في عام 2006 رصدت امرأة بحرينية تدعى أمينة عباس وهي رئيس مؤسسة “بحرين بازار” جائزة تحت مسمى “الكذاب الأكبر في العالم” لتمنح للرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش، وذلك لسياسته الخارجية القائمة على الكذب والأسباب الواهية لفرض الهيمنة الأمريكية على مناطق معينة في العالم بسبب ثرواتها النفطية بالتحديد وذلك تحت ذريعة “الحرب على الإرهاب”، وما تسبب ذلك في قتل العديد من الأبرياء.
مثل هذه الجائزة يفترض اليوم أن تمنح ليس فقط للقيادات السياسية التي تحاول خداع المجتمع الدولي بشأن قضايا معينة، بل أيضاً يجب أن تشمل مؤسسات المجتمع المدني التي تدعي أن حراكها يأتي لخدمة الفئات المجتمعية التي تتبعها والتي تتحدث باسمها، في حين أن الحقيقة تتمثل في أن البشر هم الذين يتضررون من سياسات عمل هذه المؤسسات.
لدينا في البحرين مستحقون لهذه الجائزة من مؤسسات مجتمعية تمارس الكذب والتدليس السياسي على أعلى مستوى.
جمعية الوفاق الداعمة لمخطط الانقلاب والحاضنة للإرهاب تستحق هذه الجائزة بجدارة، ومتحدثوها يمكن أن ينافسوا بعضهم البعض بقوة في إطار أولمبياد مثير قائم على تضليل المجتمع الدولي وامتد ليصل إلى تضليل شارعهم نفسه وبشكل ملحوظ مؤخراً.
أقول في العنوان إن الوفاق قوية، لا بتصنيف القوة التي تواجه بها الدولة، لا أبداً، إذا رأينا كيف اختفت الوفاق وتلاشى أثر أعضائها من الدوار حينما تم إخلاؤه، وكيف أن صوتها خبا خلال أيام السلامة الوطنية. لكن قوتها نراها في كيفية نجاحها في مد حبال الكذب واستمرار التضليل بشأن حقيقة ما يحصل في البحرين، لا على الغرب أو في الخارج، بل على شارعها الذي بات عليه اليوم أن يفرق في كل مقام ومقال بشأن خطابات الوفاق وما إذا كانت تنطق بالصدق أم يغشاها الكذب من رأسها إلى قدميها.
أشهر الكذبات جاءت بعد حالة السلامة الوطنية وهي ادعاء الوفاق أنها لم ترفع شعار “إسقاط النظام” بل قالت إنها رفعت شعار “إصلاح النظام”، في كذبة تعلم بها الوفاق علم اليقين كذلك شارعها الذي مازال يهتف بنفس الشعار.
كذبة أخرى كان لها تأصيل في الحراك الانقلابي الأول في الدوار حينما دفعت الناس في مسيرات وفعاليات بهدف الاصطدام برجال الأمن بغية إسقاط ضحايا، عبر تصريحات وخطب من على المنابر، في مقابل أن من يحرض ويدعو للمواجهة جالس مستريح في بيته أو مقره، وهذا الأمر مازال يحصل.
الكذب امتد لنفي تعطيلهم للحوار، وإنهم ليسوا من يضع الشروط، وإنهم ليسوا من يريدون للأزمة أن تطول، إلى غيرها من الكذبات خاصة تلك التي كانت تقوم على إيهام اتباعهم بأنهم معهم في نفس خندق الحراك على الأرض رافعين لشعار الصمود، بينما الحقيقة أن الوفود الوفاقية والوسطاء كانوا في رحلات ذهاب وعودة إلى الدوواوين من أجل بدء حوار لن يستفيد منه مريدو الوفاق مثلما ستستفيد هي.
الغرابة ليس في الدور الذي تلعبه الوفاق عبر ممارسة الكذب والتضليل في حق شارعها، بل في هذا الشارع الذي بات يقبل بأن يتم استغفاله والاستخفاف به.
خذوا آخر الأمثلة على ممارسة الوفاق الكذب الصريح على جمهورها، وذلك حينما تجتمع مؤخراً مع وزير العدل في اجتماع يعرف الجميع اليوم أنه معني بالحوار المزمع إقامته. حينما تصدر الوفاق بياناً تبين فيه أن الاجتماع لا علاقة له بالحوار إطلاقاً، بينما المفارقة أن فقرات البيان تتحدث عن الحوار صراحة.
