منذ أكثر من ثلاثين عاماً ومواقيت امتحانات رخص مزاولة مهنة الطب في أمريكا لأطباء الامتياز لم تتغير. أما في البحرين، فنجد لنا كل يوم موعداً متغيراً مع مواعيد امتحان أطباء الامتياز.
بهذه العبارة اشتكى مجموعة من أطباء الامتياز، تأخير امتحانات رخصة مزاولة المهنة، وذلك حين تم تأجيله من شهر أكتوبر إلى نوفمبر دون أن يسوقوا مبررات لهذا التأخير.
من المعروف أن امتحان أطباء الامتياز يكون عادة وبصورة ثابتة على ثلاث فترات في العام الواحد، وهو على النحو التالي (مارس ويونيو وأكتوبر)، هذه المواقيت أصبحت ثابتة ومعروفة لكل أطباء الامتياز، وعلى ضوء هذه المواقيت يختار الأطباء المواعيد المناسبة لهم من حيث الوقت والمراجعة للامتحانات. كما إن هنالك من لديه ارتباطات سفر مهمة خصوصاً للأطباء غير البحرينيين، سيما أن هناك مجموعة لا بأس بها من أطباء الامتياز من الشقيقة المملكة السعودية ومن مصر، وكذلك الهند وباكستان والسودان، وكل أولئك الأطباء لديهم برامج سفر وارتباطات مهمة.
حين اختار هؤلاء الأطباء مواعيد امتحان مزاولة المهنة حتى شهر أكتوبر، فإنهم في الحقيقة فعلوا ذلك لأن لديهم ارتباطات في غاية الأهمية بعد شهر أكتوبر وقبله أيضاً، بل إن بعضهم قام بقطع حجوزات سفر لهم ولذويهم كذلك بعد انتهاء شهر أكتوبر، وإذا بهم يفاجؤون أن الامتحان تم تأجيله إلى مطلع شهر نوفمبر، وبعد أيام تم تأجيله مرة أخرى إلى العاشر من شهر نوفمبر!!.
في الأصل، لماذا تم تأجيل الامتحان؟ وما هو العذر الذي تسوقه الصحة لذلك التأخير؟ لماذا لم يخبروا الطلبة عن سبب واحد لتأخير الامتحان؟ وهل راعت وزارة الصحة ظروف هؤلاء الأطباء وظروف ارتباطاتهم مع أسرهم؟ أم أنه المزاج الذي يتحكم في مصير هؤلاء الأطباء؟ أم أن بعض الأطباء ومن خلال برنامجهم الصيفي وتناغمه مع إجازة العيد قرروا تأجيل الامتحانات حتى يعودوا من إجازاتهم دون النظر في وضعية أطباء الامتياز وارتباطهم بذويهم، خصوصاً لغير البحرينيين؟.
إن أطباء الامتياز لا يريدون سوى أن تكون مواعيد امتحاناتهم واضحة ودقيقة، والأهم أن تكون ثابتة وغير متقلبة، بل هم يريدونه في الموعد الأصلي، ألا وهو في العشر الأخيرة من شهر أكتوبر.
يقول أحد أطباء الامتياز؛ رغم أنهم أعطونا موعداً للامتحان في العاشر من نوفمبر، فإننا لن نتفاجأ حين تقوم الوزارة بتأخيره من جديد، مما سيوقعنا في دوامة تغيير برامجنا وبرامج رحلاتنا خارج البحرين وتغيير حتى برامج أسرنا!!.
هنالك أمر آخر يستشكل عليه هؤلاء الأطباء وهو في طبيعة امتحان مزاولة المهنة، فما تم تقديمه للممتحنين في شهر يونيو الفائت لم يكن يتناسب إطلاقاً مع مخرجات التعليم الطبي وما تعلموه طيلة الأعوام السبعة من عمر دراستهم، لهذا حدثت نسبة رسوب ضخمة في أوساط الأطباء الممتحنين. كما إنه لا توجد معايير واضحة للرسوب والنجاح.
نرجو من القائمين والمشرفين على امتحانات رخصة مزاولة مهنة الطب أن يضعوا مواقيت زمنية ثابتة للامتحانات، وبحسبهم فإنهم يريدون المواعيد المحددة التي سوف يحددونها وما يناسبهم، كما يجب عليهم مراعاة ظروف هؤلاء الأطباء وظروف أسرهم، لا أن تكون المراعاة لظروف الممتَحِن فقط.
ليس بالأمر الصعب والمستصعب، ولا بالأمر الخارق أن تقوم الجهات المختصة بالوزارة بإعادة النظر في وقت الامتحان الحالي واسترجاع توقيته كما كان عليه، ألا وهو شهر أكتوبر، وهذا هو المُؤمَّل من وزارة الصحة، كما يجب إعادة النظر في طبيعة الامتحان التعجيزي للأطباء حتى يدخلوا أجواء الامتحانات وهم في راحة من الأمر كله.