للعِلم والتقدم التقني دور كبير في توسعة الأفق الثقافي للإنسان وتطوير مداركه، وتسهيل عملية ترحاله من صفحة ثقافية وسياسية ورياضية إلى أخرى بدون جهد جسدي وعناء وقتي، ولكن ليست كل المواقع الإلكترونية تسعى إلى تحقيق هذه الأهداف الثقافية والإنسانية، فبعضها يتعمد مع سبق الإصرار والترصد تشويه الحقائق من خلال نشر معلومات كاذبة يبعثها مَن له غرض سيء وهدف عدائي تجاه وطنه أو أشخاص معينين. وبذلك يقوم هذا الموقع الإلكتروني أو ذاك بخلق الفوضى من خلال هذا الكذب المُرسل إليه مِن الشخص الذي لا يتأكد من صدق ما أرسل بسبب غياب الرقابة الحقيقية من قبل إدارة هذه المواقع على ما يتم نشره على صفحاتها في كل دقيقة وساعة ويوم. والكثير من المدمنين على مثل هذه الصفحات يُصدقون ما يتم نشره وتداوله على هذه المواقع.
وبسبب حرية الرأي والتعبير يستطيع أي شخص في أي بلد أن يفتح أي موقع إلكتروني ويتصفحه بسهولة ما دام ذلك ليس ممنوعاً بل هو مُباح للجميع وبدون أية شروط تذكر. ولا شك أن هناك جهات مُغرضة تستهدف النيل من الإنسان العربي ومن أقطاره من خلال نشر هذا السلوك كأحد الأسلحة في الحرب الإعلامية والنفسية التي يستخدمها أي عدو أو منظمة للنيل من الإنسان وفي داخل وطنه، وبدلاً من أن يتجه المواطن العربي إلى التفكير في مشاكل أقطاره وإنسانه نرى أن هذه المواقع تشتت هذا المواطن وتبعده كثيراً عن مشاكله الحقيقية وتجعله يستنفر من أجل مشاكل وهمية ويُساهم في حروب لا يجني منها ولا وطنه ولا شعبه شيئاً سوى التمزيق والتدمير والفوضى.
والبعض يعتبر أن هذه المواقع الإعلامية “صحوة إعلامية” بعد السبات الإعلامي العربي عاش في ظلالها الشعب العربي دهراً لا يرى ولا يسمع ولا يتكلم إلا بحدود، لكنها في الحقيقة ليست صحوة؛ بل هي صيحة لعينة زلزلت أركان مجتمعاتنا وجعلت من صغارنا كباراً ومن كبارنا صغاراً. وصاغت لنا هذه المواقع وشقيقاتها التلفزة الفضائية عالماً وهمياً وظيفته هو استهلاك الوقت الحقيقي من حياة الناس، فيطل من شاشتها يومياً أشخاص يتحاورون بلغة تكون بعيدة عن الثقافة وعن الوعي الإنساني وعن المنطق، فهي لغة تصبغ عليها المناوشات والمشاجرات والتباهي بالكلام المنمق وكأنهم بيادق تحركها أيادٍ خفية. ولم تسلم أقطارنا العربية والشعب العربي من مواقع “الفيسبوك” و«التويتر” والمواقع الأخرى المتنوعة العناوين ذات الهدف الواحد، حيث يستطيع كائن مَن كان أن يفتح له صفحة إلكترونية على تلك المواقع ويكتب فيها ما يشاء دون رقيب أو حسيب، وغالبية هؤلاء يكتبون ويرسلون أي شيء لا تراه أعينهم بل أقوالاً يسمعونها من مصادر ليست موثوقة ولا تتسم بالمصداقية ولكنهم يُصدقونها ويعملون على نشرها، إنهم أناس يحبون السير في الظلام ويطعنون أي قادمٍ نحوهم سواء كان جسداً أو تراباً.
إن هذه المواقع عبارة عن شبكة اتصال عالمية، خيوطها منتشرة في جميع مدن وقرى وأزقة العالم، تديرها أقمار صناعية وتنفق عليها شركات استثمارية وتديرها عقول تخدم مصالح الدول الكبرى، هدفها الأسمى تغليب الثقافة الغربية ونمطها على منظومة القيم العربية والشرقية وتصفية التاريخ العربي واجتثاث حضارته وتفكيك أقطار الوطن العربي إلى مجموعة من الفيدراليات وتمزيق وحدة شعبه. فهذه المواقع تنتقل من تدمير قطر عربي إلى آخر. فبعد العراق جاء تقسيم السودان وتفكيك لبنان سياسياً تلاه “تسونامي الربيع العربي” الذي لم يجن العرب منه شيئاً، وجميع المواقع الإلكترونية وشقيقاتها من التلفزة الفضائية تتنوع أهدافها بحسب أجندتها المرسومة. فهناك مواقع وشاشات ذات أهداف وطنية مُبطنة، وبعضها مذهبي طائفي على طرفي نقيض، وبعضها الآخر تتنوع بين الحزبية والإثنية والعرقية، وكل واحدة من هذه القنوات والشبكات موالية لتلك الدولة أو لدولة مناوئة للأخرى.
