رغم حسرتي وأسفي الشديد على خسارة منتخبنا الوطني لكرة اليد للناشئين أمام المنتخب الياباني، وما ترتب على هذه الخسارة المفاجئة من ضياع فرصة التواجد في مونديال الناشئين لكرة اليد، إلا أنني سعدت كثيراً لعودة الوئام إلى جماهيرنا البحرينية الوفية التي أثبتت ولاءها لكل من يمثل الوطن عندما حرصت على التواجد بكثافة للوقوف خلف المنتخب الناشىء في هذه التظاهرة الآسيوية.
هذه البطولة مرت بمنعطفات ذات صلة بالحضور الجماهيري الذي كان ضعيفاً جداً مع انطلاقها بالإضافة إلى التجاذبات التي صاحبت هذ المشكلة والتي سبق أن تناولناها بالتفصيل في الأسبوع الماضي.
ولكن مع الأداء الإيجابي المتميز والنتائج التصاعدية التي كان يحققها ناشئونا من مباراة إلى أخرى بدأت الجماهير البحرينية تستشعر أهمية دعمها ومؤازرتها لهؤلاء النجوم اليافعين الذين يشكلون مستقبل كرة اليد البحرينية، وبدأت هذه الجماهير تتناسى وتتجاهل كل الاختلافات، والخلافات وتتوحد في موقف وطني واحد لمسناه خلال لقائنا مع المنتخب الياباني حين هتف الجميع باسم البحرين.
هكذا عهدناكم يا جماهير البحرين الوفية عندما يكون الوطن طرفاً في أي استحقاق رياضي، وهكذا نريد أن نراكم دائماً صفاً واحداً لا تفرقه الانتماءات الجانبية ولا ألوان الأندية الوطنية.
أما ناشئونا فلا نجد إلا أن نقف لهم احتراماً على ما بذلوه من مجهودات وما قدموه من مستويات متقدمة في فنون لعبة كرة اليد وندعو اتحاد اللعبة للحفاظ على هذا المنتخب وطاقمه الفني الوطني لكي يكون النواة الصلبة لمنتخبنا الوطني.
التظاهرة الآسيوية التي اختتمت يوم أمس كانت إضافة جديدة لرصيد مملكة البحرين من النجاحات التنظيمية وهو ما استشعرناه من خلال تصريحات الوفود الآسيوية المشاركة في هذه البطولة و هذه التصريحات بمثابة الشهادة التي نعتز بها كبحرينيين.
هذا لا يعني أن البطولة كاملة الأوصاف بل لا بد من وجود سلبيات سواء على الصعيد التنظيمي أو على الصعيد الميداني وعلينا أن نتدارس هذه السلبيات بعقلانية بعيدة عن أسلوب التصيد في الماء العكر لأننا في نهاية المطاف نريد أن نستفيد من أخطائنا ونتعلم كيف نستطيع أن نتجنب تكرارها في الاستحقاقات القادمة.
أشد على يد كل الذين ساهموا في نجاح هذه التظاهرة الآسيوية وشرفوا مملكة البحرين، وأكدوا قدرة الشباب البحريني على مواجهة التحديات، وهذا في حد ذاته بطولة وإن كانت بطولة غير متوجة.

[email protected]