لم تمضِ أيام قليلة على انتهاء مؤتمر الدوحة للمعارضة السورية وإعلان تشكيل الائتلاف الوطني السوري الموحد؛ فأعلنت طهران عن استضافتها لمؤتمر «الحوار الوطني السوري» بهدف ظاهري هو حل المشكلة السورية، إذ جمعت بين ممثلين عن الرئيس السوري ومعارضة سورية على طاولة واحدة. وهناك اختلاف واضح بين هذين المؤتمرين بغض النظر عما شارك في هذين المؤتمرين من قوى وأحزاب وشخصيات وأشخاص، فإن مؤتمر الدوحة انعقد من أجل لم شمل المعارضة السورية وتنقيتها من الشوائب السياسية والاختلافات الفكرية، وجعلها الممثل الوطني الوحيد لسوريا. ومؤتمر طهران الذي انعقد تحت شعار «لا للعنف نعم للديمقراطية» وليوم واحد جاء رداً على ما جاءت به قرارات وتوصيات مؤتمر الدوحة ومن أجل إنقاذ ما يمكن إنقاذه من النظام السوري كونه الحليف العربي الوحيد المتبقي لإيران في المنطقة، علماً أنه لم يتم دعوة أي شخص أو منظمة أو دولة حضرت إلى مؤتمر الدوحة، أي أن هذا المؤتمر لم تحضره أصدقاء سوريا، وذلك للتباين الواضح في المواقف بين إيران وهذا التكتل الداعم للشعب السوري.
ومن المضحك في الأمر أن مؤتمر طهران قد أعلن رفضه لأي تدخل خارجي في سوريا لحل الأزمة السورية، ولكن.. ألم يعتبر مؤتمر إيران عن سوريا في طهران تدخلاً أجنبياً في الشؤون السورية؟ ألا يعني التنديد بمؤتمر الدوحة العربي تدخلاً سافراً في الشؤون السورية والعربية؟ ألا يعني قتال الحرس الثوري الإيراني وقوات من الأمن الإيراني بجانب القوات الأمنية السورية تدخلاً أجنبياً في الشأن السوري؟ وهل فعلاً أن السوريين المشاركين في مؤتمر طهران هم ممثلون عن الشعب السوري؟ أم أن لهم مصلحة في بقاء النظام السوري؟.
لم يأتِ مؤتمر الدوحة من فراغ، بل إنما جاء بعد أن رفضت سوريا كل الخيارات السورية والعربية والأممية لحل الأزمة السورية لإنهاء العنف وتحقيق الإصلاح السياسي، وجاء بعد أن تجاوز النظام السوري الحد في سفك دماء السوريين وتهديم المنازل والأبنية المدنية المختلفة، وجاء مؤتمر الدوحة من أجل سوريا وإنقاذ الشعب السوري، هذه المعارضة التي يُسميها التلفزيون الإيراني وقنواته الفضائية العربية بالقوى «المتمردة» والمناهضة للديمقراطية الفاسدة.
وعندما يقول وزير الخارجية الإيراني أن «خيار العنف لن يحل الأزمة في سوريا»؛ كلامه صحيح، لكنه يتناسى أن دولته مشاركة في هذا العنف عتاداً ورجالاً. ونتفق مع قوله أيضاً إن «الحوار الوطني السوري هو الطريق الوحيد للخروج من الأزمة السورية»، لكن هل وافق الرئيس السوري على مبادرات الحوار والحلول التي اقترحتها الأقطار العربية والخليجية وهيئة الأمم المتحدة؟ وأن تأكيد الوزير على «حق الشعب السوري أن يتمتع بحرية الإعلام وحرية الأحزاب وانتخابات رئاسية نزيهة»؛ هذا التأكيد أولاً لا يقبله الرئيس السوري لكونه يَحكم سوريا تحت راية «الحزب القائد» الذي يرفض مشاركة أحد في السلطة، وهو ذات الحزب الذي كان يَحكم العراق قبل الاحتلال وحاربته الدولة الإيرانية واحتلته؛ وثانياً كان على السيد الوزير أن يطبق هذا التأكيد في إيران قبل تصديره إلى الخارج.
إن مستقبل سوريا في يد شعبها، ومرهون بقواه الوطنية والقومية وباتحادها سياسياً وعسكرياً، وهو الطريق الذي سيثمر لمصلحة سوريا وشعبها ولمستقبلها، والشعب السوري اليوم يدفع ثمن العلاقة بين النظامين السوري والإيراني، وبهذه العلاقة أصبحت إيران اليوم جزءًا من الأزمة السورية، وأن أية حلول تقترحها إيران أو تدعمها عبارة عن مسامير لتثبيت النظام السوري لوقت أطول، وإبعاد الأنظار عن الأحداث الدامية التي تقع على الأرض السورية يومياً.
