أجرى العلماء الإسبان بحثاً توصّلوا من خلاله إلى أن المرأة الفاتنة تعتبر سلاحاً خطيراً يمكن أن يخرج الرجل من طوره، حيث يعجز في حضورها عن فكّ الأحجيات وحلّ الألغاز، وتنهش جسمه الأمراض الفتاكة، وباختصار فإن الجمال يمكن أن يحوِّل حياة الرجل إلى جحيم!
فقد طلب العلماء في جامعة فالنسيا من (80) رجلاً أن يحلّوا لغزاً عددياً في وجود امرأة حسناء، واكتشفوا أن مستوى الكورتيزول، وهو الهرمون المنظِّم لضغط الدم، قد ارتفع إلى ما يعادل الحّد الذي يصل إليه عند القفز من مظلةٍ هوائيةٍ، وتبيّن أن الرجال المشتركين في التجربة لم يتمكّنوا من التركيز في أداء المهمّات، ومن ثم ارتكبوا أخطاءً كثيرةً، وكانوا باستمرار يتلفّتون صوب المرأة الجميلة، ولم يعد الهرمون إلى مستواه الأصلي إلا بعد أن غادرت المرأة المكان؛ وعلى هذا الأساس، أكّد العلماء أن ارتفاع مستوى ضغط الدم قد يكون سبباً رئيساً لأمراض عدّة كالسكّري، والعقم؛ والممتع في الأمر أن الباحثين قد أكّدوا مجدّداً حقيقةً معروفة أصلاً، وهي أن الرجال يُعجَبون بالنساء البدينات، باعتبار أن “امتلاء” المرأة مرتبط بالرفاهية والراحة المنزلية، وبقدرتها أيضاً على التحمّل والقيام بأعباء المنزل، غير أن هذه “الحقيقة” لاتزال قضيةً جدليةً.
وفي المقابل، تبيّن لعلماء النفس أن وسامة الرجل قد تؤثِّر أيضاً بصورةٍ سلبيةٍ على النشاط العقلي لدى المرأة، ويستدِّلون على ذلك من المكائد النسوية التي يقع ضحيّتها الرجال ذوو الملامح الجميلة بهدف الإيقاع بهم، لذا ينصح النفسانيون بأن يكون الإنسان على سجيّته التي جُبِلَ عليها، ويعبِّر عن مكنوناته ومشاعره بأسلوبٍ لا يلحق الضرر بمن حوله، وبذاته، وبالقوانين الوضعية المألوفة، ففي ذلك صمام الأمان لحياةٍ سعيدةٍ لا تشوبها المنغِّصات والآلام النفسية.
ثمة قول مأثور للشاعر والفيلسوف الألماني فريدريك نيتشه مفاده أنه من الأسهل للمرء أن يكون عملاقاً عن أن يكون جميلاً، والمغزى أن الرجل الفارع في الطول قد لا يكون بالضرورة بهيّ الطلعة، لكني أجد نفسي أخالف هذا الرأي، حيث إن عمالقة الفن والأدب، رجالاً ونساءً، قد بلغوا قمّة الجمال حيث تميّزوا بجمال العقل والروح والقلب، فكان الجمال ديدن إبداعاتهم الخلاّقة!