الوضع الإنساني في سوريا يتفاقم والمذابح تتزايد، وجيش الأسد والحرس الجمهوري، والحرس الثوري الإيراني واللبناني يتوافد، وأمريكا والغرب بشأن سوريا تتجاهل، وذلك حين وقفوا حائرين أمام نحر الأطفال، ولم يستطيعوا أن يمنعوا الإعلام كما منعوه في الفلوجة والموصل والبصرة والرمادي والأنبار، فعرف العالم العربي والغربي حقيقة ما يحدث في سوريا، وجاء دور أمريكا وإيران ووقفوا حائرين، ماذا يفعلون؟! فقد تحطم حلم الشرق الأوسط الجديد، فلا أمريكا اليوم تستطيع التنفيذ، ولا إيران تقدر على الخروج بجديد، إذ إن سقوط النظام السوري خسارة بالنسبة لكليهما لأنه انتهاء للهلال الشيعي وانعدام للحركة الصفوية في الخليج، وهما الركائز التي هيكل عليها الشرق الأوسط الجديد، وكذلك بالنسبة لإسرائيل فإن سقوط نظام بشار هو بداية وإشارة نهايته كما جاء في الكتب والأحاديث، فنظام بشار كان له صمام أمان، ولذا كانت العلاقة مع إيران تمام التمام، بغض النظر عما يقوله الإعلام وما يرويه من تقارير وتصاريح، فكلها ضحك واستخفاف بالأمة العربية التي تركض وراء عواطفها بدون تفكير ولا حتى تبصير، ولكم مثال عندما كانت الحرب الصورية بين نصرالله وإسرائيل، صفت الأمة نفسها وقالت نصر الله “قائد الأمة ومجددها”، وخرجت تهتف في مظاهرات واحتجاجات تحمل صوره في القاهرة وباقي المدن العربية، وكما ثارت الشعوب نفسها عندما أساء رسام هولندي إلى شخص الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، فحرقوا وضربوا وفعلوا كما فعلوا ثم عادوا وخمدوا، هذه الشعوب لم تثر عندما احتلت العراق وقتل فيها من المسلمين ملايين، ومزق القرآن، وهدمت المساجد، وذبح الأئمة والمصلون، ومثلوا بالشعب العراقي أحياء وليس أمواتاً، فلم تتحرك فيهم غيرة إسلام ولا إنسانية، وكذلك نفسها الشعوب اليوم تفعل مع سوريا فلم يهزها رقبة طفل مدلاة نحرتها سكين عمامة طهران.
عمامة طهران اليوم تدير العالم من شرقه لغربه، واليوم تخوض معركة بقاء على أرض سوريا، وكذلك بالنسبة لرفيقها الأمريكي، الذي لم يسكت عن النظام السوري حتى اليوم إلا لمصالحه ومصلحة إيران وإسرائيل، فهو ليس كعادته المعتادة، الذي يتأثر ويرسل الرسل والنذر إلى البحرين، عندما يسمع أنه تم استخدام مسيل الدموع لتفريق مشاغبين أو ردع لإرهابيين يحملون القنابل والسكاكين، فيعتبره استخداماً مفرطاً للقوة من قبل السلطة البحرينية، بينما لازال يسكت عما يحدث في سوريا، التي قتل فيها ما يفوق سبعين ألف شخص، غير المسجونين بمئات الألوف والمهجرين بالملايين، فاحتار مع رفيقه الإيراني الذي يفكر ويأتي بأفكار سحرية لأنه قد درس النفسية العربية، ويعرف كيف يثيرها ويديرها كما لديه من الإرهابيين الذي يدعمهم بمليارات الدولارات، فعرف كيف يصد العالم عما يحدث في سوريا، ولم يتبقَ له إلا وقت قصير كي يحسم المعركة لصالحة، وها نحن نسمع عن صفقة بين إيران وأمريكا تقول إن “بقاء النظام السوري مقابل إلغاء برنامجها النووي”.