فجميع تلك المواقع والشاشات ليست لها مصداقية في الهدف وتتاجر بأجندتها لمن يدفع لها ويُمول إرسالها، فهي جميعاً تلاقي رواجاً من أولئك الذين يبحثون عمن يُساومهم على وطنهم، أو إنهم على استعداد لتقديم شعبهم رهينة لهذه القوى المهيمنة التي انتصروا لها سواء كانت غربية أو شرقية طائفية. وفي النهاية فهؤلاء لن يكسبوا شيئاً، بل إن الوطن هو الذي سيتطهر من هؤلاء بعد أن تنجلي الحقائق وتستطع الشمس التي تطهر الأرض من تلك البكتيريا الضارة التي تسعى إلى تدمير البلاد وتمزيق العباد.
فالحرية والديمقراطية ومبادئ حقوق الإنسان لا تأتي من خلال هذه الشبكات والمواقع، والمواطن اليقظ والمُحب لوطنه والساعي لخدمة شعبه يرفض هذه المواقع وينبذها، يفدي وطنه لا يساوم عليه، يكون ولاؤه لوطنه ولقيادته ولشعبه ولا يستبدلهما بأي شيء آخر. وليَعلم كائن مَن كان أن هذه المواقع والشبكات ما هي إلا مواقع نافذة لترويج أفكار مريضة وأنها تنفث السموم القاتلة تحت ذريعة الرأي الحُر والديمقراطية ومبادئ حقوق الإنسان، وتعمل على إثارة الأحقاد والضغائن بين مكونات المجتمع، وتعمل على نشر الفكر الانقسامي وتغليب صوت الطائفية، واجتثاث القيم والمبادئ العربية ومحاربة الفكر القومي العربي ووصمه بالعنصرية، وتسعى هذه المواقع إلى تبني أفكار القوى الغربية والصهيونية والإقليمية. إن هذه المواقع تعمل بامتياز من أجل جذب الكثير من التابعين لها من خلال خلط الأوراق بهدف التمويه والنيل منهم واستخدامهم كأداة لتحقيق أهدافها وأجندتها. ولتحقيق ذلك فهي تستخدم رداء الإنسانية والعالمية وتارة أخرى تستخدم شعار التقدم واليسار والدفاع عن مظلومية مَن ينتمون لعقيدتها وفكرها. وجميعها يؤكد استقلاليتها وعملها على مد الجسور بين الشعوب وغير ذلك من الشعارات التي تؤكد كذبها وخداعها وغشها للناس من خلال توسيع التابعين الذي يضم خليطاً غير متجانس من مختلف أنحاء العالم وبمختلف الأعمار والهويات المختلفة. وأخيراً، إن متابعة هذه المواقع هي إساءة للنفس الإنسانية أولاً وإلى الوطن الذي تنتمي إليه هذه النفس ثانياً وإعطاء عمر أطول لهذه القنوات والشبكات الفاسدة، ويجعلون من أنفسهم جنوداً لأوكارها، وهي التي تُصادر هوية هذه النفس وتلبسها نفس الشيطان بهدف تعطيل النهوض الوطني والقومي للإنسان العربي.
وبسبب حرية الرأي والتعبير يستطيع أي شخص في أي بلد أن يفتح أي موقع إلكتروني ويتصفحه بسهولة ما دام ذلك ليس ممنوعاً بل هو مُباح للجميع وبدون أية شروط تذكر. ولا شك أن هناك جهات مُغرضة تستهدف النيل من الإنسان العربي ومن أقطاره من خلال نشر هذا السلوك كأحد الأسلحة في الحرب الإعلامية والنفسية التي يستخدمها أي عدو أو منظمة للنيل من الإنسان وفي داخل وطنه، وبدلاً من أن يتجه المواطن العربي إلى التفكير في مشاكل أقطاره وإنسانه نرى أن هذه المواقع تشتت هذا المواطن وتبعده كثيراً عن مشاكله الحقيقية وتجعله يستنفر من أجل مشاكل وهمية ويُساهم في حروب لا يجني منها ولا وطنه ولا شعبه شيئاً سوى التمزيق والتدمير والفوضى.
والبعض يعتبر أن هذه المواقع الإعلامية “صحوة إعلامية” بعد السبات الإعلامي العربي عاش في ظلالها الشعب العربي دهراً لا يرى ولا يسمع ولا يتكلم إلا بحدود، لكنها في الحقيقة ليست صحوة؛ بل هي صيحة لعينة زلزلت أركان مجتمعاتنا وجعلت من صغارنا كباراً ومن كبارنا صغاراً. وصاغت لنا هذه المواقع وشقيقاتها التلفزة الفضائية عالماً وهمياً وظيفته هو استهلاك الوقت الحقيقي من حياة الناس، فيطل من شاشتها يومياً أشخاص يتحاورون بلغة تكون بعيدة عن الثقافة وعن الوعي الإنساني وعن المنطق، فهي لغة تصبغ عليها المناوشات والمشاجرات والتباهي بالكلام المنمق وكأنهم بيادق تحركها أيادٍ خفية. ولم تسلم أقطارنا العربية والشعب العربي من مواقع “الفيسبوك” و«التويتر” والمواقع الأخرى المتنوعة العناوين ذات الهدف الواحد، حيث يستطيع كائن مَن كان أن يفتح له صفحة إلكترونية على تلك المواقع ويكتب فيها ما يشاء دون رقيب أو حسيب، وغالبية هؤلاء يكتبون ويرسلون أي شيء لا تراه أعينهم بل أقوالاً يسمعونها من مصادر ليست موثوقة ولا تتسم بالمصداقية ولكنهم يُصدقونها ويعملون على نشرها، إنهم أناس يحبون السير في الظلام ويطعنون أي قادمٍ نحوهم سواء كان جسداً أو تراباً.