فقرة النفي تقول: “اللقاء لا علاقة له بالحوار وحل الأزمة السياسية التي تعصف بالوطن بقدر ما هو لقاء للتواصل والتداول فيما يخص شؤون الجمعيات السياسية”، في حين فقرة الإشارة الواضحة للحوار تقول “وأشار وفد الوفاق في اللقاء إلى أن الجدية في الحوار وعبر منطلق إشراك جميع الأطراف يجب الوضع في اعتباره وجود رموز سياسية في المعتقل وجمعية أمل التي تم حلها”.
التساؤل هنا، من تحاول الوفاق أن تخدع بالضبط؟!
هل هي تحاول خداع الدولة التي مدت معها جسور التواصل بصورة خفية خلال شهور مضت، مثلما أكد متحدثوها كعبدالجليل خليل الذي أشار إلى وجود تواصل لكنه توقف مؤخراً، أي في نفس الفترة التي كانت فيها الوفاق تحشد الناس في الشارع، بينما موفدوها في الدوواوين لعقد صفقات تعيد لهم بعض مكاسبها؟!
أم إن الوفاق تحاول خداع مكونات المجتمع الأخرى التي تختلف معها في الأهداف والحراك السياسي؟! طبعاً لا، لأن هذه الأطراف تعرف تماماً ما هو الهدف الرئيسي لمن سعى لإسقاط النظام ومازال.
ببساطة شديدة بيانات الوفاق التي تصدر اليوم هي فقط تهدف لاستمرار تخدير شارعها والكذب عليه، وضمان بقائه في دائرة التبعية مقيداً بقيد التابع الذي سلم أمره وناصيته لغيره.
أقول الوفاق قوية، لأنها تمتلك “عيناً قوية”، تقدر رغم ممارسة الكذب الصريح والخداع والتضليل أن تحرك هذا الشارع الذي سلبته إرادته، قوية لأنها تسيِّر الناس على مزاجها، وتأمرهم ليموتوا من أجلها.
هي قوية عليكم أنتم يا من تصدقون كذبها واستغفالها لكم.
قوية لأن من يقبل أن يكون ضعيفاً هو من يحول المخادع والأفاق إلى قوي.
أختم السطور بتعليق لأحد أتباع الوفاق في أحد المنتديات حينما يوجه كلامه لهم ويقول: يكفي لعباً بنا، تريدون أن تدخلوا الحوار ادخلوه، لكن يكفي كذباً علينا ويكفي نفياً لحقائق تحصل على الأرض.
{{ article.visit_count }}
مثل هذه الجائزة يفترض اليوم أن تمنح ليس فقط للقيادات السياسية التي تحاول خداع المجتمع الدولي بشأن قضايا معينة، بل أيضاً يجب أن تشمل مؤسسات المجتمع المدني التي تدعي أن حراكها يأتي لخدمة الفئات المجتمعية التي تتبعها والتي تتحدث باسمها، في حين أن الحقيقة تتمثل في أن البشر هم الذين يتضررون من سياسات عمل هذه المؤسسات.
لدينا في البحرين مستحقون لهذه الجائزة من مؤسسات مجتمعية تمارس الكذب والتدليس السياسي على أعلى مستوى.
جمعية الوفاق الداعمة لمخطط الانقلاب والحاضنة للإرهاب تستحق هذه الجائزة بجدارة، ومتحدثوها يمكن أن ينافسوا بعضهم البعض بقوة في إطار أولمبياد مثير قائم على تضليل المجتمع الدولي وامتد ليصل إلى تضليل شارعهم نفسه وبشكل ملحوظ مؤخراً.
أقول في العنوان إن الوفاق قوية، لا بتصنيف القوة التي تواجه بها الدولة، لا أبداً، إذا رأينا كيف اختفت الوفاق وتلاشى أثر أعضائها من الدوار حينما تم إخلاؤه، وكيف أن صوتها خبا خلال أيام السلامة الوطنية. لكن قوتها نراها في كيفية نجاحها في مد حبال الكذب واستمرار التضليل بشأن حقيقة ما يحصل في البحرين، لا على الغرب أو في الخارج، بل على شارعها الذي بات عليه اليوم أن يفرق في كل مقام ومقال بشأن خطابات الوفاق وما إذا كانت تنطق بالصدق أم يغشاها الكذب من رأسها إلى قدميها.
