جاء في معاجم اللغة أن النفاق “إظهار الإنسان غير ما يبطن”، وأن المنافق سُمّي منافقاً لأنه “يجعل لنفسه وجهين يظهر أحدهما حسب الموقف الذي يواجهه”. كما جاء في باب “نزه” أن النزاهة تعني “الاستقامة وعدم التحيز عندما يتعلق الأمر بإصدار حكم ما”. لكن.. ما مناسبة الرجوع لمعاجم اللغة في مطلع هذا المقال؟! أوليست تلك الألفاظ التي نَعَتَ بها رئيس كتلة “المستقلين الوطنية” النائب حسن الدوسري الصحافة البحرينية في مجلس النواب الخميس الماضي؟!! بلا.. تلك هي!!
أيعني النائب أن صحافة البحرين قد جاوزت الصواب وأنها صحافة متحيزة مثلاً؟ أخصص النائب صفة النفاق لصحيفة “الوطن” بغية القول بازدواجية مواقفها واستعمالها لوجهين متناقضين كما فعل سعادته، بتوجيه دفة ممارساته وأقواله لكل بوجهته. ثم إن ما سر غضب الدوسري الذي لم يُذكر لا هو ولا كتلته في التقرير؟ أيمكننا تفسير ذلك بمثلٍ شعبي قائل “إللي على راسه بطحة.. يحسس عليها”؟!
أوليس النائب الدوسري هو من عوّل على اللجنة التنسيقية بين الكتل لإقرار قانون الصحافة؟ أولم يكن البيان المنشور في إحدى الصحف عنه حينما جاءت بإبداء الدوسري “مساندة كتلته الكاملة لإصدار قانون عصري للصحافة المحلية، وتوقع أن يتم بالفعل إقرار القانون في دور الانعقاد الثالث، بسبب الحاجة الملحة له لتنظيم العمل الصحافي، وخاصة أن الصحافيين طال انتظارهم لهذا القانون”.
ويستطرد البيان “أكد الدوسري أن كتلة المستقلين الوطنية حريصة تماماً على سحب أي بند أو مادة في القانون تتضمن حبس الصحافي، لأنها تتعارض مع مبادئ كثيرة على رأسها حرية التعبير والديمقراطية، مضيفاً إذا كان جلالة الملك يساند إصدار قانون متطور للصحافة البحرينية فإننا بلاشك لن نقف في الجانب الآخر، بل سنعمل بصدق إلى ترجمة ذلك على أرض الواقع، وأعتقد أن الإخوة في الكتل الأخرى لن يكونوا بعيدين عن ذلك”. لكن الغريب أنه أول من هاجم الصحافة بشراسة وأكثر من بَعُدَ عن ذلك.
طلب الدوسري لحذف الشق المتعلق بالإساءة للصحافة عموماً والإبقاء على نعته لـ«الوطن” لن تحفظه مضبطة الجلسة وحسب، بل سيحفظه التاريخ وسيرته النيابية، كما حفظ التاريخ مقولة نابليون “أخاف من 3 صحف أكثر مما أخاف من مئات الآلاف من الطعنات بالرمح”. ولربما ذلك الشعور المتدفق عبر الزمن مدّ جسوره اللامرئية بين نابليون والدوسري ليتشاطرا الخوف، ولتكون “الوطن” مصدر خوف الأخير!!
ولِمَ لا؟!.. أوليس الخوف حسب “كارل هورني” استجابة انفعالية لخطر يكون موجهاً على المكونات الأساسية للشخصية؟ تُرى.. أيُعقل أن تعاني كتلة “المستقلين الوطنية” من قلق إزاء التقرير والذي يفسر خوف رئيسها الغامض دون التعرف على سبب الخوف؟ وعليه يأخذ الخوف التربص بالفرص ليعلق بأية فكرة أو بأي شيء خارجي، لكونه يميل عادةً إلى الإسقاط على أشياء خارجية، الأمر الذي لم يفعله بقية النواب ولا الكتل.!! لست أدري.. ربما وربما وربما.. ومن المؤكد أن الإجابة على كل التساؤلات السابقة لن يتمكن من الإجابة عنها سوى نواب “المستقلين الوطنية” أو رئيسهم المحترم.