إن هذه المواقع عبارة عن شبكة اتصال عالمية، خيوطها منتشرة في جميع مدن وقرى وأزقة العالم، تديرها أقمار صناعية وتنفق عليها شركات استثمارية وتديرها عقول تخدم مصالح الدول الكبرى، هدفها الأسمى تغليب الثقافة الغربية ونمطها على منظومة القيم العربية والشرقية وتصفية التاريخ العربي واجتثاث حضارته وتفكيك أقطار الوطن العربي إلى مجموعة من الفيدراليات وتمزيق وحدة شعبه. فهذه المواقع تنتقل من تدمير قطر عربي إلى آخر. فبعد العراق جاء تقسيم السودان وتفكيك لبنان سياسياً تلاه “تسونامي الربيع العربي” الذي لم يجن العرب منه شيئاً، وجميع المواقع الإلكترونية وشقيقاتها من التلفزة الفضائية تتنوع أهدافها بحسب أجندتها المرسومة. فهناك مواقع وشاشات ذات أهداف وطنية مُبطنة، وبعضها مذهبي طائفي على طرفي نقيض، وبعضها الآخر تتنوع بين الحزبية والإثنية والعرقية، وكل واحدة من هذه القنوات والشبكات موالية لتلك الدولة أو لدولة مناوئة للأخرى.
فجميع تلك المواقع والشاشات ليست لها مصداقية في الهدف وتتاجر بأجندتها لمن يدفع لها ويُمول إرسالها، فهي جميعاً تلاقي رواجاً من أولئك الذين يبحثون عمن يُساومهم على وطنهم، أو إنهم على استعداد لتقديم شعبهم رهينة لهذه القوى المهيمنة التي انتصروا لها سواء كانت غربية أو شرقية طائفية. وفي النهاية فهؤلاء لن يكسبوا شيئاً، بل إن الوطن هو الذي سيتطهر من هؤلاء بعد أن تنجلي الحقائق وتستطع الشمس التي تطهر الأرض من تلك البكتيريا الضارة التي تسعى إلى تدمير البلاد وتمزيق العباد.
فالحرية والديمقراطية ومبادئ حقوق الإنسان لا تأتي من خلال هذه الشبكات والمواقع، والمواطن اليقظ والمُحب لوطنه والساعي لخدمة شعبه يرفض هذه المواقع وينبذها، يفدي وطنه لا يساوم عليه، يكون ولاؤه لوطنه ولقيادته ولشعبه ولا يستبدلهما بأي شيء آخر. وليَعلم كائن مَن كان أن هذه المواقع والشبكات ما هي إلا مواقع نافذة لترويج أفكار مريضة وأنها تنفث السموم القاتلة تحت ذريعة الرأي الحُر والديمقراطية ومبادئ حقوق الإنسان، وتعمل على إثارة الأحقاد والضغائن بين مكونات المجتمع، وتعمل على نشر الفكر الانقسامي وتغليب صوت الطائفية، واجتثاث القيم والمبادئ العربية ومحاربة الفكر القومي العربي ووصمه بالعنصرية، وتسعى هذه المواقع إلى تبني أفكار القوى الغربية والصهيونية والإقليمية. إن هذه المواقع تعمل بامتياز من أجل جذب الكثير من التابعين لها من خلال خلط الأوراق بهدف التمويه والنيل منهم واستخدامهم كأداة لتحقيق أهدافها وأجندتها. ولتحقيق ذلك فهي تستخدم رداء الإنسانية والعالمية وتارة أخرى تستخدم شعار التقدم واليسار والدفاع عن مظلومية مَن ينتمون لعقيدتها وفكرها. وجميعها يؤكد استقلاليتها وعملها على مد الجسور بين الشعوب وغير ذلك من الشعارات التي تؤكد كذبها وخداعها وغشها للناس من خلال توسيع التابعين الذي يضم خليطاً غير متجانس من مختلف أنحاء العالم وبمختلف الأعمار والهويات المختلفة. وأخيراً، إن متابعة هذه المواقع هي إساءة للنفس الإنسانية أولاً وإلى الوطن الذي تنتمي إليه هذه النفس ثانياً وإعطاء عمر أطول لهذه القنوات والشبكات الفاسدة، ويجعلون من أنفسهم جنوداً لأوكارها، وهي التي تُصادر هوية هذه النفس وتلبسها نفس الشيطان بهدف تعطيل النهوض الوطني والقومي للإنسان العربي.