تغريدتان لافتتان عبر التويتر”تستحقان” وقفة ومساءلة كاتبيهما؛ الأولى تصف التجار الذين يعلنون في بعض الصحف المحلية التي لا يتوافق خطها مع خط وتوجه المغرد بالمجرمين وتدعو إلى مقاطعتهم، والثانية تصف هذه الصحيفة (صحيفة الوطن) بالخرابة وتصف منتمياً جديداً إليها بالباب الخرب! التغريدتان مؤلمتان، أما الأكثر إيلاماً فهو أن المغردين اثنين يفترض -أقول يفترض- أن يكون لهما دور تنويري وليس فتنوياً هما (الحقوقي) نبيل رجب و(الوزير) مجيد العلوي. ولبيان حجم الخطأ الذي وقع فيه كلا “التنويريين” أورد تغريدهما نصاً. تغريدة رجب تقول: “أعتبر التجار الذين يضعون إعلانات في صحف الفتنة هم (مشاركين) في الجريمة وعلى هذا الاعتبار أقاطعهم و(أدعوا) زملائي لمقاطعتهم”. وتغريدة مجيد تقول: “يقولون إن محمد العرب انضم لجريدة الوطن، أنا أقول هالباب على هالخرابة!!”. أما تغريدة نبيل فتحوي عدة أخطاء، أولها أن الكلمة (أدعوا) تكتب هكذا (أدعو) وليس كما كتبها، حيث أدعو هنا فعل مضارع والواو ليست واو الجماعة ليضاف إليها الألف. مثل هذا الخطأ لا يتوفر عادة في (صحف الفتنة) لأنها تعلم أنه تجرؤ غير مقبول على اللغة.. العربية! وكان يفترض من نبيل أن يراجع الإملاء كي لا يغمط (حق) الكلمات التي تألفت منه تغريدته باعتباره حقوقياً! المسألة الأخرى التي ما كان ينبغي أن يتورط فيها هي أنه بتغريدته هذه يتسبب في فتنة، فهو يدعو إلى اعتبار كل تاجر “يتجرأ” وينشر إعلاناته في غير الصحيفة التي يهواها نبيل مجرماً، واعتبار هذه الصحف تمارس جريمة فقط لأنها لا تتوافق مع توجهاته، أما دعوته إلى مقاطعة أولئك التجار (المجرمين.. الخائنين) فهي دعوة مليئة بالظلم ومليئة بالفتنة. أمر مؤلم أن يصف (حقوقي) كل تاجر ينشر إعلاناته في الصحف التي لا تحظى برضاه ولا توافقه الرأي والتوجه بالمشارك في الجريمة، وأمر مؤسف أن يصف (حقوقي) الصحف التي تسير على غير هواه بالمرتكبة للجريمة، وأمر مؤسف أن يدعو (حقوقي) إلى مقاطعة أولئك التجار ومن خلالهم تهديد التجار الآخرين من الذين لم يتجرؤوا بعد على مخالفة قوانينه وقراراته بأنهم سينعتون بالصفة نفسها إن نظروا إلى مصلحتهم ونشروا إعلاناتهم في هذه الصحيفة أو تلك، وبالتأكيد أمر مؤسف بل مؤسف جداً أن يتورط (حقوقي) في إضافة حرف الألف إلى الفعل (يدعو) فيكتب الكلمة هكذا (يدعوا)! وإذا كانت تغريدة نبيل فيها تجن على التجار (من دون أن يذكر أسماءهم)؛ فإن تغريدة مجيد تجاوزت الأعراف لتنعت صحافياً بالاسم نعتاً لا يليق به ولا يليق أن يصدر عن (وزير)، وإن كان وزيراً سابقاً، حيث من غير المناسب وغير اللائق أن يورط الوزير نفسه في قول كهذا، حتى وإن ساعده ذلك القول على تخفيف بعض ما يعاني منه بسبب ضغط الأحداث وما جرته عليه من مواقف. أبداً لم يكن موفقاً مجيد العلوي في نعت الزميل محمد العرب الذي انضم أخيراً إلى قائمة كتاب الوطن بالباب الخرب، كما لم يكن موفقاً في نعت صحيفة الوطن بالخرابة، ليس فقط لأن ظاهر وباطن هذه الجملة يعطي محمد العرب وصحيفة الوطن الحق في رفع قضية ضده كون التغريدة قانوناً قذفاً وسباً؛ لكن لأنها صدرت عن رجل كان في يوم من الأيام وزيراً، وبالتأكيد ليس ذنب الزميل العرب ولا صحيفة الوطن خروجه من الوزارة! تغريدتا الرجلين اللذين يفترض أن يمارسا دوراً تنويرياً وأن يدعوا (الألف هنا للمثنى) إلى اللحمة الوطنية لم تكونا موفقتين، وفيهما تجن على أفراد ومؤسسات اعتبارية، والعقل يدعو إلى اعتذارهما عما بدر منهما.