تعمل حالياً بعض الأطراف المحلية على تكوين خطاب سياسي ينتشر من خلال وسائل الإعلام يقوم على خلق معاداة بين الشعب السوري الذي يعيش ثورته ضد النظام القمعي من جهة وشعب البحرين من جهة أخرى. لماذا؟
لا يمكن فصل هذا المشهد دون قراءة التحركات الإقليمية الجارية حالياً، فهناك هوس إيراني كبير بالخروج بأقل التكلفة من هذه الأزمة، لأن أي خسارة تعني خسارة في ميزان القوة الإقليمية لدى طهران، وتراجع نفوذها في المنطقة. وعندما تم احتجاز مجموعة من العناصر الإيرانية التي أعلن انتمائها للحرس الثوري الإيراني، أدركت طهران حجم المأزق الذي تعانيه فهي بين ضغوطات داخلية تطالبها بالسعي للإفراج عن المحتجزين الإيرانيين، وبين ضغوطات النظام السوري الذي يجب أن تدعمه وتحافظ عليه حتى آخر رمق حفاظاً على مصالحها الإستراتيجية في المنطقة.
لذلك فإن الاتجاه لتكوين الخطاب السياسي القائم على العداء بين الشعبين البحريني والسوري لا يمكن أن يتحقق، فالارتباط في القضية أعمق بكثير من مسألة ابتكار قضايا وتلفيقها كما تعمل بعض وسائل الإعلام الأجنبية الآن.
إحدى وسائل الإعلام الأجنبية نشرت تقريراً خلال اليومين الماضيين بعنوان: “المنامة : جدل بعد زيارة نواب بحرينيين لسوريا”، ويمكن التعرف ببساطة على الغرض الذي تم إعداد الخبر من أجله، فهو هدف يسعى لضرب الدعم البحريني للشعب السوري.
يمكن التعرف من خلال التقرير الإخباري على أن المحاولة تقوم على ضرب السلفيين في البحرين بالشعب السوري من خلال تصوير دعمهم لأنشطة عسكرية وإرهابية في الأراضي السورية، بحيث يمكن الاستفادة من هذا الخطاب الإعلامي في مرحلة ما بعد إسقاط النظام في دمشق لتربط الجماعات السلفية البحرينية بأي موجة للإرهاب في سوريا مستقبلاً، كما حدث في بلدان عربية أخرى. ومثالها المملكة العربية السعودية، عندما تم الحديث قبل غزو العراق على أن هناك جماعات إرهابية تحظى بدعم جماعات سلفية سعودية، ولاحقاً بعد الغزو نشرت سلسلة تقارير في وسائل الإعلام الأجنبية تؤكد أن الإرهاب الجاري في الأراضي العراقية يموّل من جماعات سعودية متشددة.
هذه هي لعبة وسائل الإعلام التي باتت مكشوفة أكثر من أي وقت مضى، وليس متوقعاً أن تستمر هذه اللعبة في ظل وضوح الأجندة، ووضوح المصالح في الأزمة السورية، بخلاف أزمات عربية أخرى، فما يحدث في دمشق يمثل حدثاً مصيرياً لمنطقة الشرق الأوسط، بخلاف التحولات السياسية التي تمت في بلدان عربية أخرى مثل مصر، أو ليبيا، أو تونس أو اليمن.
لا يمكن فصل هذا المشهد دون قراءة التحركات الإقليمية الجارية حالياً، فهناك هوس إيراني كبير بالخروج بأقل التكلفة من هذه الأزمة، لأن أي خسارة تعني خسارة في ميزان القوة الإقليمية لدى طهران، وتراجع نفوذها في المنطقة. وعندما تم احتجاز مجموعة من العناصر الإيرانية التي أعلن انتمائها للحرس الثوري الإيراني، أدركت طهران حجم المأزق الذي تعانيه فهي بين ضغوطات داخلية تطالبها بالسعي للإفراج عن المحتجزين الإيرانيين، وبين ضغوطات النظام السوري الذي يجب أن تدعمه وتحافظ عليه حتى آخر رمق حفاظاً على مصالحها الإستراتيجية في المنطقة.
لذلك فإن الاتجاه لتكوين الخطاب السياسي القائم على العداء بين الشعبين البحريني والسوري لا يمكن أن يتحقق، فالارتباط في القضية أعمق بكثير من مسألة ابتكار قضايا وتلفيقها كما تعمل بعض وسائل الإعلام الأجنبية الآن.
إحدى وسائل الإعلام الأجنبية نشرت تقريراً خلال اليومين الماضيين بعنوان: “المنامة : جدل بعد زيارة نواب بحرينيين لسوريا”، ويمكن التعرف ببساطة على الغرض الذي تم إعداد الخبر من أجله، فهو هدف يسعى لضرب الدعم البحريني للشعب السوري.
يمكن التعرف من خلال التقرير الإخباري على أن المحاولة تقوم على ضرب السلفيين في البحرين بالشعب السوري من خلال تصوير دعمهم لأنشطة عسكرية وإرهابية في الأراضي السورية، بحيث يمكن الاستفادة من هذا الخطاب الإعلامي في مرحلة ما بعد إسقاط النظام في دمشق لتربط الجماعات السلفية البحرينية بأي موجة للإرهاب في سوريا مستقبلاً، كما حدث في بلدان عربية أخرى. ومثالها المملكة العربية السعودية، عندما تم الحديث قبل غزو العراق على أن هناك جماعات إرهابية تحظى بدعم جماعات سلفية سعودية، ولاحقاً بعد الغزو نشرت سلسلة تقارير في وسائل الإعلام الأجنبية تؤكد أن الإرهاب الجاري في الأراضي العراقية يموّل من جماعات سعودية متشددة.
هذه هي لعبة وسائل الإعلام التي باتت مكشوفة أكثر من أي وقت مضى، وليس متوقعاً أن تستمر هذه اللعبة في ظل وضوح الأجندة، ووضوح المصالح في الأزمة السورية، بخلاف أزمات عربية أخرى، فما يحدث في دمشق يمثل حدثاً مصيرياً لمنطقة الشرق الأوسط، بخلاف التحولات السياسية التي تمت في بلدان عربية أخرى مثل مصر، أو ليبيا، أو تونس أو اليمن.