ترى عالمة النفس الروسية مارينا فزتشيكوفا أن عدم الصراحة من الخصائص التي تميِّز الرجل في علاقته مع المرأة. فالزوج قلّما يكون صادقاً في حديثه مع زوجته، ليس لأنه يتعمّد الكذب عليها، بل لأنه يتجنّب قول الحقيقة خوفاً من مغبّة العواقب الوخيمة التي قد تترتب عليها. وترى الباحثة أن لدى كل رجل دوافعه الخاصة للكذب على المرأة، مع أن ذلك قد يوحي بانعدام ثقته فيها أو إخلاصه لها، وأن ثمّة ثلاثة أسباب أساسية تدفع الرجل للكذب: السبب الأول هو سعي الرجل لتسجيل نقاط ضد المرأة، ويحدث ذلك في المراحل المبكِّرة للعلاقة بين الجنسين. ففي العادة يكذب الرجل بخصوص ماهيّة وظيفته، فيزعم مثلاً أنه يعمل «مديراً» مع أنه مجرّد أحد مساعدي المدير؛ وقد يلجأ إلى استغلال تشابه ألفاظ الكلمات لتحقيق مآربه، فقد يدعِّي مثلاً أنه يعمل معلِّماً لمادة التربية الرياضية، بينما في الواقع يعمل «مُعلِّماً»، أي أنه يقوم بتسجيل عدد النقاط المُحرزة في الألعاب الرياضية، ومع أنه لم يكذب في هذه الحالة، شكليّاً على الأقّل، إلا أن التضليل الذي مارسه يمثِّل أحد ضروب الكذب. كما إن الرجل قد يكذب بشأن عمره، تصغيراً أو تكبيراً، «بحسب الحاجة»، بالأخص حينما يتم التعارف عبر الإنترنت، وذلك كي يقدِّم انطباعاً حسناً أو مثيراً عن شخصه، ويأمل الرجل أن يكون قادراً على «ترويض» المرأة قبل أن تكشف حقيقته، رغم أن ما يصدمها هو الكذب بعينه، وليس حقيقة أن الرجل أظهر غير ما يُبطن فعلاً! السبب الثاني هو التوجّس من العواقب المحتملة، فقد يخشى الرجل أن يؤدي تصرّفه إلى استياء المرأة منه أو تعرّضها للإحباط، كأن يكذب الرجل بشأن حجم دخله الشهري، أو بخصوص مكان قضاء أوقات الفراغ، فيزعم مثلاً أنه في اجتماع عمل مع زملائه بينما هو يتسكّع معهم في أحد المقاهي، والرجل يفعل ذلك لأنه يتجنّب «إفساد» علاقته مع المرأة أو يهاب ردود أفعالها السلبية. السبب الثالث هو أن الرجل يعتقد أن الكذب هو مفتاح حريّته، وفي هذه الحالة قد «يضطر» الرجل للكذب بشأن أتفه الأمور، كأن يتظاهر الزوج بأنه في العمل بينما هو يقود سيارته، لأن هذا التصرّف يضمن له عدم الوقوع في «فخ المراقبة» الذي «نصبته» لهُ زوجته، لذا ينصح النفسانيون المرأة بمصارحة الرجل والبحث عن الأسباب الفعلية لكذبه، علّها ترتاح نفسياً!