مؤتمر الدوحة جاء لوقف نزيف الدم السوري وإنقاذ الشعب السوري وسوريا من الدمار. وإذا كانت إيران تتهم بدعم الولايات المتحدة الأمريكية لمؤتمر الدوحة فإيران حليف استراتيجي للولايات المتحدة الأمريكية في العراق وأفغانستان!! إيران تحاول جاهدة لمنع اتساع الصراع في سوريا لكونه يهدد أمنها ويقف ضد أطماعها في المنطقة العربية، وتدرك جيداً بأن غياب حليفها النظام الأسدي سيعمل على تغيير المعادلة السياسية ويقلب موازين القوى لصالح المنطقة العربية، وهي تسعى جاهدة من خلال هذا المؤتمر وبدعمها السياسي والعسكري والأمني اللامحدود من أجل إنقاذ النظام السوري لمنع حدوث هذا التغيير الجيوسياسي.
{{ article.visit_count }}
ومن المضحك في الأمر أن مؤتمر طهران قد أعلن رفضه لأي تدخل خارجي في سوريا لحل الأزمة السورية، ولكن.. ألم يعتبر مؤتمر إيران عن سوريا في طهران تدخلاً أجنبياً في الشؤون السورية؟ ألا يعني التنديد بمؤتمر الدوحة العربي تدخلاً سافراً في الشؤون السورية والعربية؟ ألا يعني قتال الحرس الثوري الإيراني وقوات من الأمن الإيراني بجانب القوات الأمنية السورية تدخلاً أجنبياً في الشأن السوري؟ وهل فعلاً أن السوريين المشاركين في مؤتمر طهران هم ممثلون عن الشعب السوري؟ أم أن لهم مصلحة في بقاء النظام السوري؟.
لم يأتِ مؤتمر الدوحة من فراغ، بل إنما جاء بعد أن رفضت سوريا كل الخيارات السورية والعربية والأممية لحل الأزمة السورية لإنهاء العنف وتحقيق الإصلاح السياسي، وجاء بعد أن تجاوز النظام السوري الحد في سفك دماء السوريين وتهديم المنازل والأبنية المدنية المختلفة، وجاء مؤتمر الدوحة من أجل سوريا وإنقاذ الشعب السوري، هذه المعارضة التي يُسميها التلفزيون الإيراني وقنواته الفضائية العربية بالقوى «المتمردة» والمناهضة للديمقراطية الفاسدة.
وعندما يقول وزير الخارجية الإيراني أن «خيار العنف لن يحل الأزمة في سوريا»؛ كلامه صحيح، لكنه يتناسى أن دولته مشاركة في هذا العنف عتاداً ورجالاً. ونتفق مع قوله أيضاً إن «الحوار الوطني السوري هو الطريق الوحيد للخروج من الأزمة السورية»، لكن هل وافق الرئيس السوري على مبادرات الحوار والحلول التي اقترحتها الأقطار العربية والخليجية وهيئة الأمم المتحدة؟ وأن تأكيد الوزير على «حق الشعب السوري أن يتمتع بحرية الإعلام وحرية الأحزاب وانتخابات رئاسية نزيهة»؛ هذا التأكيد أولاً لا يقبله الرئيس السوري لكونه يَحكم سوريا تحت راية «الحزب القائد» الذي يرفض مشاركة أحد في السلطة، وهو ذات الحزب الذي كان يَحكم العراق قبل الاحتلال وحاربته الدولة الإيرانية واحتلته؛ وثانياً كان على السيد الوزير أن يطبق هذا التأكيد في إيران قبل تصديره إلى الخارج.
إن مستقبل سوريا في يد شعبها، ومرهون بقواه الوطنية والقومية وباتحادها سياسياً وعسكرياً، وهو الطريق الذي سيثمر لمصلحة سوريا وشعبها ولمستقبلها، والشعب السوري اليوم يدفع ثمن العلاقة بين النظامين السوري والإيراني، وبهذه العلاقة أصبحت إيران اليوم جزءًا من الأزمة السورية، وأن أية حلول تقترحها إيران أو تدعمها عبارة عن مسامير لتثبيت النظام السوري لوقت أطول، وإبعاد الأنظار عن الأحداث الدامية التي تقع على الأرض السورية يومياً.
مؤتمر الدوحة جاء لوقف نزيف الدم السوري وإنقاذ الشعب السوري وسوريا من الدمار. وإذا كانت إيران تتهم بدعم الولايات المتحدة الأمريكية لمؤتمر الدوحة فإيران حليف استراتيجي للولايات المتحدة الأمريكية في العراق وأفغانستان!! إيران تحاول جاهدة لمنع اتساع الصراع في سوريا لكونه يهدد أمنها ويقف ضد أطماعها في المنطقة العربية، وتدرك جيداً بأن غياب حليفها النظام الأسدي سيعمل على تغيير المعادلة السياسية ويقلب موازين القوى لصالح المنطقة العربية، وهي تسعى جاهدة من خلال هذا المؤتمر وبدعمها السياسي والعسكري والأمني اللامحدود من أجل إنقاذ النظام السوري لمنع حدوث هذا التغيير الجيوسياسي.