قلت كثيراً وكررت أن الإنسان، إي إنسان، هو مجموعة أفكار وأحلام تمشي على قدمين وتعبر صحراء الحياة، فإذا كانت الأفكار سلبية ستقود هذا الإنسان إلى أن يحصد ثمار أفكاره السلبية، وإذا كانت إيجابية سيستطيع أن يكون كما يبغي ويحلم، لكن الأفكار الايجابية تحتاج إلى حالم، وما الحياة التي نحيا الآن، تقنيات متطورة وثورة اتصالات ومواصلات، إلا نتيجة للحالمين الذي حلموا فتحوّلت أحلامهم إلى واقع معاش.
فبأحلام اديسون أضيء كوكبنا الأرضي بالأضواء، وبتفاحة عرف الإنسان كيفية الطيران إلى الأعلى ضد منطق الجاذبية.
من هنا أحاول أن أقول للآخرين؛ إن الحلم هو البوصلة التي عليها ألا تغادر قلوبنا، فعبر حركتها الدائمة سنعرف أين نحن الآن، وأي طريق علينا أن نسلكه، لنكون كما نريد أن نكون.
إن الفطرة هي زاد الإنسان السليم في تحقيق حياته، وتركها بسبب ظرف داخلي أو خارجي يعني أنه لن يكون هو، ولن يعيش كما يفترض منه العيش، وإذا ترك أي إنسان عادة من عاداته الطبيعية الحسنة، حتى لو لفترة قصيرة، فإنها تتركه، وإذا عاد لممارستها فإنه لن ينجب الجديد والمغاير والمختلف، لهذا يقولون؛ إن اللاعب إذا لم يتدرب فإنه يفقد لياقته، وما ينطبق على اللاعب نراه في السياسي والشاعر والصحافي والفنان، الذين يفقدون لياقتهم في المجال الذي ينتمون إليه.
تحضرني بهذه المناسبة إحدى الحكايات التي قرأتها عدة مرات في الإنترنيت؛ حيث يُحكى أن نسراً كان يعيش في إحدى الجبال ويضع عشه على قمة إحدى الأشجار، وكان عش النسر يحتوي على 4 بيضات، ثم حدث أن هز زلزال عنيف الأرض فسقطت بيضة من عش النسر وتدحرجت إلى أن استقرت في قن للدجاج.
ظنت الدجاجات أن عليها أن تحمي وتعتني ببيضة النسر هذه، وتطوعت دجاجة كبيرة في السن للعناية بالبيضة إلى أن تفقس.
وفي أحد الأيام فقست البيضة وخرج منها نسر صغير جميل، ولكن هذا النسر بدأ يتربى على أنه دجاجة وأصبح يعرف أنه ليس إلا دجاجة، وفي أحد الأيام وفيما كان يلعب في ساحة قن الدجاج شاهد مجموعة من النسور تحلق عالياً في السماء، تمنى هذا النسر لو يستطيع التحليق عالياً مثل هؤلاء النسور، لكنه قوبل بالضحكات والاستهزاء من الدجاج قائلين له: ما أنت سوى دجاجة ولن تستطيع التحليق عالياً مثل النسور.
وبعدها توقف النسر عن حلم التحليق في الأعالي، وآلمه اليأس ولم يلبث أن مات بعد أن عاش حياة طويلة مثل الدجاج.
يقول ناقل القصة؛ هل عرفت الهدف من القصة؟
إنك إن ركنت إلى واقعك السلبي تصبح أسيراً وفقاً لما تؤمن به، فإذا كنت نسراً وتحلم لكي تحلق عالياً في سماء النجاح فتابع أحلامك ولا تستمع لكلمات الدجاج (الخاذلين لطموحك ممن حولك!) حيث إن القدرة والطاقة على تحقيق ذلك متواجدتان لديك بعد مشيئة الله سبحانه وتعالى، واعلم أن نظرتك الشخصية لذاتك وطموحك هما اللذان يحددان نجاحك من فشلك!
لذا فاسعَ أن تصقل نفسك وأن ترفع من احترامك ونظرتك لذاتك فهي السبيل لنجاحك بعد مشيئة الله تعالى، ورافق من يقوي عزيمتك. وأقول كما قال قبلي الكثير من الحكماء؛ إن الحالمين بناة العالم، ولكي تكون أحدهم في حياتك عليك أن تواصل الحفر في ذاتك، وتبحث عن الكنوز التي تملكها في عقلك الباطن
وتستخدمها قي صالح الإنسانية، حينها ستجد نفسك قد وصلت إلى مرحلة تحقيق الحلم وتحقيق الرضا عن نفسك كونك قمت بدورك في الحياة بصورة صحيحة وأديت مهمتك التي خلقت من أجلها جئت إلى هذا العالم.