استضاف مجلس الدوي بالمحرق الشماء صوتاً من الأصوات الإعلامية الوطنية البحرينية، صوتاً ينبض بالوطنية والقومية، صوتاً يجهرُ بالحق ويدافع بشراسة عن الوطن وعن سيادته وهويته التي يحاول الآخرون سلبها منه، صوت البحرين الناطق والسيدة الجليلة الأستاذة سميرة بنت رجب، وزيرة الدولة لشؤون الإعلام. كان اختيار موضوع الحديث جيداً كاختيار المتحدث عنه. إنه الإعلام؛ الإعلام الذي يهدم ويبني، الإعلام الذي به تنتصر الدولة أو تُهزم، الإعلام الذي يَغرس الوعي والثقافة للشعوب أو يكون أداةً من أدوات تخلفها وتأخرها، هناك فرق بين هذا الإعلام وذاك، كما هو الفرق بين الحق والباطل، فأي إعلام نحن في البحرين نُريد؟
الإعلام من الهموم التي تعاني منها أية دولة، وتأثيره على البشر كبير، فهو يؤثر على العقول وفي اتجاهات أصحابها، والشخص الإعلامي يجب ألاَّ يكون موظفاً يؤدي الدور الإداري بل هو صاحب رسالة مجتمعية، رسالة تنهض بالأمة وتطورها، رسالة تكشف الحقائق وتحاسب المقصرين، رسالة تنير العقل، لذا فالإعلامي يجب أن يتمتع بالوطنية وبالثقافة وأن يكون مُلماً بطريقة عرض المعلومات بصورة تجذب إليها الآخرين، فهي مهنة شاقة ومضنية مثلما هي جميلة مَخملية، فالإعلام صاحب سلطة ومدافع عن الحق، يستطيع أن يبني وأن يهدم أيضاً.
فكيف نفهم إعلامنا البحرينـــــي؟ هل هو إعلام ناجح أم فاشل؟ هل هو كاذب أم صادق؟ هل هو حقيقي أم وهمي؟ وهل الإعلام خاصاً بالدولة أم إنه متاح للجميع؟ وهذه الأسئلة والإجابات عليها تدل على أهمية الإعلام الوطني للدولة. فكما نعلم أن الإعلام هو سلاح ذو حدين، وهذا السلاح لممارسته يستوجب مجموعة من الشروط، وأهمها توفر حرية الرأي والتعبير، فمتى ما توفرت هذه الحرية وتوفرت شروط ممارستها استطعنا ممارستها بصورة صحيحة.
فصاحب القلم ليس موظفاً يكتب ما يُملى عليه، ولا يؤجر قلمه لمن يدفع له أكثر، صادقاً وشفافاً، مدافعاً شرساً عن وطنه، لا يخاف في الحق لومة لائم، فكم يا ترى لدينا من مثل هؤلاء الإعلاميين؟ فجرائدنا مليئة بمحرري الأخبار وكاتبي التحقيقات وبأعمدة أصحاب الرأي؟ فكم من هؤلاء الإعلاميين متميز في عمله ومبدع في قلمه؟ وكم منهم صادق في وطنيته؟
إن الإعلام الجيد هو الإعلام الصادق، وإن وسائط الإعلام المكتوبة والمرئية والمسموعة تلعب أدواراً أساسية في المجتمع، وخاصة في وقت الأزمات، فعندما يتعرض الوطن لأي محنة يستنفر الجميع لنجدة وطنهم، ومن هؤلاء الإعلاميون وأصحاب القلم الذين يدافعون عن وطنهم بعيداً عن التعصب والفئوية والمذهبية، فالإعلامي الحقيقي هو صاحب الضمير اليقظ الذي يتميز دوره بالتوازن والعدالة والدقة. ولتحقيق ذلك، فالبحرين اليوم بحاجة إلى استراتيجية وطنية للإعلام، فلماذا هذه الاستراتيجية؟
- لمواجهة حالات الضعف الإعلامي والانتقائية والتحيز، ولتعمل على تطوير الأداء الإعلامي البحريني في الداخل والخارج.
- لتصويب تجربة الممارسة الإعلامية لتحقيق السلام الداخلي، ولتطوير أداء الدولة في مختلف القطاعات والخدمات.
- لمكافحة الفساد وكافة الموروثات السياسية والاقتصادية التي تعرقل طريق الغد الجميل.
- لتحقيق أداء جيد للثقافة والتعليم والصحة والإسكان بما يتوافق مع تطلعات المواطنين.
- لإبعاد الأداء الإعلامي عن الخضوع للأجهزة الرقابية سواء كانت قانونية أو أمنية.
- ليحصل المتلقي على ميزة الاختيار الإعلامي بما يراه من أراء وأفكار كحق من حقوقه الإنسانية.
