يعتبر الشيخ محسن بن الشيخ عبدالحسين بن خلف آل عصفور أكثر أبناء الأُسرة غزارةً في التأليف العلمي، حيث بلغت عناوين الكتب التي وضعها حتى الآن 173 عنواناً، وشارك في تأليف 29 كتاباً، وبحسب الإحصاءات المتوفِّرة لدى الدكتور منصور سرحان، مؤرخ تاريخ البحرين الثقافي، فإن الشيخ محسن يعّد أكثر المؤلفين البحرينيين إنتاجاً على الإطلاق، حيث لم تشهد البحرين على امتداد تاريخها الثقافي عالماً أو مؤلِّفاً بلغ الذروة في الكتابة، ونال مكانةً عاليةً كما بلغ ذلك الشيخ محسن، بل هو ظاهرة منفردة، وإلى جانب ذلك، ساهم الشيخ في تأليف الكتب المتعلقة في المناهج الدراسية للمعهد الديني الجعفري، فقد شارك في إعداد 25 كتاباً مدرسياً معتمداً. وأثناء انغماسه في جمع المخطوطات والكتب النادرة الخاصة بتراث البحرين العلمي، تبادرت إلى ذهنه فكرة تأسيس مركز يضّم هذا التراث، وبينما كان يتبنّى تأسيس المركز، توصّل إلى أهميّة وجود مرصد فلكي يساهم في ولادة الهلال في أول الشهر العربي، فكان له ما أراد، واستطاع جمع زهاء 140 نسخة مخطوطة، ومن بينها مجموعة من كتب الشيخ يوسف بخط يده، وأكثر من ألف نسخة مخطوطة مصوّرة لعلماء البحرين، و14 ألف عنوان كتاب، وأصبح هذا المركز يُسمى «مجمع البحوث العلمية»، وهو مركز علمي يهتم بشؤون الثقافة في البحرين. وحول هذا الموضوع ذكر لي الشيخ محسن شخصياً أن المكتبة الموجودة في منزله في سار تضمّ أكبر عدد من المخطوطات الأصلية العلميّة، وأكبر عدد من مصوّرات مخطوطات علماء البحرين، ويسعى إلى زيادة عدد الكتب فيها إلى ألفي مخطوطة تشمل كل التراث العلمي في البحرين، ولديه مشروع أن يصل عدد مؤلفاته الشخصية إلى «500» كتاب حينما يصل عمره خمسين سنة، وله موقع إلكتروني يتم فيه الإجابة عن تساؤلات الجمهور، وهذه الإجابات ستظهر في موسوعة «أجوبة المسائل الفقهية» من خمسين مجلداً، كما سيصدر له قريباً كتاب «نهج الشريعة لجميع الشيعة» في ثلاثين مجلداً، ويفخر الشيخ محسن بأنه الوحيد الذي يتصدّى حالياً لإعادة مجد الأُسرة وتراثها العلمي، وتسليط الضوء على تاريخها الحافل بالمنجزات العلمية.