مؤخراً احتفلت كلية البحرين للمعلمين بجامعة البحرين بتخريج الفوج الأول. وقد أشار سمو الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة نائب رئيس مجلس الوزراء -رئيس لجنة تطوير التعليم والتدريب- إلى (أهمية التعليم ودور ومكانة المُعلم في المجتمع البحريني، الذي انفردت بصمته على صياغة الإنسان البحريني وعملية التعليم، فالتعليم هو أساس التنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة، منوهاً بالمسؤولية الجماعية لتحمل عبء التعليم وتحقيق أهدافه من أسرة ومؤسسات تربوية تعليمية وتدريبية وإعلامية ومختلف القطاعات التي تستفيد من مخرجات التعليم، وأنه من دون المُعلم المتمكن والقادر ستبقى مختلف الأجهزة التعليمية من مناهج ومباني وأدوات مجرد جوامد ليس منها أية فائدة).
ومن أجل تحقيق تطوير البنية التعليمية البشرية للجهاز التعليمي (المُعلمين) قامت الجهات الرسمية في البحرين بافتتاح كلية البحرين للمعلمين في عام 2008 التي تمثل إحدى آليات تنفيذ المشروع الإصلاحي لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد، وباهتمام صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس مجلس الوزراء ومن صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد، وذلك لإيمان القيادة السياسية والحكومة الرشيدة بدور التعليم والمُعلم في التنمية الاجتماعية والاقتصادية الوطنية. وهذه القيادة تدرك جيداً بأن التخطيط العلمي والتخطيط الاقتصادي وجهان لعملة واحدة وتنبعث من مكنون واحد ألا وهو التعليم الذي يعد الأداة الموجهة لضبط وتشكيل التنمية وغرس أركانها بما يُحقق مصالح المجتمع. باعتبار التعليم من المشاريع الاستثمارية الطويلة الأجل التي تحصد عوائد اجتماعية واقتصادية متحققة مستقبلاً. كما إن التعليم أداة أساسية في تكوين شخصية المجتمع المُتمدن والمُتطور، وكلما ارتفع عدد المُتعلمين في المجتمع ارتفع مؤشر التطور وتنوعت التخصصات التي تؤثر تباعاً على التنوع الاقتصادي. وبقراءة تاريخية لتاريخ الكثير من الدول نرى أن التعليم كان أساساً لتقدمها وتطورها وهو العامل أساسه الذي أدى إلى تخلف الكثير من الدول وشعوبها. وبهذا التعليم بمناهجه التعليمية العالية انطلقت اليابان التي أصبحت هاجساً يؤرق واشنطن والعواصم الغربية، وبه انطلقت دول النمور السبع التي أصبحت اليوم في طليعة المنتجين الصناعيين. كما إن تاريخنا العربي يذكرنا بدورنا الحضاري الرائد والكبير عندما كان الحُكام ومؤسسات الدول المختلفة تهتم كثيراً بالعِلم وبالمتعلمين وبالمعلمين، حيث كان الأوروبيون في ذلك الوقت يعيشون عصراً جاهلياً، فجاؤوا إلى ديارنا واغترفوا من عِلمنا وتمكنوا منه في الوقت الذي لاقى العلم منا إهمالاً كان نتاجه التخلف والعودة إلى الوراء.
من منطلق أهمية العلم والتعليم فقد أيقن المشروع الإصلاحي بأن للعلم والتعليم أهمية كبرى وقاعدة أساسية لتحقيق هذا المشروع، فخص ميثاق العمل أحد بنوده للعلم والتعليم، وذلك في البند (ثامناً.. تكفل الدولة الخدمات التعليمية والثقافية للمواطنين، ويعني بالتربية الوطنية وبتقوية شخصية المواطن واعتزازه بوحدته الوطنية وقوميته العربية)، كما أقر دستور البلاد هذا الموضوع في المادة (7)، وهذه النصوص تتناغم مع الرؤية الاستراتيجية للبحرين 2030م التي أطلقها عاهل البلاد باعتبار أن التعليم والتدريب من ركائز التنمية الاجتماعية والاقتصادية الوطنية. ومن أهمية التعليم نذكر:
يرفع التعليم من الكفاءة الإنتاجية للموظف والعامل في مختلف مواقع الإنتاج والخدمات.
يزيد التعليم من مهارات الإنسان الفنية والذهنية.
يوفر التعليم الاستقرار السياسي والاجتماعي وهو شرط من شروط التنمية الاقتصادية للمجتمع.
يكشف التعليم عن مواهب الإنسان المتنوعة وقدراته على الإبداع.
ينمي التعليم الإنسان ويرفع من وعيه ويساعد في تنميته إنسانياً.
يعمل التعليم تكوين الرأسمال البشري.
يُحسن التعليم من مستوى المعيشة ومن نوعية الحياة الإنسانية.
• يُرسخ التعليم من قيمة الإنسان ويرفع من شأنه ذاتياً وإنسانياً ومجتمعياً.
إن اهتمام القيادة السياسية البحرينية للتعليم لم يأتي من فراغ، فمؤسسة التعليم المتمثلة بوزارة التربية والتعليم تعد من أكبر القطاعات الاجتماعية التي تهتم بها الدولة، وقد حققت هذه الوزارة بجهود وزيرها ومسؤوليها وموظفيها ومعلميها الكثير من المنجزات والمكاسب التربوية التي أكدت ارتباط هذه الوزارة وخططها وبرامجها ومناهجها وأنشطتها بكل التحولات الاجتماعية والتطورات التكنولوجية والحياتية الحديثة. ومن ضمن اهتماماتها الأساسية تطوير أداء المعلم التربوي من خلال الدورات وورش العمل التي تنظمها خلال العام الدراسي مما يُعزز من روح الخلق والإبداع لدى المعلمين والاهتمام ببيئتهم المدرسية مما أثر كثيراً على مخرجات المدارس التربوية والتعليمية.
وهذه من الآليات التي استخدمتها وزارة التربية والتعليم لكي ترتقي بذات المُعلم ليحقق عطاءً أكثر لطلابه ولمجتمعه ولوطنه، وهذا النجاح الذي يتحقق لطلبة المدارس والجامعات سنوياً لا يتحقق إلا بسبب المُعلــــــم وبالجهــــد الــذي يبذلــه، فهــو يستحق الأكثر دائماً
{{ article.visit_count }}