خلص علماء النفس بجامعة مينيسوتا الأمريكية إلى نتيجةٍ مهمةٍ تُفيد بأن خريج الجامعة يعيش في المتوسط 6 سنوات أكثر قياساً لخريج المدرسة، وأن عُمر الغني يزيد في المتوسط عن عُمر الفقير بحوالي 4 سنوات، وهذه النتيجة محصلة دراسةٍ تم فيها تحليل أثر أربعة عوامل على الحياة، وهذه العوامل هي: مستوى التعليم، ومقدار الثروة المالية، والمهنة، والحالة الاجتماعية.
واستند العلماء في هذا البحث على نموذجٍ علمي للاستمرار على قيد الحياة، حيث قاموا بتحديد الصفات التي يجب أن يتحلّى بها ابن الخمسين عاماً، والتي تؤهِّله للعيش فترةً أطول من أقرانه، واستعانوا بالبيانات الشخصية الخاصة بالحالة الصحيّة للفرد في سِّن التقاعد في الفترة بين 1992-2012م، وشارك في هذه الدراسة (26) ألف أمريكي ممن تجاوزوا الخمسين عاماً.
ووفقاً للحسابات التنبئية التي أُجريت على أساس الدراسة، فإن الناس المتعلِّمين الذين يندرجون ضمن الـ (10%) الذين يمثلون أغنى الأغنياء في الولايات المتحدة الأمريكية، سوف يعيشون لمدة 4 سنوات أطول قياساً للمتعلِّمين المصنّفين ضمن الـ (10%) الذين يشكلون أفقر الفقراء، كما أن الشخص الذي يعمل بدوامٍ كاملٍ أو يبحث بهمةٍ عن وظيفةٍ يعيش أكثر بثلاث سنوات ونصف من قرينه العاطل عن العمل.
وبيّنت نتائج الدراسة أن الرجل المتزوج يعيش لمدة سنتين ونصف أطول من زميله الأعزب، وأن المرأة المتزوِّجة تعمِّر أطول من العازبة بحوالي سنة؛ أما ابن الخمسين الجامعي المتزوج، والمُمتنع عن التدخين، فيعمِّر في المتوسط أكثر بمقدار 11 سنة مقارنةً بقرينه الأعزب والمدخِّن، والذي يحمل شهادةً مدرسيةً فقط؛ وبالنسبة للأشخاص الذين يمثِّلون العُشْر الأول من أغنى الأغنياء، فإنهم يعيشون لمدة 11 سنة أطول من الأفراد المصنّفين ضمن العُشْر الأول من أفقر الفقراء؛ وفي المحصلة العامة، كلما ارتفع المستوى الاجتماعي - الاقتصادي للفرد، تحسّنت أوضاعه المالية والمهنية والصحيّة، غير أن العامليّن الحاسميّن في هذه المعادلة هما مستوى التعليم وحجم الثروات المالية، والمغزى هو أن الأغنياء بحاجة أيضاً إلى قدرٍ أكبر من التعليم كي يواكبوا مستجدات العصر وتزدهر تجارتُهُم!