من الأمور الحادثة أو المستحدثة هو اختيار شريك الحياة عبر مواقع الإنترنت أو مواقع التواصل الاجتماعي أو مواقع متخصصة للتوفيق بين الرجال والنساء من أجل الزواج، والملاحظ أغلب هذه الزيجات نهايتها الفشل ، وفي أكثر الإحصائيات تقديراً أن نسبة النجاح لا تتعدى 7% ، والتعارف عبر الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي الأخرى محفوفة بالمخاطر والمجازفات، ناهيك عما فيها من محاذير وانتهاك للمحرمات، ومن هذه المحاذير تعلق القلب بالطرف الآخر حتى لو كان لا يصلح للزواج ، فما بالكم بشاب يكلم فتاة يومياً ولساعات طويلة، وربما يكون ذلك بالصوت والصورة، فكيف لا يتعلق بها وتتعلق به وقد جبل الله عز وجل قلوب الرجال بالتعلق بالنساء وقلوب النساء على التعلق بالرجال، فإذا تعلق القلب عميّ البصر فلا يرى امرأة على وجه الأرض تصلح له أفضل منها، وهي كذا لا يملأ عينها من الرجال إلا هو، وأغلب الذين يتعاملون عبر الإنترنت أو وسائل التواصل الاجتماعي يُظهرون غير الحقيقة ويُهمون المقابل بالأخلاق المثالية ويُخفون الأخلاق التي يتصفون بها، يخبرني شاب تعرف على فتاة عبر الإنترنت وأُعجب بها جداً، لأنها تقول لا تكلمني إلا للتعريف بك لعل يكتب لنا التوافق والنصيب وإذا صار وقت الصلاة قالت مع السلامة رايحه أصلي، وتكلمني قبل المغرب وإذا قرب الأذان قالت رايحه أحضر الإفطار لأني صائمة فهي تصوم الإثنين والخميس والأيام البيض، وإذا تكلمنا في الليل قالت أنا رايحه أصلي الوتر، فيقول الشاب ظننت أني سأتزوج رابعة العدوية العابدة الزاهدة، وأقنعت أهلي بالزواج منها وتزوجنا، فكانت المفاجأة وبعد أيام قليلة من الزواج اكتشفت أنها تصلي فرضاً وتضيع ثلاثة ما تعرف شيئ اسمه صلاة الفجر وأما الصيام فرمضان لا غير، ولا تستطيع أن تقرأ آية واحدة من دون أخطاء، ثم مفاجأة أخرى تطلب مني الذهاب لمقهى من أجل التشييش(شرب الشيشة) ناهيك عن السهر خارج البيت، وهذا الأمر يفعله الرجال والنساء، وكما يقال يدعونك على تكة وكباب ويطعمونك حصىً وتراب، وبعضهم يدخل في مثل هذه الأمور من أجل التسلية أو الفضول وحب الاستطلاع ثم لا يجد منها مخرجاً ودمتم على طريق السعادة.