- لزيادة الفرص الحقيقية للمعالجات المهنية للموضوعات ذات الصلة بحياة المجتمع والأمة.
البحرين بحاجة إلى ترسيخ قيم إعلامية جديدة وبعقلية علمية وطنية متطورة تحكم واقع التعبير الإعلامي، وهذا يتطلب قوانين تشريعية ومزيداً من الجهد لتدريب الإعلاميين والصحافيين من أجل تطوير انتمائهم إلى مهنة الإعلام، والعمل على تحقيق المجتمع المنتج والمتطور، والعمل على بناء الإنسان والمجتمع. وفي ظل حركة المتغيرات السياسية العربية والإقليمية والدولية المتسارعة أصبح من الواجب على الدولة أن تضع لها استراتيجية وطنية للإعلام بما يؤمن الحصانة الوطنية للدولة أولاً، ولخلق صيغة إعلامية متطورة ثانياً، وليكون الإعلام البحريني بمستوى المهمات المُلقاة على عاتقه ثالثاً، وليكون إعلاماً فاعلاً ومؤثراً رابعاً، وليكون مستقلاً وقادراً على اتخاذ القرار خامساً، ولابد أن يكون للإعلام الوطني إدارة وتخطيط وتنفيذ جيد وإلا فإنه سيفتقد الرؤية والأهمية وسيكون إحدى أدوات التنافس في إطار التجاذبات السياسية.
وهذه الاستراتيجية الوطنية للإعلام هي بحاجة أيضاً إلى المؤهلات الأكاديمية للعاملين في مهنة الإعلام وإلى الحيادية والنزاهة والموضوعية في تداول المعلومات المختلفة ونشرها، وإلى المصداقية والجدية في معالجة القضايا التي تمس مصلحة الوطن والمواطن، وإلى استنهاض طاقات وإمكانيات وقدرات العمل الإعلامي وتوظيفها بشكل ينعكس إيجاباً على المجتمع وأفراده، إلى جانب إيلاء الجانب الإبداعي والمضامين النوعية التي تشكل مضمون الرسالة الإعلامية.
إن العامل المهم لبناء استراتيجية وطنية للإعلام هو العامل الوطني. فالإعلام مسؤولية وطنية، ليس فقط أفراداً إعلاميين مهما علا شأنهم. فمسؤولية الإعلام هي الدولة والمجتمع والأفراد، وهي مسؤولية والتزام مجتمعي، ولا يمكن تنفيذ هذه الالتزامات إلا بوجود معايير مهنية لنقل المعلومات كالحقيقة والدقة والموضوعية والاعتدال، وهذا الأمر يتطلب من وسائل الإعلام أن تعيد تنظيم نفسها بشكل ذاتي لتحقق الأداء الجيد والمطلوب لمهماتها ومسؤولياتها الوطنية.
{{ article.visit_count }}
الإعلام من الهموم التي تعاني منها أية دولة، وتأثيره على البشر كبير، فهو يؤثر على العقول وفي اتجاهات أصحابها، والشخص الإعلامي يجب ألاَّ يكون موظفاً يؤدي الدور الإداري بل هو صاحب رسالة مجتمعية، رسالة تنهض بالأمة وتطورها، رسالة تكشف الحقائق وتحاسب المقصرين، رسالة تنير العقل، لذا فالإعلامي يجب أن يتمتع بالوطنية وبالثقافة وأن يكون مُلماً بطريقة عرض المعلومات بصورة تجذب إليها الآخرين، فهي مهنة شاقة ومضنية مثلما هي جميلة مَخملية، فالإعلام صاحب سلطة ومدافع عن الحق، يستطيع أن يبني وأن يهدم أيضاً.
فكيف نفهم إعلامنا البحرينـــــي؟ هل هو إعلام ناجح أم فاشل؟ هل هو كاذب أم صادق؟ هل هو حقيقي أم وهمي؟ وهل الإعلام خاصاً بالدولة أم إنه متاح للجميع؟ وهذه الأسئلة والإجابات عليها تدل على أهمية الإعلام الوطني للدولة. فكما نعلم أن الإعلام هو سلاح ذو حدين، وهذا السلاح لممارسته يستوجب مجموعة من الشروط، وأهمها توفر حرية الرأي والتعبير، فمتى ما توفرت هذه الحرية وتوفرت شروط ممارستها استطعنا ممارستها بصورة صحيحة.