ونقرأ من هنا الأحداث المثيرة من هجوم على السفارة الأمريكية في ليبيا ومصر واليمن، وذلك بعد عرض الفيلم المسيئ لرسول الله محمد صلى الله عليه وسلم، ولنسأل أنفسنا هنا، لماذا تم إنتاج الفيلم وما هو الغرض من ورائه؟ إنها لعبة عالمية قذرة لم تتردد حتى في استخدام الأنبياء في حروبهم، وصلت حتى إنتاج وإخراج سيرهم التي يستخدمونها في الوقت المناسب والملائم لإنقاذ سياستهم ومصالحهم، حين تضيق عليهم السبل وتضيع منهم الحيل، فما لهم إلا أن يلجأوا إلى إثارة عواطف الشعوب العربية، وما حصل في ليبيا ومصر واليمن خير مثال، وذلك حين تم اقتحام السفارة في ليبيا وسقوط السفير الأمريكي قتيلاً، فيثور العالم الغربي ضد المسلمين، ويثور المسلمون في نفس الوقت ضد الإساءة لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وبذلك تتفتح الأبواب لأمريكا وطهران من جديد فيصبح السفاحون بالنسبة للعالم أبرياء، عندما يبرروا للعالم أن النظام السوري يقود حملة ضد الإرهابيين، كما برر فعل أمريكا في العراق، وعند غزوها في أفغانستان بعد أحداث 11 سبتمبر، ومن ثم ينشغل المسلمون بالمظاهرات والاحتجاجات ومهاجمة السفارات عما يحدث في سوريا، في الوقت الذي تعمل الدول المتآمرة مثل إيران والصين وروسيا وأمريكا لإجهاض الثورة السورية، فينقطع الإعلام والتعاطف الإسلامي الكبير معه، حين يتحول تعاطفهم من سوريا إلى الإساءة إلى الرسول.
إنها لعبة سياسية قذرة، خططت لتفجير السفارة الأمريكية وقتل السفير، حيث إن التضحية برجل أو ثلاثة أو حتى 4 آلاف شخص كما حدث في 11 سبتمبر هو لا شيء عندما يكون مقابله إبادة ملايين المسلمين، فاحسبوا معنا كم شخصاً قتل في أفغانستان والعراق والصومال منذ أحداث 11 سبتمبر؟، فعدد القتلى من المسلمين قد يفوق عشرة ملايين مقابل القضاء على دول مثل العراق وأفغانستان، والسيطرة على ثرواتهم النفطية، واستبدال حاكمهم بحكام موالين لأمريكا وطهران، فلذلك اليوم صعب على أمريكا وإيران خسارة نظام موالٍ لهما ولاء تاماً، فما كان منهم إلا أن ينقذوا هذا النظام بتفجير سفارة أو سفارتين أمريكيتين، ويخرجوا الشعوب العربية للشوارع ليشغلوهم عن عملية الإبادة في سوريا، والعملية المرسومة من قبل حكومة طهران التي لا تنفذها إلا بموافقة أمريكا، ولذلك كان لابد لأمريكا أن تبرر للعالم موقفها من سوريا، كما تبرر قبولها وسكوتها عما يحدث هناك، فيقضى على الثورة السورية بعد إبادة الملايين، فهي عملية مجربة في العراق من قبل، عندما قبلت المقاومة العراقية وقبل الشعب العراقي بالواقع، إنها عقول تدبر وتمرر ونحن شعوب عربية بكل سهولة نقع في الفخ ونأكل الطعم.
فيا شعوب الإسلام، إن الرسول محمد صلى الله عليه وسلم لا تؤلمه يوماً نفسه، فالله يدافع عنه حياً وميتاً، كما دافع عن سمعته بتنزيل القرآن عليه، واليوم سيدافع الله عنه بمعجزاته التي ليس لها عد وليس لها حد، وإنما يؤلمه عندما تتدلى رقبة طفل نحر أمام أمه وأبيه في سوريا، وتهتك أعراض نساء المسلمين، فأيهما أولى بعواطفكم وعونكم اليوم؟، فانتبهوا يا شعوب الإسلام، إنها لعبة إيرانية أمريكية جرتكم إلى الشوارع، فارجعوا إلى عقولكم وتفكروا وتدبروا، فرسول الله أعز على الله من أن يهان، فلقد رفع الله مكانة الرسول ولا خوف عليه، وجزاه الفردوس الأعلى وأعطاه الكوثر، أما إهانة الرسل وإيذاؤهم وقتلهم فهي صفة متأصلة في أعدائهم إلى اليوم، فلا تحزنوا فلرسول الله من يدافع عنه، ومن يحتاج اليوم لحزنكم ومواقفكم، هؤلاء المسلمون الذين يذبحون ويحرقون أحياء، أطفال تنحر رقابهم، ورجال تغتصب أمامهم نساؤهم، فأيها أعظم على الله ورسوله؟، قتل أمة، أو فوضى تعم ديار المسلمين لا فائدة منها ولا طائلة إلا قتل مزيد منا وسقوط دولنا في أيديهم، كما سقطت أفغانستان والعراق ولبنان واليوم سوريا وغداً الله أعلى وأعلم.
