نعلم تماماً بأن العقد هو شريعة المتعاقدين وينطبق هذا القول على كل العقود والاتفاقيات المبرمة بين أي طرفين، وتشمل هذه القاعدة العقد المبرم بين اتحاد كرة القدم والمدير الفني الإنجليزي بيتر تايلور.
أسوق هذه المقدمة تعقيباً على ما احتواه اللقاء الصحافي الموسع الذي أجراه ملحق «الوطن الرياضي» مع المدرب تايلور ونشر في عدد يوم الخميس الفائت.
الحوار عبّر عن موقف تايلور من اتحاد كرة القدم وكل ما يدور في كواليسه من شئون وشجون كما إن الحوار لم يخل من هلوسات تايلور التي كشفها حين تحدث عن مدير المنتخبات الوطنية محمد السعد الذي رافقه منذ البداية وكان ضمن الطاقم الذي حقق الإنجازين الخليجي والعربي دون أن نسمع ما سمعناه بعد إخفاق كأس العرب!
كما تطرق الحوار لوصف المدرب الوطني عدنان إبراهيم بالمترجم ثم عاد ليعتذر في اليوم التالي!
وطالب تايلور بإلغاء منصب مدير المنتخب وطلب أن توسع صلاحياته لتشمل كل الأمور المتعلقة بالمنتخب في إشارة غير مباشره بعدم ثقته في أحد!
من حق تايلور أن يقول ما يشاء وفق المنطق فمملكتنا تنعم ولله الحمد بمساحة واسعة من حرية التعبير التي واكبت المشروع الإصلاحي الذي أطلقه جلالة الملك المفدى قبل أكثر من عشر سنوات.
ومن حق اتحاد كرة القدم أن يقول كلمته في هذا الخصوص وفق بنود العقد المبرم بين الطرفين في حال تجاوز تايلور حدود تلك البنود.
ومن حق الإعلام الرياضي أن يطرح آراءه من منطلق مسؤوليته الوطنية الرقابية وأن يضع مرئياته ومقترحاته التي تصب في اتجاه التصحيح.
هنا بودي أن أذكر بأهمية النقد الهادف وأهمية تقبل هذا النقد وإلغاء سياسة التطنيش من قواميس التعامل مع الإعلام لأنها لم تعد سياسة ناجحة في ظل الوعي الذي يتمتع به الوسط الرياضي وفي ظل التوسع الهائل لشبكة التواصل الرياضي.
لم يعد منطقياً أن يتعامل صناع القرار مع ما يطرح في وسائل الإعلام المختلفة بالعناد والتطنيش وتهميش كل من يحاول البحث عن الحقيقة وكشفها للراي العام!
لقد عايشت الإعلام الرياضي لأكثر من أربعين عاماً حدثت خلالها الكثير من المتغيرات الشكلية والجوهرية ما عدا حساسية النقد التي ماتزال تلازم كل من يقدر له أن يصل إلى مقعد صناعة القرار أياً كان مستواه!
بل إن الأدهى والأمر من ذلك هو أنه حتى أولئك الذين كانوا في يوم من الأيام من حملة لواء النقد تحولوا بقدرة قادر إلى قادة لسياسة تطنيش الإعلام فقط لأنهم انتقلوا من مقاعد المراقبين إلى مقاعد المسؤولين!
ولا أستبعد أن يعود هؤلاء المتلونين إلى حمل لواء النقد من جديد لو أنهم جردوا من مناصبهم الإدارية وعندها سوف يفقدون مصداقيتهم أمام الرأي العام الرياضي!