسألة إسقاط النظام هي في كل وجوهها تشبه عشم إبليس في الجنة، وما ينبغي أن يدركوه ثالثاً أن “الجماهير” التي يستندون عليها اليوم ستقف ضدهم غداً عندما يتعرض أبناؤهم للخطر ويتضررون بسبب ممارسات ناقصة في شوارع عامة. لابد من وقفة عاقلة تبدأ بها الجمعيات السياسية التي هي اليوم في الواجهة. لابد لها من السيطرة على أولئك الذين يحرجونها حتى بدت وكأنها تابعة لهم تأتمر بأمرهم.