احتدمت استعدادات وزارة الحج السعودية للإعداد لحج ميسر بعد أقل من شهر ونصف، وكعادتها كل عام فإنها تقدم مزيداً من الخدمات والتسهيلات، ليكون الحج أكثر يسراً من السنوات السابقة، خصوصاً مع تنامي عدد الحجاج سنوياً عاماً بعد عام. ما يوقع على عاتق وزارة الحج السعودية مسؤولية تنظيمية كبرى آتت ثمارها طوال الأعوام الماضية وخصوصاً الأعوام الأخيرة الفائتة.
ولكن حج هذا العام ربما يحمل أهدافاً أخرى لدى البعض، لا تمت للشعائر الدينية بصلة، ومن المتوقع في ظل الظروف السياسية الراهنة، وحسب معطيات المشهد العالمي من جهة والشرق الأوسط على وجه التحديد من جهة أخرى، يمكننا التنبؤ باحتمال استغلال موسم الحج لمآرب أخرى تحت غطاء ديني.
في المجتمعات العربية أصبح الدين بضاعة، ومهنة من لا مهنة له، بل أصبح غطاءً لكثير من عمليات الفساد والانحلال الأخلاقي والإداري والسياسي وغيره، فمن ذا الذي يجرؤ على مجابهة الدين والتصدي له، إنه القوة العظمى في مجتمعاتنا، والتي تمنح مدعيه نفوذاً خاصاً، ووضعاً استثنائياً بين أفراد الجماعة، ولعل أكبر دليل على ذلك المكانة العليا التي يتبوأها رجال الدين في الوطن العربي، ولذلك أصبح من السهل تحشيد الرأي العام وقيادة الجماهير تحت شعارات دينية، يطلقها بعضاً من رموز الأمة الإسلامية، وكان لنا في أزمة البحرين مثال حي لدور رجال الدين من الطائفتين وتخديرهم للشارع العام، كل بوجهته.
المشكلة ليست في ديننا الإسلامي ولا في الملتزمين به، فما هو إلاَّ منهج عبادة وحياة تبرر الغاية من الخلق، بيد أن المشكلة كامنة في من جعلوا منه وسيلةً لتحقيق مصالحهم الشخصية والحزبية والسياسية وغيرها.
وقد ظهرت في الآونة الأخيرة بعضاً من الأسماء التي أثارت استنكار الرأي العام، وخلقت لديه نزاعاً حول حقيقة رجال الدين وكيفية التمييز بين صالحهم وطالحهم.
ولا ننسى عدداً كبيراً من أئمة المساجد والمؤذنين والخطباء، وعدداً من معلمي القرآن الكريم في المساجد والمراكز الإسلامية لمكانتهم الاجتماعية، والثقة شبه المطلقة التي حصلوا عليها من قبل المجتمع، نظراً لسمعة المهنة وشرفها، ممن استغلوا الدين لإشباع شهواتهم من الجنس والمال وغيره. والقضايا في ذلك كثيرة، وتكاد تتردد على أسماعنا عشرات المرات في العام الواحد.
لا أرمي من مقالي هذا للتقليل من شأن علماء الدين الأفاضل، فالغالبية العظمى منهم على درجة عالية من الوقار والثقة، وحقيق بالمسلمين الأخذ بآرائهم في أمور العبادة، وجملة أحكامها، ولكني آثرت الانعطاف لما سبق لكي تتضح الصورة للقارئ.
عودةً لموضوعنا حول الحج، فإنه يجدر الإشارة لتوقع استغلال الأحزاب المعارضة أتباع “ولاية الفقيه” وخلاياها المنتشرة في كافة أقطاب الأرض لموسم الحج، بغية إثارة الفوضى والإرهاب من جهة، وكغطاء ديني للقاءات بين عدد من ممثلي الأحزاب لإقامة الاجتماعات السرية في مكة وتضليل المتابعين عبر إيهامهم بأداء فريضة الحج وحسب. فإلى أي حد يمكن الفصل بين وافدي مكة من الحجاج الحقيقيين ووافديها من حجاج الغطاء السياسي والذين قد لا يؤدون الفريضة من الأساس.
وربما يجدر التنبه إلى توقع إثارة الفوضى والإرهاب وترويع الحجاج الآمنين المقبلين لرب العالمين من مشارق الأرض ومغاربها، وتوقع إلحاق الضرر ببعض جماعات متفرقة من مختلف الأطياف والدول، فإلى أي مدى سيعرّض هذا الاحتمال المملكة العربية السعودية لمواجهة الدول الأخرى وعتابها؟ وما ردود الفعل المحتملة من قبل تلك الدول؟!!
التنبؤ بوقوع ظروف طارئة في موسم الحج لهذا العام يوقع على المملكة العربية السعودية حملاً، يتخطى الجوانب التنظيمية والتأمين الاقتصادي لمتطلبات الموسم في سوق مكة والمدينة على وجه الخصوص إلى ضرورات الاستعدادات الأمنية والرقابية على الوافدين من جهة، وعلى سير العمليات في مواقع المشاعر الدينية بما تشمله من فنادق وخيام ومساكن وغيرها، فضلاً عن متابعة عملية انتقال الحجاج، ومن بقي منهم في موقع ما تخلفاً عن بقية الركب والأسباب الداعية لذلك.
