يبدو أن أحد فضائل شهر رمضان المبارك هو سعي الكثير من الناس المخلصين لهذا الوطن، والغيورين على وحدته ونهضته، إلى إيجاد الفرص الممكنة لتكريس صور التلاحم والتآخي بين أبناء الطائفتيّن الكريمتيّن في مقابل الأصوات النشاز التي تطالب “بالقصاص”، وتدعو إلى تشطير المجتمع البحريني الوديع قسراً إلى فئتيّن متصادمتيّن، مع أن التاريخ يشهد على أن الفتنة الطائفية التي يّراد للوطن أن يعيش في ظلها ستتحطّم على صخرة الطيبة التي جُبل عليها البحريني منذ نعومة أظافره، فنحن متّحِدون منذ الصغر وسوف نظل كذلك أبد الدهر. وقد كان للحملة الوطنية التي أطلقتها كتلة البحرين النيابية بقيادة رئيسها النشط، سعادة النائب أحمد عبدالرحمن الساعاتي، تحت شعار: “البحرين وطنُ يجمعُنا” أثر طيِّب في النفوس، حيث تم تبادل الزيارات بين روّاد مجالس أبناء الطائفتيّن، وإجراء دورة في كرة القدم بين الفرق الرياضية المنتمية لمناطق جغرافية متباينة المذهب، إضافةً إلى تنظيم غبقة رمضانية بمشاركة أصحاب الزيجات المختلطة، وإطلاق ميثاق شرف استخدام وسائل الاتصال الاجتماعي بحيث يتم توظيفها من أجل تقوية أواصر المودّة بين أبناء الوطن، وزرع الحب، ناهيك عن لقاء أبناء الطوائف والأديان المختلفة في أول أيام عيد الفطر المبارك في مجلس النائب أحمد الساعاتي. إن هذه المبادرات الوطنية الجريئة تستحق الدعم والمساندة من جميع أطياف الشعب، ومن كافة الجمعيات الفاعلة في الساحة السياسية والاجتماعية، وليس صحيحاً أبداً القول بأن هذه المبادرات لا تنتج فعلاً وطنياً متماسكاً في ظل هذه الظروف الصعبة، فلطالما كان للمبادرات الشعبية قصب السبق في التقريب بين الأفكار والرؤى المختلفة، ولقاء الناس عفوياً في حد ذاته أمر طبيعي ومطلوب من الكل كباراً وصغاراً مساندته، فالبحرين تمد يد الخير والعطاء والمحبّة لكل من يسعى لبذر بذور الأمل، والأجمل من هذا كله أن يكون نوّاب الشعب هم المبادرون في جمع أبناء الشعب، فتحية لأعضاء كتلة البحرين النيابية على هذه المبادرة الطيبة، والشكر لسعادة النائب أحمد الساعاتي على تواصله الجميل مع كافة أبناء المجتمع، وتحويل مجلسه الأثير إلى محطةٍ يلتقي فيها الناس الطيِّبون من أجل صنع الخير في رمضان الخير والعطاء!