أشهر الكذبات جاءت بعد حالة السلامة الوطنية وهي ادعاء الوفاق أنها لم ترفع شعار “إسقاط النظام” بل قالت إنها رفعت شعار “إصلاح النظام”، في كذبة تعلم بها الوفاق علم اليقين كذلك شارعها الذي مازال يهتف بنفس الشعار.
كذبة أخرى كان لها تأصيل في الحراك الانقلابي الأول في الدوار حينما دفعت الناس في مسيرات وفعاليات بهدف الاصطدام برجال الأمن بغية إسقاط ضحايا، عبر تصريحات وخطب من على المنابر، في مقابل أن من يحرض ويدعو للمواجهة جالس مستريح في بيته أو مقره، وهذا الأمر مازال يحصل.
الكذب امتد لنفي تعطيلهم للحوار، وإنهم ليسوا من يضع الشروط، وإنهم ليسوا من يريدون للأزمة أن تطول، إلى غيرها من الكذبات خاصة تلك التي كانت تقوم على إيهام اتباعهم بأنهم معهم في نفس خندق الحراك على الأرض رافعين لشعار الصمود، بينما الحقيقة أن الوفود الوفاقية والوسطاء كانوا في رحلات ذهاب وعودة إلى الدوواوين من أجل بدء حوار لن يستفيد منه مريدو الوفاق مثلما ستستفيد هي.
الغرابة ليس في الدور الذي تلعبه الوفاق عبر ممارسة الكذب والتضليل في حق شارعها، بل في هذا الشارع الذي بات يقبل بأن يتم استغفاله والاستخفاف به.
خذوا آخر الأمثلة على ممارسة الوفاق الكذب الصريح على جمهورها، وذلك حينما تجتمع مؤخراً مع وزير العدل في اجتماع يعرف الجميع اليوم أنه معني بالحوار المزمع إقامته. حينما تصدر الوفاق بياناً تبين فيه أن الاجتماع لا علاقة له بالحوار إطلاقاً، بينما المفارقة أن فقرات البيان تتحدث عن الحوار صراحة.
فقرة النفي تقول: “اللقاء لا علاقة له بالحوار وحل الأزمة السياسية التي تعصف بالوطن بقدر ما هو لقاء للتواصل والتداول فيما يخص شؤون الجمعيات السياسية”، في حين فقرة الإشارة الواضحة للحوار تقول “وأشار وفد الوفاق في اللقاء إلى أن الجدية في الحوار وعبر منطلق إشراك جميع الأطراف يجب الوضع في اعتباره وجود رموز سياسية في المعتقل وجمعية أمل التي تم حلها”.
التساؤل هنا، من تحاول الوفاق أن تخدع بالضبط؟!
هل هي تحاول خداع الدولة التي مدت معها جسور التواصل بصورة خفية خلال شهور مضت، مثلما أكد متحدثوها كعبدالجليل خليل الذي أشار إلى وجود تواصل لكنه توقف مؤخراً، أي في نفس الفترة التي كانت فيها الوفاق تحشد الناس في الشارع، بينما موفدوها في الدوواوين لعقد صفقات تعيد لهم بعض مكاسبها؟!
أم إن الوفاق تحاول خداع مكونات المجتمع الأخرى التي تختلف معها في الأهداف والحراك السياسي؟! طبعاً لا، لأن هذه الأطراف تعرف تماماً ما هو الهدف الرئيسي لمن سعى لإسقاط النظام ومازال.
ببساطة شديدة بيانات الوفاق التي تصدر اليوم هي فقط تهدف لاستمرار تخدير شارعها والكذب عليه، وضمان بقائه في دائرة التبعية مقيداً بقيد التابع الذي سلم أمره وناصيته لغيره.
أقول الوفاق قوية، لأنها تمتلك “عيناً قوية”، تقدر رغم ممارسة الكذب الصريح والخداع والتضليل أن تحرك هذا الشارع الذي سلبته إرادته، قوية لأنها تسيِّر الناس على مزاجها، وتأمرهم ليموتوا من أجلها.
هي قوية عليكم أنتم يا من تصدقون كذبها واستغفالها لكم.
قوية لأن من يقبل أن يكون ضعيفاً هو من يحول المخادع والأفاق إلى قوي.
أختم السطور بتعليق لأحد أتباع الوفاق في أحد المنتديات حينما يوجه كلامه لهم ويقول: يكفي لعباً بنا، تريدون أن تدخلوا الحوار ادخلوه، لكن يكفي كذباً علينا ويكفي نفياً لحقائق تحصل على الأرض.