فصاحب القلم ليس موظفاً يكتب ما يُملى عليه، ولا يؤجر قلمه لمن يدفع له أكثر، صادقاً وشفافاً، مدافعاً شرساً عن وطنه، لا يخاف في الحق لومة لائم، فكم يا ترى لدينا من مثل هؤلاء الإعلاميين؟ فجرائدنا مليئة بمحرري الأخبار وكاتبي التحقيقات وبأعمدة أصحاب الرأي؟ فكم من هؤلاء الإعلاميين متميز في عمله ومبدع في قلمه؟ وكم منهم صادق في وطنيته؟
إن الإعلام الجيد هو الإعلام الصادق، وإن وسائط الإعلام المكتوبة والمرئية والمسموعة تلعب أدواراً أساسية في المجتمع، وخاصة في وقت الأزمات، فعندما يتعرض الوطن لأي محنة يستنفر الجميع لنجدة وطنهم، ومن هؤلاء الإعلاميون وأصحاب القلم الذين يدافعون عن وطنهم بعيداً عن التعصب والفئوية والمذهبية، فالإعلامي الحقيقي هو صاحب الضمير اليقظ الذي يتميز دوره بالتوازن والعدالة والدقة. ولتحقيق ذلك، فالبحرين اليوم بحاجة إلى استراتيجية وطنية للإعلام، فلماذا هذه الاستراتيجية؟
- لمواجهة حالات الضعف الإعلامي والانتقائية والتحيز، ولتعمل على تطوير الأداء الإعلامي البحريني في الداخل والخارج.
- لتصويب تجربة الممارسة الإعلامية لتحقيق السلام الداخلي، ولتطوير أداء الدولة في مختلف القطاعات والخدمات.
- لمكافحة الفساد وكافة الموروثات السياسية والاقتصادية التي تعرقل طريق الغد الجميل.
- لتحقيق أداء جيد للثقافة والتعليم والصحة والإسكان بما يتوافق مع تطلعات المواطنين.
- لإبعاد الأداء الإعلامي عن الخضوع للأجهزة الرقابية سواء كانت قانونية أو أمنية.
- ليحصل المتلقي على ميزة الاختيار الإعلامي بما يراه من أراء وأفكار كحق من حقوقه الإنسانية.
- لزيادة الفرص الحقيقية للمعالجات المهنية للموضوعات ذات الصلة بحياة المجتمع والأمة.
البحرين بحاجة إلى ترسيخ قيم إعلامية جديدة وبعقلية علمية وطنية متطورة تحكم واقع التعبير الإعلامي، وهذا يتطلب قوانين تشريعية ومزيداً من الجهد لتدريب الإعلاميين والصحافيين من أجل تطوير انتمائهم إلى مهنة الإعلام، والعمل على تحقيق المجتمع المنتج والمتطور، والعمل على بناء الإنسان والمجتمع. وفي ظل حركة المتغيرات السياسية العربية والإقليمية والدولية المتسارعة أصبح من الواجب على الدولة أن تضع لها استراتيجية وطنية للإعلام بما يؤمن الحصانة الوطنية للدولة أولاً، ولخلق صيغة إعلامية متطورة ثانياً، وليكون الإعلام البحريني بمستوى المهمات المُلقاة على عاتقه ثالثاً، وليكون إعلاماً فاعلاً ومؤثراً رابعاً، وليكون مستقلاً وقادراً على اتخاذ القرار خامساً، ولابد أن يكون للإعلام الوطني إدارة وتخطيط وتنفيذ جيد وإلا فإنه سيفتقد الرؤية والأهمية وسيكون إحدى أدوات التنافس في إطار التجاذبات السياسية.
وهذه الاستراتيجية الوطنية للإعلام هي بحاجة أيضاً إلى المؤهلات الأكاديمية للعاملين في مهنة الإعلام وإلى الحيادية والنزاهة والموضوعية في تداول المعلومات المختلفة ونشرها، وإلى المصداقية والجدية في معالجة القضايا التي تمس مصلحة الوطن والمواطن، وإلى استنهاض طاقات وإمكانيات وقدرات العمل الإعلامي وتوظيفها بشكل ينعكس إيجاباً على المجتمع وأفراده، إلى جانب إيلاء الجانب الإبداعي والمضامين النوعية التي تشكل مضمون الرسالة الإعلامية.
إن العامل المهم لبناء استراتيجية وطنية للإعلام هو العامل الوطني. فالإعلام مسؤولية وطنية، ليس فقط أفراداً إعلاميين مهما علا شأنهم. فمسؤولية الإعلام هي الدولة والمجتمع والأفراد، وهي مسؤولية والتزام مجتمعي، ولا يمكن تنفيذ هذه الالتزامات إلا بوجود معايير مهنية لنقل المعلومات كالحقيقة والدقة والموضوعية والاعتدال، وهذا الأمر يتطلب من وسائل الإعلام أن تعيد تنظيم نفسها بشكل ذاتي لتحقق الأداء الجيد والمطلوب لمهماتها ومسؤولياتها الوطنية.