بياناً للحقائق وتوضيحاً للرأي العام البحريني ورداً على المشككين فيما يتعلق بمقطع الفيديو والصور للنواب الذي ذهبوا إلى سوريا مناصرة للشعب السوري، نقول ان المقطع لم يكن في أي دولة مجاورة لسوريا إنما كان على أرض سوريا الجريحة، وبالتحديد في منزل أحد القياديين بالجيش الحر، كما إن الوفد البحريني لم يدخل متخفياً أو متسللاً، إنما دخل عن طريق الحدود التركية التي استطاع الجيش الحر أن يسيطر عليها، بل وأن هذا الوفد كان مدعوماً شعبياً من خلال حملة تفاعل معها كثيرين على موقع “تويتر” كانت تحمل شعار “الوفد البحريني لسوريا يمثلنا”.
لقد اعترف الوفد المكون من نواب جمعية الأصالة وهم الشيخ عادل المعاودة والشيخ عبدالحليم مراد والشيخ حمد المهندي والشيخ فيصل الغرير أنهم ذهبوا تلبية لنداء الدين والإسلام والعروبة في نصرة إخوانهم في سوريا وإيصال أموال التبرعات من الشعب البحريني، وأجزم أن تلك الزيارة لم تحرج السلطات الرسمية في البحرين، وأن مسارعة إصدار وزارة الخارجية بياناً بهذا الشأن لم يكن إلا من باب الخوف على المواطنين من الذهاب إلى دول قد لا تكون مستقرة أمنياً وتشهد حرباً كما هو الحال في سوريا لا أكثر ولا أقل، ومن المعلوم أن النظام السوري أصبح فاقداً لشرعيته الدولية وهو ليس بخاف على أحد، إضافة إلى أن استغلاله من قبل البعض وتأجيجه إعلامياً من خلال قنوات كعالم الإيرانية والمنار التابعة لحزب الله وموقع مرآة البحرين الذي لم يعكس صورة البحرين الحقيقية وإنما ما يتماشى مع أجندته.
من يقول إن الشيخ المعاودة قد فقد شعبيته وأنه يسعى إلى إعادة أمجاده حين كان يرأس جمعية وكتلة الأصالة مخطئ، لأن هذا الرجل وليس مدحاً فيه، كان ولازالت مدافعاً لقضايا الأمة الإسلامية، كما إنه مناصراً في البرلمان لهموم المواطنين والمتقاعدين والمطالبة دوماً بتحسين الحياة المعيشية، ولم يكن قانون الضمان الاجتماعي الذي يسرى حالياً إلا مقترحاً لكتلة الأصالة التي كان حينها المعاودة رئيسها.
لن نقبل المزايدة على الشيخ المعاودة لما يتمتع به من مكانة شعبية لازال يحتفظ بها، وما فوزه بالتزكية إلا دليلاً على ذلك، فضلاً عن أنه شخصية لها مكانتها الدينية داخل البحرين وخارجها، وما يدعو للاستغراب أن من يهاجمون المعاودة اليوم ويشكك فيه هم ذاتهم من كانوا يؤيدونه سياسياً في البرلمان في عدد من القضايا هم أعلم بها، ونراهم عندما وقف الشيخ المعاودة بجانب الشعب السوري المظلوم والمضطهد من قبل شبيحة الأسد ووقوفه مع الحق وهذا ديدنه انقلبوا ضده وهو يدلل على طائفيتهم البغيضة.
وفيما يتعلق بالاتهام بأن تيار السلف قد انحسر في البرلمان وأن شعبته قد تراجعت أو اهتزت لدى الشارع البحريني فهذا كلام مردود عليه، حيث إن كتلة الأصالة يمثلها حالياً أربعة نواب بعد أن كانوا ستة فقد تم توزير النائب غانم البوعينين وابتعاد المعاودة عن الكتلة بسبب موقف اتخذه بعيداً عن رأي الكتلة إلا أنه سيعود بإذن الله قريباً إلى صفوف كتلته التي أسسها منذ مجلس النواب الأول في العام 2002 ومهما يحدث فإن المعاودة عنصر هام في التيار السلفي في البحرين.
أما عن مقابلة الشيخ المعاودة الصحفية وتطرقه إلى موضوع انتخاب الشيخ عبداللطيف المحمود ليكون رئيساً لتجمع الوحدة الوطنية، أعتقد أنها جرأة قلما تجدها عند أحد ليخرج ويبين للرأي العام الحقيقة دون أية رتوش أو زيادات، كما إن هذا الاعتراف من المعاودة دليل على ثقله شخصياً في الساحة وثقل تياره السلفي الذي كان واضحاً منذ بداية الأزمة التي مرت بها البحرين في الدعوة إلى التجمع الأول للمكون الأكبر للوقوف بوجهه من كان يريد اختطاف الوطن والارتماء في أحضان إيران ولازال حتى اليوم كذلك.
^همسة..
أتساءل هل دخل المشككون قلب الشيخ المعاودة حتى يقولوا إنه تباكى، فمن لا يتأثر أو يبكي حين يرى أماً قدمت أبناءها الأربعة شهداء من أجل الوطن إلا من يمتلك قلباً من الحجر لا يلين، الشيخ المعاودة انهمرت دموعه باكياً حين سمع خنساء الشام، كما يسمونها في سوريا، وهي من قدمت أبناءها الأربعة شهداء تقول لهم “ولدتكم للشهادة والجهاد