قد يكون الاتفاق الدفاعي الذي وقعته البحرين مع بريطانيا يوم الخميس الماضي، برعاية سمو ولي العهد الأمير سلمان بن حمد حفظه الله، هو أحد أهم التوجهات والأفكار البعيدة المدى التي تدعم أمن البحرين من أي اعتداء خارجي قد يحدث.
تتضمن الاتفاقية الدفاعية مع بريطانيا التعاون في العديد من المجالات الدفاعية بما فيها تبادل المعلومات، والتعليم والتدريب، والتعاون العلمي والتقني، وتبادل الزيارات، وإجراء التدريبات المشتركة.
أعتقد أن مثل هذه الاتفاقية وفي هذا التوقيت الحرج من الظرف الإقليمي والدولي تعتبر خطوة موفقة تماماً، وتذهب في الاتجاه الصحيح كون البحرين تمتلك علاقات مميزة تاريخياً مع بريطانيا.
أتذكر في هذه الأثناء ما قاله لي أحد الأخوة من تحليل للبعض حيث قال: “إن وضع البيض كاملاً في السلة الأمريكية ليس جيداً رغم قوة أمريكا، إلا أن الأمريكان يبيعون في لحظة، الشاه أمامنا، حسني مبارك، بن علي، علي صالح، فرغم أن العلاقات مع أمريكا جيدة ومطلوبة، إلا أن وضع البيض في السلة الأمريكية وحدها خطأ، وبريطانيا أكثر التزاماً ووثوقاً في بعض الأحيان من الأمريكان”.
هذا تحليل أحد الإخوة الكرام، وأنا أتفق كثيراً مع هذا الطرح، فوضع البيض في سلة واحدة ليس صحيحاً، وأمريكا تلعب بالبيضة والحجر وتلعب مع من يزعزع الأمن في البحرين، وتلعب لعبة أخرى مع الدولة.
وبما أن الاتحاد الخليجي ليس له وضوح، وبما أن القوة الدفاعية الخليجية ليست كما نتمنى، وبما أننا كشعوب خليجية لا نملك صناعة السلاح المتقدم، فإن الاتفاقيات الدفاعية مع بريطانيا والصين مثلاً هي في الاتجاه الصحيح.
الاتفاقية ليست فقط في شكلها الذي نص على البنود، لكن تحمل رسائل هامة إلى دول الجوار، لذلك فإن توقيت هذه الاتفاقية يأتي في الوقت الصحيح، ونشكر عليها توجه جلالة الملك حفظه الله، وتوجه سمو رئيس الوزراء وسمو ولي العهد الذي يمتلك علاقات دولية واسعة وكبيرة تجلب المصالح والعلاقات المتقدمة الوثيقة للبحرين، وكان آخرها الاتفاقية الدفاعية مع بريطانيا.
هذا جزء من (فكر ما بعد الأزمة) وهذا الفكر يجب أن يشمل كل النواحي في البحرين، حتى نتجنب الطريق الخاطئ الذي كنا نسير عليه، فاليوم ورغم الاتفاقيات الدفاعية فإن على البحرين أن تقوي سلاح الجو البحريني بمنظومة طائرات متقدمة من أمريكا أو بريطانيا أو فرنسا، كما إن من دروس الأزمة كما يبدو ضرورة زيادة عدد طائرات الهليوكبتر للجيش وللداخلية، وأيضاً دراسة ما تغطيه الدفاعات الجوية البحرينية من مساحة جوية، فهل نملك سلاح دفاع جوي متقدم؟
كل ذلك يصب في الدروس من الأزمة، ونتمنى أن نوفق في طرح ما يخدم البحرين في هذه العجالة.
الاتفاقية الأمنية من بريطانيا تحول كبير في فكر بناء تحالفات قوية مع أطراف عدة، وبريطانيا تمتلك ردع أي طرف يفكر في الاعتداء على البحرين، بانتظار الاتحاد الخليجي.
^^ رذاذ
بعض الأحداث الأخيرة استدعت أن تتدخل قوات الأمن سريعاً ضد الإرهاب الذي يضرب المنامة وأطرافها، ويبدو أن الأزمة لم تعلمنا بعد، فتم استدعاء قوات أمن من مناطق بعيدة (وساعتها كنت في الطريق وأرى المشهد أمامي) بينما الشوارع مزدحمة وهذا جعل القوات تصل متأخرة.
من دروس الأزمة أن يكون في منطقة المنامة أو السيف (أو بحسب ما تراه الجهات الأمنية من مناطق مناسبة) يجب أن يكون هناك مركز لتجمع قوات الأمن والأمن الوطني والجيش، بمساحة كافية، حتى لا تتكرر أخطاء كثيرة سابقة تتعلق بالوقت والمسافة والازدحام، أعتقد أن أحد دروس الأزمة هو أن تمتلك الدولة مثل هذا المركز الكبير في المنامة وليس بعيداً.
^^ دعم مكتب قناتي وصال وصفا
أتمنى من الجميع ومن تجار البحرين أن يتوجهوا لدعم مكتب قناتي وصال وصفا، فما فعلته القناتان من جهد من أجل البحرين وأهلها وحكامها يجب أن يقدر، ويجب أن يواجه برد الجميل.
أتمنى من الجميع أن يساهم بما يستطيع لدعم القناتين، أفراداً ومؤسسات وتجاراً، وأهل الخير بالبحرين كثر.
^^ محطة 66 كيلو فولت تؤذي أهالي المحرق
كتبنا من قبل هنا عن محطة تقام عنوة في منطقة المحرق بمجمع 212، فقد ناشدنا الأخ وزير الكهرباء السماع لأهالي المنطقة، خاصة وأن إدارة البيئة قد أوضحت أن لهذه المحطة ضرراً كبيراً على أهالي المنطقة لقربها من منازلهم، لكن الوزير لم يحرك ساكناً، بل أن المحطة تبنى اليوم بشكل سريع من أجل التسليم بالأمر الواقع.
نرجو من سعادة وزير الكهرباء السماع للأهلي والاطلاع على التقارير التي تؤكد أن للمحطة أضراراً صحية على الأهالي، وهذا لا يرضي الوزيــر ولا الــدولة.