بدأت الانطلاقة الحديثة الأولى لنشاط الراديكاليين في «دوار» أتحاشى وصفه اليوم احتراماً لقدسية تلك الأيام لدى البعض، ولربما تكون هذه القدسية سبباً آخر لانطلاقةٍ جديدة تُرصّ فيها الصفوف بغير طريقة!! ولعل المتمعن في الأرقام التي تمخض عنها (حصاد الإرهاب منذ بداية 2012) فقط، يدرك يقيناً أن ما يجري على أرض البحرين ليس أعمال تخريب صبيانية غير منظمة، ولا طيش زمرة من المراهقين المنفلتين دينياً وأخلاقياً وسلوكياً؛ إنما هو تنظيم كاشف الرأس وإرهاب مؤدلج.
يستمد راديكاليو البحرين إرهابهم من أيديولوجيا عقدية تحشد الجمهور وتستجير بدعمه وتأييده، موظفة بذلك الدين وواقعة كربلاء وعدداً من القصص الخرافية لمزيد من التأثير الوجداني على الأتباع، واستدرار أتباع جدد في نفس الوقت، ولم يكن توظيف الدين اعتباطياً إنما لوعي ناضج بأهمية الدين والتدين لدى البشر كحاجة إيمانية واستعداد فطري لقوة المعتقد ورسوخه في النفوس، ونظراً لكون الإنسان بطبيعته لا يقبل جدلًا ولا تشكيكاً في عقيدته التي أوحي إليه بقدسيتها وسماويتها في كافة التفاصيل.
استغلت الأيديولوجيا العقدية الدين وأفرغته من محتواه، ثم عبأته بالطأفنة والعدوان والكراهية لعدو مخترع أسبغت عليه الشر وصفات الشياطين بالوراثة. وإن كان هناك خطأ يدير المؤدلجون ظهورهم عنه في عدم تمثيل العدو المخترع لعدوهم الأصيل، والاشتراك اللاحتمي في انحدارات نفس السلالة، وإن كان.. فعدم التأييد لصنيعه. الإشارة الواضحة في نسب العدو المخترع لقاتل الحسين، وتصوير العدو كمؤيد لقاتله، مع غض الطرف عمداً عن الاشتراك في حب الحسين -رضي الله عنه- بين الطرفين.
بوأت القوة العقدية للجمهور بعض رجال الدين مقام الآلهة، والأمثلة في ذلك كثيرة؛ كتغريدات قائد وفاقي في تويتر وتأليهه لأحد المعممين وغيره كثير، ومن الطبيعي أن العبد الضعيف الحقير مهما بلغت منزلته بين الناس فهو صغير صِغَر ما فوق البعوضة وأدق بين يديّ الإله، فكيف يمكن للعبد الضعيف أن يُشكك أو يُجادل أو يفكر حتى فيما يطرحه آلهته -رجال الدين- من درر الكلام المتمخضة عن كشف الستار عن الغيب وحكمة لا يؤتيها الله بفضله إلاَّ لمن رضي عنه وجعله ولياً على عباده في الأرض، وخوّله منح صكوك الجنة كيفما شاء، الأمر الذي يشير لمشاركة رجال الدين في تقرير مصير العباد وتسيير القدر.!!
ما يتمتع به رجال الدين من امتيازات حصرية، ونظراً لطبيعة المجتمع المتعصب دينياً والذي ينتخب قادته للرأي العام من «صفوة» معمميه، وُجدت الفرصة سائغة لدى بعضهم، يخدم من خلالها أهدافاً سياسية ما، عبر دسّ السم بالعسل المتمثل في أدلجة الدين وتصدير الإرهاب، وتهيئة الأرضية اللازمة لشن الحروب وتبرير العنف. إن اختراع العدو وتنميط صور الشر إزاءه غاية استخدمت الدين وسيلةً لتحقيق هدف أكبر في نهاية المطاف، ألا وهو الترويج للصراع السياسي.
يؤكد ما سبق أن موسم عاشوراء فرصةً مواتية لرصّ الصفوف من جديد بعد الفرقة التي أحدثها تطهير الدوار وما تلاه في جموع المتظاهرين تحت لواء الراديكالية، ونظراً للدور الخطير الذي قد يلعبه موسم عاشوراء في تحويل الأمور عن مسارها وإنتاج مزيد من المتمردين على القانون، وضخّ أكبر للإرهاب، يستلزم الوضع فرض الرقابة التامة على النشاط الديني وخطاباته وكافة رسائله الاتصالية للجمهور، داخل المآتم وخارجها، والتأكد من خلو هذه الأنشطة من أي مؤشرات أو تلميحات سياسية.