لكن مما يجدر التنويه له قبل الختام لسعادة النائب، أن الصحافة ليست طبق فاكهة خاصاً يتناوله بشوكته وسكينه وحده، ويستلذ منها بما يشتهي ويترك ما لا يشتهي، فهناك شُوَك وسكاكين وأسنان أخرى تشاركه الأكل وتتناول باستمتاع ما لا تستلذه نفسه. الصحافة ليست جندياً في ثكنات أحد، ولا عبداً مملوكاً يُرضي سيده بكل ما أُوتي من قوة وإلاَّ وجبت عليه اللعنة وناله حنق السيد. بل هي ذلك السيف النزيه، وليت سعادة النائب يدرك معنى تقبيل السيوف، ويعلم كيفية التعامل مع السيف بكافة الطرق المشروعة
أيعني النائب أن صحافة البحرين قد جاوزت الصواب وأنها صحافة متحيزة مثلاً؟ أخصص النائب صفة النفاق لصحيفة “الوطن” بغية القول بازدواجية مواقفها واستعمالها لوجهين متناقضين كما فعل سعادته، بتوجيه دفة ممارساته وأقواله لكل بوجهته. ثم إن ما سر غضب الدوسري الذي لم يُذكر لا هو ولا كتلته في التقرير؟ أيمكننا تفسير ذلك بمثلٍ شعبي قائل “إللي على راسه بطحة.. يحسس عليها”؟!
أوليس النائب الدوسري هو من عوّل على اللجنة التنسيقية بين الكتل لإقرار قانون الصحافة؟ أولم يكن البيان المنشور في إحدى الصحف عنه حينما جاءت بإبداء الدوسري “مساندة كتلته الكاملة لإصدار قانون عصري للصحافة المحلية، وتوقع أن يتم بالفعل إقرار القانون في دور الانعقاد الثالث، بسبب الحاجة الملحة له لتنظيم العمل الصحافي، وخاصة أن الصحافيين طال انتظارهم لهذا القانون”.
ويستطرد البيان “أكد الدوسري أن كتلة المستقلين الوطنية حريصة تماماً على سحب أي بند أو مادة في القانون تتضمن حبس الصحافي، لأنها تتعارض مع مبادئ كثيرة على رأسها حرية التعبير والديمقراطية، مضيفاً إذا كان جلالة الملك يساند إصدار قانون متطور للصحافة البحرينية فإننا بلاشك لن نقف في الجانب الآخر، بل سنعمل بصدق إلى ترجمة ذلك على أرض الواقع، وأعتقد أن الإخوة في الكتل الأخرى لن يكونوا بعيدين عن ذلك”. لكن الغريب أنه أول من هاجم الصحافة بشراسة وأكثر من بَعُدَ عن ذلك.
طلب الدوسري لحذف الشق المتعلق بالإساءة للصحافة عموماً والإبقاء على نعته لـ«الوطن” لن تحفظه مضبطة الجلسة وحسب، بل سيحفظه التاريخ وسيرته النيابية، كما حفظ التاريخ مقولة نابليون “أخاف من 3 صحف أكثر مما أخاف من مئات الآلاف من الطعنات بالرمح”. ولربما ذلك الشعور المتدفق عبر الزمن مدّ جسوره اللامرئية بين نابليون والدوسري ليتشاطرا الخوف، ولتكون “الوطن” مصدر خوف الأخير!!
ولِمَ لا؟!.. أوليس الخوف حسب “كارل هورني” استجابة انفعالية لخطر يكون موجهاً على المكونات الأساسية للشخصية؟ تُرى.. أيُعقل أن تعاني كتلة “المستقلين الوطنية” من قلق إزاء التقرير والذي يفسر خوف رئيسها الغامض دون التعرف على سبب الخوف؟ وعليه يأخذ الخوف التربص بالفرص ليعلق بأية فكرة أو بأي شيء خارجي، لكونه يميل عادةً إلى الإسقاط على أشياء خارجية، الأمر الذي لم يفعله بقية النواب ولا الكتل.!! لست أدري.. ربما وربما وربما.. ومن المؤكد أن الإجابة على كل التساؤلات السابقة لن يتمكن من الإجابة عنها سوى نواب “المستقلين الوطنية” أو رئيسهم المحترم.
لكن مما يجدر التنويه له قبل الختام لسعادة النائب، أن الصحافة ليست طبق فاكهة خاصاً يتناوله بشوكته وسكينه وحده، ويستلذ منها بما يشتهي ويترك ما لا يشتهي، فهناك شُوَك وسكاكين وأسنان أخرى تشاركه الأكل وتتناول باستمتاع ما لا تستلذه نفسه. الصحافة ليست جندياً في ثكنات أحد، ولا عبداً مملوكاً يُرضي سيده بكل ما أُوتي من قوة وإلاَّ وجبت عليه اللعنة وناله حنق السيد. بل هي ذلك السيف النزيه، وليت سعادة النائب يدرك معنى تقبيل السيوف، ويعلم كيفية التعامل مع السيف بكافة الطرق المشروعة