إن كنتم تحبون محمداً صلى الله عليه وسلم فاثبتوا محبتكم باتباع سنته وتطبيق شرع الله، فعاقبة الفوضى والتخريب سندفع ثمنها نحن الشعوب المسلمة، فانتهوا فإن ما تفعلون اليوم هو تنفيذ القسم الأكبر من الخطة الأمريكية الإيرانية، فاليوم قد فرح بشار وخامنئي ونصرالله فرحة كبيرة فقد أسديتم لهم منفعة كبيرة كانت لهم حلماً فتحقق.
{{ article.visit_count }}
عمامة طهران اليوم تدير العالم من شرقه لغربه، واليوم تخوض معركة بقاء على أرض سوريا، وكذلك بالنسبة لرفيقها الأمريكي، الذي لم يسكت عن النظام السوري حتى اليوم إلا لمصالحه ومصلحة إيران وإسرائيل، فهو ليس كعادته المعتادة، الذي يتأثر ويرسل الرسل والنذر إلى البحرين، عندما يسمع أنه تم استخدام مسيل الدموع لتفريق مشاغبين أو ردع لإرهابيين يحملون القنابل والسكاكين، فيعتبره استخداماً مفرطاً للقوة من قبل السلطة البحرينية، بينما لازال يسكت عما يحدث في سوريا، التي قتل فيها ما يفوق سبعين ألف شخص، غير المسجونين بمئات الألوف والمهجرين بالملايين، فاحتار مع رفيقه الإيراني الذي يفكر ويأتي بأفكار سحرية لأنه قد درس النفسية العربية، ويعرف كيف يثيرها ويديرها كما لديه من الإرهابيين الذي يدعمهم بمليارات الدولارات، فعرف كيف يصد العالم عما يحدث في سوريا، ولم يتبقَ له إلا وقت قصير كي يحسم المعركة لصالحة، وها نحن نسمع عن صفقة بين إيران وأمريكا تقول إن “بقاء النظام السوري مقابل إلغاء برنامجها النووي”.
ونقرأ من هنا الأحداث المثيرة من هجوم على السفارة الأمريكية في ليبيا ومصر واليمن، وذلك بعد عرض الفيلم المسيئ لرسول الله محمد صلى الله عليه وسلم، ولنسأل أنفسنا هنا، لماذا تم إنتاج الفيلم وما هو الغرض من ورائه؟ إنها لعبة عالمية قذرة لم تتردد حتى في استخدام الأنبياء في حروبهم، وصلت حتى إنتاج وإخراج سيرهم التي يستخدمونها في الوقت المناسب والملائم لإنقاذ سياستهم ومصالحهم، حين تضيق عليهم السبل وتضيع منهم الحيل، فما لهم إلا أن يلجأوا إلى إثارة عواطف الشعوب العربية، وما حصل في ليبيا ومصر واليمن خير مثال، وذلك حين تم اقتحام السفارة في ليبيا وسقوط السفير الأمريكي قتيلاً، فيثور العالم الغربي ضد المسلمين، ويثور المسلمون في نفس الوقت ضد الإساءة لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وبذلك تتفتح الأبواب لأمريكا وطهران من جديد فيصبح السفاحون بالنسبة للعالم أبرياء، عندما يبرروا للعالم أن النظام السوري يقود حملة ضد الإرهابيين، كما برر فعل أمريكا في العراق، وعند غزوها في أفغانستان بعد أحداث 11 سبتمبر، ومن ثم ينشغل المسلمون بالمظاهرات والاحتجاجات ومهاجمة السفارات عما يحدث في سوريا، في الوقت الذي تعمل الدول المتآمرة مثل إيران والصين وروسيا وأمريكا لإجهاض الثورة السورية، فينقطع الإعلام والتعاطف الإسلامي الكبير معه، حين يتحول تعاطفهم من سوريا إلى الإساءة إلى الرسول.