^ اضبطوا نبضكم..
الدعوة لفرض الرقابة على الخطاب الديني وأناشيد العزاء في المآتم الحسينية ليست تخوينية ولا تحريضية لإفشال موسم عاشوراء في بلد يكفل حرية الممارسات الدينية؛ إنما هي محاولة جادة لتعليق الجرس في رقبة القط.
يستمد راديكاليو البحرين إرهابهم من أيديولوجيا عقدية تحشد الجمهور وتستجير بدعمه وتأييده، موظفة بذلك الدين وواقعة كربلاء وعدداً من القصص الخرافية لمزيد من التأثير الوجداني على الأتباع، واستدرار أتباع جدد في نفس الوقت، ولم يكن توظيف الدين اعتباطياً إنما لوعي ناضج بأهمية الدين والتدين لدى البشر كحاجة إيمانية واستعداد فطري لقوة المعتقد ورسوخه في النفوس، ونظراً لكون الإنسان بطبيعته لا يقبل جدلًا ولا تشكيكاً في عقيدته التي أوحي إليه بقدسيتها وسماويتها في كافة التفاصيل.
استغلت الأيديولوجيا العقدية الدين وأفرغته من محتواه، ثم عبأته بالطأفنة والعدوان والكراهية لعدو مخترع أسبغت عليه الشر وصفات الشياطين بالوراثة. وإن كان هناك خطأ يدير المؤدلجون ظهورهم عنه في عدم تمثيل العدو المخترع لعدوهم الأصيل، والاشتراك اللاحتمي في انحدارات نفس السلالة، وإن كان.. فعدم التأييد لصنيعه. الإشارة الواضحة في نسب العدو المخترع لقاتل الحسين، وتصوير العدو كمؤيد لقاتله، مع غض الطرف عمداً عن الاشتراك في حب الحسين -رضي الله عنه- بين الطرفين.
بوأت القوة العقدية للجمهور بعض رجال الدين مقام الآلهة، والأمثلة في ذلك كثيرة؛ كتغريدات قائد وفاقي في تويتر وتأليهه لأحد المعممين وغيره كثير، ومن الطبيعي أن العبد الضعيف الحقير مهما بلغت منزلته بين الناس فهو صغير صِغَر ما فوق البعوضة وأدق بين يديّ الإله، فكيف يمكن للعبد الضعيف أن يُشكك أو يُجادل أو يفكر حتى فيما يطرحه آلهته -رجال الدين- من درر الكلام المتمخضة عن كشف الستار عن الغيب وحكمة لا يؤتيها الله بفضله إلاَّ لمن رضي عنه وجعله ولياً على عباده في الأرض، وخوّله منح صكوك الجنة كيفما شاء، الأمر الذي يشير لمشاركة رجال الدين في تقرير مصير العباد وتسيير القدر.!!
ما يتمتع به رجال الدين من امتيازات حصرية، ونظراً لطبيعة المجتمع المتعصب دينياً والذي ينتخب قادته للرأي العام من «صفوة» معمميه، وُجدت الفرصة سائغة لدى بعضهم، يخدم من خلالها أهدافاً سياسية ما، عبر دسّ السم بالعسل المتمثل في أدلجة الدين وتصدير الإرهاب، وتهيئة الأرضية اللازمة لشن الحروب وتبرير العنف. إن اختراع العدو وتنميط صور الشر إزاءه غاية استخدمت الدين وسيلةً لتحقيق هدف أكبر في نهاية المطاف، ألا وهو الترويج للصراع السياسي.
يؤكد ما سبق أن موسم عاشوراء فرصةً مواتية لرصّ الصفوف من جديد بعد الفرقة التي أحدثها تطهير الدوار وما تلاه في جموع المتظاهرين تحت لواء الراديكالية، ونظراً للدور الخطير الذي قد يلعبه موسم عاشوراء في تحويل الأمور عن مسارها وإنتاج مزيد من المتمردين على القانون، وضخّ أكبر للإرهاب، يستلزم الوضع فرض الرقابة التامة على النشاط الديني وخطاباته وكافة رسائله الاتصالية للجمهور، داخل المآتم وخارجها، والتأكد من خلو هذه الأنشطة من أي مؤشرات أو تلميحات سياسية.
^ اضبطوا نبضكم..
الدعوة لفرض الرقابة على الخطاب الديني وأناشيد العزاء في المآتم الحسينية ليست تخوينية ولا تحريضية لإفشال موسم عاشوراء في بلد يكفل حرية الممارسات الدينية؛ إنما هي محاولة جادة لتعليق الجرس في رقبة القط.