لا يجب أن تُبنى منهجية الرد على موجات الإساءة للرسول صلى الله عليه وسلم والرموز الإسلامية عموماً على مبدأ الفعل ورد الفعل، ذلك أن أصحاب هذه الحملات المسيئة يراهنون على الجماهير الغاضبة دون هدف سوى رد الإساءة عبر العنف والقتل، وهذا هو غاية أعداء المسلمين ليتمكنوا من خلق المبررات للتدخل في شؤون المسلمين وتقسيم دولهم والاستيلاء على خيراتهم، وقد شهد التاريخ كثيراً من الأمثلة على ذلك؛ مثل هذه الأزمات التي اختلقها الغرب كي يبرر هجماته المستمرة على الدول الإسلامية بين الحين والآخر.
إن واقع الأمور قد أظهر بجلاء تخلف الإعلام العربي عن معالجة مثل هذه الأزمات الكامنة في طبيعة العلاقة بين الإسلام والغرب، حتى إذا تفجرت واحدة مثل الأزمة الأخيرة وجدناه يتخبط تخبطاً عشوائياً ويتخلى عن قيادته الثقافية والاجتماعية المفترضة، بل رأيناه في مواضع أخرى «يولول» أو ينادي بدعوات العنف والانفلات بعيداً عن المهنية والموضوعية ومقتضيات الحكمة في الرد على مثل هذه الحملات.
إن تاريخ الممارسة الإعلامية في إدارة الأزمات العربية عموماً هو تاريخ بائس، وهذا هو أقل وصف تستحقه الممارسات الإعلامية في منطقتنا، وذلك بسبب انعدام استراتيجية فاعلة على أرض الواقع، وبسبب التشرذم الإسلامي والعربي الذي يضرب أطنابه في مفاصل الأمة الإسلامية من أقصاها إلى أقصاها.
يقول الدكتور محمود عزب، مستشار شيخ الأزهر الشريف، إن حملات كبرى باللغات الحية سوف يدشنها الأزهر لمواجهة الإساءات المتكررة للإسلام ورموزه ويطالب وسائل الإعلام بديمومة التواصل مع الأقليات الإسلامية في الغرب، وبأن يتم استخدام المنطق اللغوي كما هو معروف في فقه اللغة المقارن في مخاطبة غير المسلمين، وبأن تكون هناك آلية إعلامية دائمة لخطاب إعلامي إسلامي واعٍ يركز على القيم الإنسانية المشتركة بين الشعوب جميعاً.
أما الأستاذ عبدالله حموده، عضو المعهد الدولي للشؤون الدولية في لندن، فكان أكثر تحديداً في اقتراحاته للتعامل مع الأزمة الحالية، فإلى جانب اتفاقه معنا في ضرورة التعامل بمنهجية دائمة، وحركية دائبة، والتخلص نهائياً من داء -الموسمية- في علاج القضايا الإعلامية والاجتماعية؛ فإنه يشير إلى ضرورة تعلم فقه الزمان والمكان وحسن اختيار الأئمة والدعاة الذين يُبتعثون للغرب، وضرورة عدم الانسياق إلى العنف كرد فعل للدفاع عن دين يتصف بالرفق، فالرسول (صلى الله عليه وسلم)، يقول: (ما كان الرفق في شيء إلا زانه، وما كان العنف في شيء إلا شانه).
لقد غابت المعالجة الإعلامية العربية المهنية والموضوعية اللازمة للأزمة الأخيرة المسماة بأزمة الفيلم المسيء، وكانت دون مستوى الحدث، وهو فشل ساهم في زيادة خسائرنا على الساحة الدولية، وكان الأَولى أن نخرج منها رابحين فائزين، فمتى يستيقظ الإعلام العربي؟
إن واقع الأمور قد أظهر بجلاء تخلف الإعلام العربي عن معالجة مثل هذه الأزمات الكامنة في طبيعة العلاقة بين الإسلام والغرب، حتى إذا تفجرت واحدة مثل الأزمة الأخيرة وجدناه يتخبط تخبطاً عشوائياً ويتخلى عن قيادته الثقافية والاجتماعية المفترضة، بل رأيناه في مواضع أخرى «يولول» أو ينادي بدعوات العنف والانفلات بعيداً عن المهنية والموضوعية ومقتضيات الحكمة في الرد على مثل هذه الحملات.
إن تاريخ الممارسة الإعلامية في إدارة الأزمات العربية عموماً هو تاريخ بائس، وهذا هو أقل وصف تستحقه الممارسات الإعلامية في منطقتنا، وذلك بسبب انعدام استراتيجية فاعلة على أرض الواقع، وبسبب التشرذم الإسلامي والعربي الذي يضرب أطنابه في مفاصل الأمة الإسلامية من أقصاها إلى أقصاها.
يقول الدكتور محمود عزب، مستشار شيخ الأزهر الشريف، إن حملات كبرى باللغات الحية سوف يدشنها الأزهر لمواجهة الإساءات المتكررة للإسلام ورموزه ويطالب وسائل الإعلام بديمومة التواصل مع الأقليات الإسلامية في الغرب، وبأن يتم استخدام المنطق اللغوي كما هو معروف في فقه اللغة المقارن في مخاطبة غير المسلمين، وبأن تكون هناك آلية إعلامية دائمة لخطاب إعلامي إسلامي واعٍ يركز على القيم الإنسانية المشتركة بين الشعوب جميعاً.
أما الأستاذ عبدالله حموده، عضو المعهد الدولي للشؤون الدولية في لندن، فكان أكثر تحديداً في اقتراحاته للتعامل مع الأزمة الحالية، فإلى جانب اتفاقه معنا في ضرورة التعامل بمنهجية دائمة، وحركية دائبة، والتخلص نهائياً من داء -الموسمية- في علاج القضايا الإعلامية والاجتماعية؛ فإنه يشير إلى ضرورة تعلم فقه الزمان والمكان وحسن اختيار الأئمة والدعاة الذين يُبتعثون للغرب، وضرورة عدم الانسياق إلى العنف كرد فعل للدفاع عن دين يتصف بالرفق، فالرسول (صلى الله عليه وسلم)، يقول: (ما كان الرفق في شيء إلا زانه، وما كان العنف في شيء إلا شانه).
لقد غابت المعالجة الإعلامية العربية المهنية والموضوعية اللازمة للأزمة الأخيرة المسماة بأزمة الفيلم المسيء، وكانت دون مستوى الحدث، وهو فشل ساهم في زيادة خسائرنا على الساحة الدولية، وكان الأَولى أن نخرج منها رابحين فائزين، فمتى يستيقظ الإعلام العربي؟