هذا الأمر يفرض على المملكة العربية السعودية تفعيل الكادر الاستخباراتي بقوة، وربما الاستعانة ببعض الكوادر الخليجية الفاعلة، فضلاً عن كافة الاستعدادات لوقوع أي حادث محتمل، وإعداد خطط لإدارة الأزمات والطوارئ في كافة المجالات العسكرية والإعلامية والاتصالية وكذلك الدينية.
{{ article.visit_count }}
ولكن حج هذا العام ربما يحمل أهدافاً أخرى لدى البعض، لا تمت للشعائر الدينية بصلة، ومن المتوقع في ظل الظروف السياسية الراهنة، وحسب معطيات المشهد العالمي من جهة والشرق الأوسط على وجه التحديد من جهة أخرى، يمكننا التنبؤ باحتمال استغلال موسم الحج لمآرب أخرى تحت غطاء ديني.
في المجتمعات العربية أصبح الدين بضاعة، ومهنة من لا مهنة له، بل أصبح غطاءً لكثير من عمليات الفساد والانحلال الأخلاقي والإداري والسياسي وغيره، فمن ذا الذي يجرؤ على مجابهة الدين والتصدي له، إنه القوة العظمى في مجتمعاتنا، والتي تمنح مدعيه نفوذاً خاصاً، ووضعاً استثنائياً بين أفراد الجماعة، ولعل أكبر دليل على ذلك المكانة العليا التي يتبوأها رجال الدين في الوطن العربي، ولذلك أصبح من السهل تحشيد الرأي العام وقيادة الجماهير تحت شعارات دينية، يطلقها بعضاً من رموز الأمة الإسلامية، وكان لنا في أزمة البحرين مثال حي لدور رجال الدين من الطائفتين وتخديرهم للشارع العام، كل بوجهته.
المشكلة ليست في ديننا الإسلامي ولا في الملتزمين به، فما هو إلاَّ منهج عبادة وحياة تبرر الغاية من الخلق، بيد أن المشكلة كامنة في من جعلوا منه وسيلةً لتحقيق مصالحهم الشخصية والحزبية والسياسية وغيرها.
وقد ظهرت في الآونة الأخيرة بعضاً من الأسماء التي أثارت استنكار الرأي العام، وخلقت لديه نزاعاً حول حقيقة رجال الدين وكيفية التمييز بين صالحهم وطالحهم.
ولا ننسى عدداً كبيراً من أئمة المساجد والمؤذنين والخطباء، وعدداً من معلمي القرآن الكريم في المساجد والمراكز الإسلامية لمكانتهم الاجتماعية، والثقة شبه المطلقة التي حصلوا عليها من قبل المجتمع، نظراً لسمعة المهنة وشرفها، ممن استغلوا الدين لإشباع شهواتهم من الجنس والمال وغيره. والقضايا في ذلك كثيرة، وتكاد تتردد على أسماعنا عشرات المرات في العام الواحد.
لا أرمي من مقالي هذا للتقليل من شأن علماء الدين الأفاضل، فالغالبية العظمى منهم على درجة عالية من الوقار والثقة، وحقيق بالمسلمين الأخذ بآرائهم في أمور العبادة، وجملة أحكامها، ولكني آثرت الانعطاف لما سبق لكي تتضح الصورة للقارئ.
عودةً لموضوعنا حول الحج، فإنه يجدر الإشارة لتوقع استغلال الأحزاب المعارضة أتباع “ولاية الفقيه” وخلاياها المنتشرة في كافة أقطاب الأرض لموسم الحج، بغية إثارة الفوضى والإرهاب من جهة، وكغطاء ديني للقاءات بين عدد من ممثلي الأحزاب لإقامة الاجتماعات السرية في مكة وتضليل المتابعين عبر إيهامهم بأداء فريضة الحج وحسب. فإلى أي حد يمكن الفصل بين وافدي مكة من الحجاج الحقيقيين ووافديها من حجاج الغطاء السياسي والذين قد لا يؤدون الفريضة من الأساس.
وربما يجدر التنبه إلى توقع إثارة الفوضى والإرهاب وترويع الحجاج الآمنين المقبلين لرب العالمين من مشارق الأرض ومغاربها، وتوقع إلحاق الضرر ببعض جماعات متفرقة من مختلف الأطياف والدول، فإلى أي مدى سيعرّض هذا الاحتمال المملكة العربية السعودية لمواجهة الدول الأخرى وعتابها؟ وما ردود الفعل المحتملة من قبل تلك الدول؟!!
التنبؤ بوقوع ظروف طارئة في موسم الحج لهذا العام يوقع على المملكة العربية السعودية حملاً، يتخطى الجوانب التنظيمية والتأمين الاقتصادي لمتطلبات الموسم في سوق مكة والمدينة على وجه الخصوص إلى ضرورات الاستعدادات الأمنية والرقابية على الوافدين من جهة، وعلى سير العمليات في مواقع المشاعر الدينية بما تشمله من فنادق وخيام ومساكن وغيرها، فضلاً عن متابعة عملية انتقال الحجاج، ومن بقي منهم في موقع ما تخلفاً عن بقية الركب والأسباب الداعية لذلك.
هذا الأمر يفرض على المملكة العربية السعودية تفعيل الكادر الاستخباراتي بقوة، وربما الاستعانة ببعض الكوادر الخليجية الفاعلة، فضلاً عن كافة الاستعدادات لوقوع أي حادث محتمل، وإعداد خطط لإدارة الأزمات والطوارئ في كافة المجالات العسكرية والإعلامية والاتصالية وكذلك الدينية.