آخر «الاختراعات» التي صدرت عن أمين جمعية الوفاق (فرع حزب الله الإيراني في البحرين) قوله بأنه وجماعته يقبلون بالجلوس في «حوار وطني» لكن تحت وصاية دولية.
الوفاق بقيادتها وأتباعها مازالت تحاول «لملمة» خسائرها جراء قفزها إلى الدوار وتصدرها محاولة الانقلاب وإسقاط النظام، تارة بنفي كل ما حصل وارتباطهم به، بمعنى أن الوفاق في فترة من الفترات خرجت بوجه مغاير «تنصلت» فيه من أتباعها وجماهيرها خاصة التي ترفع شعارات التسقيط وتهتف ضد الدولة في تجمعاتها وفعالياتها المختلفة، وتارة أخرى عبر محاولة التواصل مع النظام نفسه بإيفاد مبعوثين ووسطاء، وتارة عبر محاولة «توسيط» السفير الأمريكي وغيره في المسألة.
الوفاق منذ البداية تحاول «تدويل» الشأن البحريني، تسعى لـ»تصفير» العداد المعني بكون البحرين دولة مستقلة لا وصاية دولية عليها، تحاول إرجاع الزمن للوراء وتحديداً للسبعينيات بمحاولة إجراء استفتاء أممي جديد على البحرين وإلى أي اتجاه يجب أن تميل وإلى أي «تبعية» يجب أن تقدم الولاء، خاصة وأنهم أنفسهم باتوا مفضوحين بتبعيتهم للخارج ولمرجعيتهم السياسية.
تدويل القضية البحرينية لن يحصل لأن ما يحدث أصلاً في بلادنا لا يمثل قضية أمة، بقدر ما هو قضية شعب يعاني من جماعات راديكالية لها ولاءاتها المفضوحة للخارج ولها أجندتها الخاصة ولها مطامعها في اختطاف البلد والسيطرة على مقدراته، وفي سبيل ذلك لا تتوانى عن تزييف الحقائق وعن الكذب وعن تشويه صورة البلد في كل محفل دولي، وتحركاتها بحد ذاتها تشوبها الشبهة بشأن مصادر التمويل والدعم المالي.
علي سلمان يمارس «اللف والدوران» في شأن تعامل الوفاق مع الوضع في البحرين، هم من رفضوا الحوار مرات ومرات، ووضعوا الشروط التعجيزية حينما ظنوا بأن البلد ستسقط خلال سويعات، وعادوا للتباكي على الحوار، واليوم بعد الفشل الذريع في جنيف بدأوا يغازلون المجتمع الدولي بدعوى التدخل الصريح في الشأن البحريني تحت ذريعة «الوصاية الدولية».
قلناها مراراً لهذه الجمعيات بأن «جيبوها من الآخر»، إذ هدفكم أبداً لم ولن يكون معنياً بمصلحة الشعب البحريني بمختلف أطيافه، لم تكن مساعيكم لتغيير الدستور أو تغيير الدوائر الانتخابية أو حتى شعارات محاربة الفساد سوى أوراق تلعبونها لأجل التغلغل أكثر في مفاصل الدولة وضمان التحكم في مواقع مؤثرة بحيث تتم عملية الانقلاب من الداخل وبشكل ممنهج عوضاً عن خيار الانقلاب الصريح الذي كتب لهم تنفيذه باستغلال «الربيع العربي» ومحاولة إلصاق البحرين به قسراً.
هؤلاء لا يهمهم حرق البلد وشعبه، بل تهمهم مصالحهم، لا يهمهم إن أقيم حوار اليوم أو غداً من خلاله تتحقق لهم مكاسب أكثر من السابق، بل همهم الأول والأخير هو اختطاف البلد بأكمله وتحويل البحرين إلى عراق جديد تحت الوصاية الإيرانية.
هم يتحدثون عن إجراءات الدولة في حالة السلامة الوطنية ويصفونها بأنها إجراءات انتقامية، بينما الانتقام الحقيقي الذي مبعثه الغل والكراهية والحقد بان واضحاً تماماً أيام الدوار وحينما ظنوا بأن الدولة سقطت، فكان التعامل الطائفي العنصري في المستشفى المحتل وفي المدارس وفي قطاعات العمل ووصل للشوارع، وكان لسان حالكم يقول بأنكم الباقون وغيركم الخارجون إن لم يكن مناهضوكم معلقين بالمشانق في الدوار.
من يصدق بأن الوفاق تريد أن تدخل في منظومة هذا البلد وأنها تقبل بأن تعامل على قدر المساواة مع الآخرين فهو «يحلم» كما قال علي سلمان، الوفاق لا تريد إلا الدولة ولا تريد سوى الحكم ولا شيء آخر سيرضيها، بالتالي المرة الأخرى يا علي سلمان «جيبها من الآخر» واعترف ولو لمرة بشجاعة أن مطلبكم الحكم ولا شيء آخر، لا ديمقراطية ولا إصلاحات ولا شيء آخر، الكرسي فقط والذي لن تصلوا له طالما بقي في هذه البلد نبض وطني شريف.