حققنا بطولتين وذهبيتين معاً في حدثين تاريخيين لكرة القدم البحرينية، الأولى في دورة الألعاب الخليجية والتي أقيمت هنا بالبحرين، والأخرى بطولة دورة الألعاب العربية في فئة كرة القدم، ورغم ضعف البطولة الأولى بنظري ومنتخباتها التي دخلت بصفوف رديفة إلا أننا حققنا البطولة الثانية (العربية) بمستوى عام كان أفضل نسبياً من الأولى. فما هو الغريب إلا أمر الكثيرين من المسؤولين، عندما حصدنا هاتين البطولتين ظهر الجميع على كل القنوات التلفزيونية تقريباً وعندما أخفق المنتخب في تصفيات كأس العالم والبطولة الأخيرة رغم إنها غير معترف بها حالها كحال البطولتين اللتين فزنا بهما «دون التقليل في المستوى بتاتاً»، ولكنهم اختفوا ولم يظهروا حتى على كاميرات الهواتف النقالة، فاختفوا عن الوجود والتزموا الصمت من دون تعليق أو صوت، فالفريق عندما ينهض ويفوز، يظهر كل مسؤول وعامل وينسب الفوز للعمل الذي قدمه شخصياً وله الحق الكامل في ذلك من دون شك وهذا واقع، ولكن عندما يخسر فإن العوامل تتعدد والأسباب تكون متناثرة أكثر من فصل الخريف، فلماذا لا يمتلك الشجاعة والثقافة والاحترافية الكاملة في تقييم ذاته والاعتراف بالنتيجة وتبرير ذلك، وهو يعلم تماماً بأن الإنسان ليس شيطاناً كما هو ليس ملاكاً، ولكن للأسف أصبحنا في زمن «يؤمن» فيه الكثيرون أن الاعتذار هو قسوة وتعذيب للذات. الوضع الحالي الذي نحن فيه بحاجة لمن يصدح ويتكلم ويدلي بتصريحات توضح المزيد وتكشف معلومات وأسرار خلف الستار والتي أصبح المتابع البحريني بحاجة ماسة لها، الوقت مناسب جداً للتكلم والتخلي عن حكمة الصمت الزائفة، نحن بحاجة لهذا المسؤول الذي يخرج ويتكلم بكل جرأة دون أن يهتم لعلاقاته ومصالحه لأن نتيجة ذلك ستصب في مصلحة كيان ووطن، وبئس كل البئس على من يفضل مصالحه على مصالح وطنه. والحالة التي عليها أطراف المشكلة هي لا تدل إلا على التشتت وتفكك المنظومة وبالأخص عندما صرح تايلور لـ»الوطن الرياضي»، أصبحنا بحاجة لمن يدلي ويعترف برأيه بأنه على خطأ ونطالب باعتذار رسمي لكل من أخطأ في المرحلة الأخيرة، أستغرب حقاً من ظهورهم المبالغ في الأفراح وغيابهم المفاجئ في هذا الوضع، فما فتحه تايلور من ملفات يجزم بأن هنالك مشكلة ولا داعي لأن نكذب على أنفسنا ونقول إنه ليس هنالك شيء لأن الخلافات ظهرت انعكاساً لما بدر من تايلور ونحن نطالب بأمثل المنظومات وأكثرها تماسكاً، ولا داعي لهذه التناقضات المستمرة وطرق التمويه اللا داعي لها إطلاقاً! [email protected]