يقول كاتبي المفضل الأستاذ محمد الرطّيّان في روايته “ ما تبقى من أوراق محمد الوطبان” و التي أنهيتها مؤخراً؛ كل فكرة إنسانية تدعي إنها خيّرة لابد لها من إنتاج الخصم الشرير، و كل من لا يؤمن بها سيصبح بنظرها شرير و هذا الخصم الشرير يرى أن الفكرة “الخيّرة” هي فكرة شريرة بالأصل .. لأنها تريد القضاء عليه و على مصالحه !
التنظيمات في كل بقاع العالم كبيرة و كثيرة و متعددة، و بالتأكيد كلها تملك أهدافاً، سواء أن كانت إيجابية أم سلبية حسب وجهة نظر عضو إحدى هذه التنظيمات، و عالم الرياضة بالطبع لا يخلو من هذه التنظيمات، فالمؤسسات الكروية تنظيم متفرد، الرابطات الجماهيرية تنظيمات، إذا فكل تلك تنظيمات لها معاييرها الخاصة و أهدافها المعينة، و قد نكون وصلنا في العقد الأخير خصوصاً، عقد الألفية ما أعني إلى تطور و نهضة فكرية كبيرة من جانب التنظيمات الجماهيرية في كل مكان في العالم، فالآن نشاهد جماعة البوكسوس نيوس المتعصبة الكاتالونية تملك عضواً في الجمعية العمومية الكبيرة لنادي برشلونة.
و في وسطنا الرياضي شهدنا نعم هذه الجودة الفكرية المتطورة، فنشاهد الآن كماً كبيراً من الرابطات الجماهيرية المحلية التي تملك حسابات على تويتر، بل إنها تصل بطريقة متغلغلة للنقش في إحدى الصحف، فتكون قد ترتكب إحدى الأعمال البطولية الزائفة بإحداث الفوضى الفكرية في الزاوية الرياضية، حتى تصبح “قضية رأي عام” من حدث يملؤه الفراغ و الكلل و العبث، فأحيانا الأعمال الجماهيرية “البطولية – الزائفة” تكون منظمة، لربما لاستهداف صحيفة ما أو صحفي ما، بل يتم استخدام ما حول ذلك التنظيم الجماهيري من عناصر “جغرافية” من محبي للنادي و ضربهم في وعيهم الكروي، فينجو بعضهم و لله الحمد، و لكن الكثير منهم لا يكونون سوى حيزاً تملؤه تلك الضربة لملء فراغ سبب القيام على تلك الفوضى المنظمة أساساً، فيشوّه عندها شخص آخر من قبل جماعة جماهيرية أكبر و هم أولئك “الجغرافيون” الذين ضربوهم على رأس وعيهم و هم في سبات عميق بأعين مفتوحة، فكم هو محزن أن تكون نائماً عن ما يحدث أمامك و أنت تسمع هذه الفوضى، و لكن الأسوأ أن تكون عينك مفتوحة شكلاً و لكن مغلقة أصلاً.
علينا أن نلتفت جيداً لهذه التنظيمات الجماهيرية التي تستغل العاطفة “الجغرافية” و تجعل من ذلك وسيلة ذرائعية للوصول إلى العاطفة، فتجمّع كمّها الهائل من البشر في جيش ضد أحد الأفراد المجتمعية “الرياضية”، فلا يهمني من هو، هل هو صحفي أم مقدم برامج أم العامل الذي يضع أكواب قهوة أمامنا، أي كان، فانتبهوا أيها “الجغرافيون” حتى لا تكونون مستهدفين من قبل جماعات جماهيرية هي بالأساس في سبات و فراغ فكري، تجعل منكم ألعابا لفوضاها المنظمة !
[email protected]
{{ article.visit_count }}
التنظيمات في كل بقاع العالم كبيرة و كثيرة و متعددة، و بالتأكيد كلها تملك أهدافاً، سواء أن كانت إيجابية أم سلبية حسب وجهة نظر عضو إحدى هذه التنظيمات، و عالم الرياضة بالطبع لا يخلو من هذه التنظيمات، فالمؤسسات الكروية تنظيم متفرد، الرابطات الجماهيرية تنظيمات، إذا فكل تلك تنظيمات لها معاييرها الخاصة و أهدافها المعينة، و قد نكون وصلنا في العقد الأخير خصوصاً، عقد الألفية ما أعني إلى تطور و نهضة فكرية كبيرة من جانب التنظيمات الجماهيرية في كل مكان في العالم، فالآن نشاهد جماعة البوكسوس نيوس المتعصبة الكاتالونية تملك عضواً في الجمعية العمومية الكبيرة لنادي برشلونة.
و في وسطنا الرياضي شهدنا نعم هذه الجودة الفكرية المتطورة، فنشاهد الآن كماً كبيراً من الرابطات الجماهيرية المحلية التي تملك حسابات على تويتر، بل إنها تصل بطريقة متغلغلة للنقش في إحدى الصحف، فتكون قد ترتكب إحدى الأعمال البطولية الزائفة بإحداث الفوضى الفكرية في الزاوية الرياضية، حتى تصبح “قضية رأي عام” من حدث يملؤه الفراغ و الكلل و العبث، فأحيانا الأعمال الجماهيرية “البطولية – الزائفة” تكون منظمة، لربما لاستهداف صحيفة ما أو صحفي ما، بل يتم استخدام ما حول ذلك التنظيم الجماهيري من عناصر “جغرافية” من محبي للنادي و ضربهم في وعيهم الكروي، فينجو بعضهم و لله الحمد، و لكن الكثير منهم لا يكونون سوى حيزاً تملؤه تلك الضربة لملء فراغ سبب القيام على تلك الفوضى المنظمة أساساً، فيشوّه عندها شخص آخر من قبل جماعة جماهيرية أكبر و هم أولئك “الجغرافيون” الذين ضربوهم على رأس وعيهم و هم في سبات عميق بأعين مفتوحة، فكم هو محزن أن تكون نائماً عن ما يحدث أمامك و أنت تسمع هذه الفوضى، و لكن الأسوأ أن تكون عينك مفتوحة شكلاً و لكن مغلقة أصلاً.
علينا أن نلتفت جيداً لهذه التنظيمات الجماهيرية التي تستغل العاطفة “الجغرافية” و تجعل من ذلك وسيلة ذرائعية للوصول إلى العاطفة، فتجمّع كمّها الهائل من البشر في جيش ضد أحد الأفراد المجتمعية “الرياضية”، فلا يهمني من هو، هل هو صحفي أم مقدم برامج أم العامل الذي يضع أكواب قهوة أمامنا، أي كان، فانتبهوا أيها “الجغرافيون” حتى لا تكونون مستهدفين من قبل جماعات جماهيرية هي بالأساس في سبات و فراغ فكري، تجعل منكم ألعابا لفوضاها المنظمة !
[email protected]