تشيع بين الآباء والأمهات فكرة ارتباط الطفل بأمِّه منذ أن يتكوّن جنيناً في أحشائها، وحتى لحظة خروجه إلى النور، وهو الارتباط الذي يؤسِّس لعلاقةٍ متميِّزةٍ بينهما تمتد إلى فترات لاحقةً من نمو الطفل، لدرجة أن حبّه لأبيه يتوقّف على مدى قوّة علاقته بأمّه بالدرجة الأولى.
غير أن علماء النفس بولاية كونيكتكوت الأمريكية توصّلوا إلى نتيجةٍ مغايرةٍ مفادها أن حُبّ الأب لابنه أهم من حُبّ أمّه له، ومن شأن غياب الدرجة الكافية من اهتمام الأب أن يؤدِّي إلى صدماتٍ عاطفيةٍ عميقةٍ للطفل أكثر مما يمكن أن يفعله عدم اهتمام أمّه به أو نفورها منه. ويعزو العلماء السبب الأساسي إلى المرتبة الاجتماعية الرفيعة للرجل في المجتمع المعاصر.
إن انعدام الرعاية الكافية للطفل من قبل والديّه تنذر بعواقب وخيمة على شخصيّته، توازي الآثار المؤلمة التي يخلِّفها الاعتداء الجسدي المباشر عليه، فالأم والأب بالنسبة للطفل هما مركز عالمه الشخصي، ويبقيان كذلك حتى انتقاله إلى مرحلة المراهقة. ففي بداية حياة الطفل، يؤمِّن له والداه الغذاء والبيئة الصحيّة والاجتماعية التي تهييء لنموّه العقلي والانفعالي، وفي مرحلةٍ لاحقةٍ يساعدانه على اكتشاف العالم. إن حجم الرعاية الوالديّة تحدِّد مدى عمق الارتباط العاطفي مع الطفل، وكذلك صحته البدنية والنفسية، ومستوى نموّه الذهني، وصولاً إلى وظيفته المستقبلية.
وعلى أثر دراسة حالات عشرة آلاف أسرة أمريكية من مختلف الولايات والانتماءات العرقية، وجد النفسانيون أن انزواء الأب عن ابنه وتنكّره له في الصغر يخلِّف لدى الطفل جرعةً أكبر من المعاناة مما يخلِّفه نفور أُمّه منه أو إهمالها لتربيته، والسبب في ذلك يكمن في أن الأب هو ربّ الأسرة ومعيلها الأساسي، ويؤدِّي دوراً مرموقاً فيها، ويمتلك هيبةً خاصةً في إطارها، لذا فإن حُبّ الأب بالنسبة للطفل هو حُبّ الطرف الأقوى والأكثر نفوذاً، غير أن هذه النتيجة كان يمكن أن تحوز على مصداقيةٍ أكبر لو أن الحديث يدور عن المجتمعات التي تكون فيها الكلمة العليا للرجل، كالمجتمعات الشرقية عامةً، والعربية على الأخصّ، وهو ما يعني أن الرجل لا يزال يفكِّر بعقليّة استبداديةٍ حتى في المجتمعات الغربية المتقدِّمة، ويبدو أن جدليّة العلاقة بين الرجل والمرأة، والأدوار المنوطة بكل منهما في الأسرة بحاجة إلى المزيد من الأبحاث العلميّة الرصينة!
{{ article.visit_count }}
غير أن علماء النفس بولاية كونيكتكوت الأمريكية توصّلوا إلى نتيجةٍ مغايرةٍ مفادها أن حُبّ الأب لابنه أهم من حُبّ أمّه له، ومن شأن غياب الدرجة الكافية من اهتمام الأب أن يؤدِّي إلى صدماتٍ عاطفيةٍ عميقةٍ للطفل أكثر مما يمكن أن يفعله عدم اهتمام أمّه به أو نفورها منه. ويعزو العلماء السبب الأساسي إلى المرتبة الاجتماعية الرفيعة للرجل في المجتمع المعاصر.
إن انعدام الرعاية الكافية للطفل من قبل والديّه تنذر بعواقب وخيمة على شخصيّته، توازي الآثار المؤلمة التي يخلِّفها الاعتداء الجسدي المباشر عليه، فالأم والأب بالنسبة للطفل هما مركز عالمه الشخصي، ويبقيان كذلك حتى انتقاله إلى مرحلة المراهقة. ففي بداية حياة الطفل، يؤمِّن له والداه الغذاء والبيئة الصحيّة والاجتماعية التي تهييء لنموّه العقلي والانفعالي، وفي مرحلةٍ لاحقةٍ يساعدانه على اكتشاف العالم. إن حجم الرعاية الوالديّة تحدِّد مدى عمق الارتباط العاطفي مع الطفل، وكذلك صحته البدنية والنفسية، ومستوى نموّه الذهني، وصولاً إلى وظيفته المستقبلية.
وعلى أثر دراسة حالات عشرة آلاف أسرة أمريكية من مختلف الولايات والانتماءات العرقية، وجد النفسانيون أن انزواء الأب عن ابنه وتنكّره له في الصغر يخلِّف لدى الطفل جرعةً أكبر من المعاناة مما يخلِّفه نفور أُمّه منه أو إهمالها لتربيته، والسبب في ذلك يكمن في أن الأب هو ربّ الأسرة ومعيلها الأساسي، ويؤدِّي دوراً مرموقاً فيها، ويمتلك هيبةً خاصةً في إطارها، لذا فإن حُبّ الأب بالنسبة للطفل هو حُبّ الطرف الأقوى والأكثر نفوذاً، غير أن هذه النتيجة كان يمكن أن تحوز على مصداقيةٍ أكبر لو أن الحديث يدور عن المجتمعات التي تكون فيها الكلمة العليا للرجل، كالمجتمعات الشرقية عامةً، والعربية على الأخصّ، وهو ما يعني أن الرجل لا يزال يفكِّر بعقليّة استبداديةٍ حتى في المجتمعات الغربية المتقدِّمة، ويبدو أن جدليّة العلاقة بين الرجل والمرأة، والأدوار المنوطة بكل منهما في الأسرة بحاجة إلى المزيد من الأبحاث العلميّة الرصينة!