لعلك لو تتساءل اليوم أين تقع بورما؟! وهل فيها مسلمون؟! وما هي مشكلاتهم؟! لم تجد الإجابة من أغلب من تطرح عليهم السؤال، بورما والاسم الرسمي لها “جمهورية اتحاد ميانمار” تقع في شرق آسيا انفصلت عن الهند ويختلف سكان بورما من حيث التركيب العرقي واللغوي بسبب تعدد العناصر المكونة للدولة، وينتشر الإسلام بين أركان بورما، وأذكر بأني التقيت ببعض الأخوة المقيمين في مكة المكرمة وسألتهم عن بلدهم فقالوا بأنهم من أصول برماوية وقد ألجأتهم الأوضاع هناك إلى الهجرة.

ومنذ عشرات السنين والطائفة عدائية في بورما تذيق المسلمين صنوفاً من العذاب الذي استمر لعقود انتهكت فيه الحرمات وهتكت الأعراض وهجر من هجر من بلاده لا لشيء إلا أنه قال ربي الله وديني الإسلام ونبي محمد صلى الله عليه وسلم.

وها هم اليوم يعيدون الكرة وسط سبات عميق تجاه قضيتهم، فالدول الكبرى وتوابعها وملحقاتها الإعلامية لا تتحرك إلا بعد أن تجد مصالحها وتهيئ لها، أما في مواطن صراح ليس لهم فيه منفعة فلا تكاد تجد لهم همساً.

بدأت أحداثهم الأخيرة لما تربص مجموعة بعشرة من الدعاة المسلمين وهم يتنقلون بين قرية وأخرى وانهال عليهم قرابة 300 ضرباً بكل شي إلى الموت بطريقة وحشية بشعة، ولما أبدى المسلمون رفضهم لهذا وقع بينهم وبين البوذيين تشابك فتدخلت الحكومة للفصل بينهم، إلا أن الأخبار الواردة من هناك يشعر بوجود ضوء أخضر لهذه المجازر والتهجير الإجباري من مناطق المسلمين.

وما هي أول نكبة أو أول حرب أو مصيبة تقع بالمسلمين فمازال الناس يبتلون ويختبرون في دينهم، مجاعات وكوارث إلا أن الرقة الإسلامية مهما كبرت فإن الصادقين يشعرون بأنها أجزاء من أجسادهم وقطع من أعضائهم، فمثل المسلمين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى كما أخبر الصادق المصدوق، و«المسلم للمسلم كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضاً”.

فالواجب على المسلمين التضامن معهم والشعور بالمسؤولية بداية من التعرف والتعريف بقضيتهم إلى مدهم بالعون من أموال وآراء والضغط السياسي على حكومة ميانمار، والدعاء لهم.

نسأل الله أن يحفظ إخواننا المسلمين في بورما وفي كل مكان وأن يحفظ عليهم دينهم وأعراضهم ودماءهم وأموالهم، ويصد عنهم كيد الكائدين.