إنها لعبة سياسية قذرة، خططت لتفجير السفارة الأمريكية وقتل السفير، حيث إن التضحية برجل أو ثلاثة أو حتى 4 آلاف شخص كما حدث في 11 سبتمبر هو لا شيء عندما يكون مقابله إبادة ملايين المسلمين، فاحسبوا معنا كم شخصاً قتل في أفغانستان والعراق والصومال منذ أحداث 11 سبتمبر؟، فعدد القتلى من المسلمين قد يفوق عشرة ملايين مقابل القضاء على دول مثل العراق وأفغانستان، والسيطرة على ثرواتهم النفطية، واستبدال حاكمهم بحكام موالين لأمريكا وطهران، فلذلك اليوم صعب على أمريكا وإيران خسارة نظام موالٍ لهما ولاء تاماً، فما كان منهم إلا أن ينقذوا هذا النظام بتفجير سفارة أو سفارتين أمريكيتين، ويخرجوا الشعوب العربية للشوارع ليشغلوهم عن عملية الإبادة في سوريا، والعملية المرسومة من قبل حكومة طهران التي لا تنفذها إلا بموافقة أمريكا، ولذلك كان لابد لأمريكا أن تبرر للعالم موقفها من سوريا، كما تبرر قبولها وسكوتها عما يحدث هناك، فيقضى على الثورة السورية بعد إبادة الملايين، فهي عملية مجربة في العراق من قبل، عندما قبلت المقاومة العراقية وقبل الشعب العراقي بالواقع، إنها عقول تدبر وتمرر ونحن شعوب عربية بكل سهولة نقع في الفخ ونأكل الطعم.
فيا شعوب الإسلام، إن الرسول محمد صلى الله عليه وسلم لا تؤلمه يوماً نفسه، فالله يدافع عنه حياً وميتاً، كما دافع عن سمعته بتنزيل القرآن عليه، واليوم سيدافع الله عنه بمعجزاته التي ليس لها عد وليس لها حد، وإنما يؤلمه عندما تتدلى رقبة طفل نحر أمام أمه وأبيه في سوريا، وتهتك أعراض نساء المسلمين، فأيهما أولى بعواطفكم وعونكم اليوم؟، فانتبهوا يا شعوب الإسلام، إنها لعبة إيرانية أمريكية جرتكم إلى الشوارع، فارجعوا إلى عقولكم وتفكروا وتدبروا، فرسول الله أعز على الله من أن يهان، فلقد رفع الله مكانة الرسول ولا خوف عليه، وجزاه الفردوس الأعلى وأعطاه الكوثر، أما إهانة الرسل وإيذاؤهم وقتلهم فهي صفة متأصلة في أعدائهم إلى اليوم، فلا تحزنوا فلرسول الله من يدافع عنه، ومن يحتاج اليوم لحزنكم ومواقفكم، هؤلاء المسلمون الذين يذبحون ويحرقون أحياء، أطفال تنحر رقابهم، ورجال تغتصب أمامهم نساؤهم، فأيها أعظم على الله ورسوله؟، قتل أمة، أو فوضى تعم ديار المسلمين لا فائدة منها ولا طائلة إلا قتل مزيد منا وسقوط دولنا في أيديهم، كما سقطت أفغانستان والعراق ولبنان واليوم سوريا وغداً الله أعلى وأعلم.
إن كنتم تحبون محمداً صلى الله عليه وسلم فاثبتوا محبتكم باتباع سنته وتطبيق شرع الله، فعاقبة الفوضى والتخريب سندفع ثمنها نحن الشعوب المسلمة، فانتهوا فإن ما تفعلون اليوم هو تنفيذ القسم الأكبر من الخطة الأمريكية الإيرانية، فاليوم قد فرح بشار وخامنئي ونصرالله فرحة كبيرة فقد أسديتم لهم منفعة كبيرة كانت لهم حلماً فتحقق.