بعد أسابيع من الآن تستضيف البحرين قمة دول مجلس التعاون، والتي تعتبر من أهم القمم، وستكون محط أنظار المراقبين، خصوصاً أنها تأتي بعد أحداث مؤسفة شهدتها بلادنا قبل عامين تقريباً، كما إن هذه القمة حساسة لأنها ستناقش الاتحاد الخليجي الذي دعا إليه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود ولاقى استحساناً من الدول الأعضاء؛ إلا أن انتظاره قد طال، خصوصاً علينا كبحرينيين نتوق إلى سماع نبأ الإعلان الرسمي لهذا الاتحاد ليكون بمثابة الرسالة السياسية لإيران وغيرها من عدم محاولة التدخل في الشؤون الداخلية لبلادنا الخليجية.
من هنا فإن الآمال معقودة على قمة المنامة لتكون فاتحة خير لولادة اتحادنا الخليجي والانتقال من مرحلة التعاون إلى الاتحاد والاندماج في مختلف المجالات؛ السياسية والدبلوماسية والاقتصادية والعسكرية، وتكون دول المجلس مؤثرة في القرارات العالمية، وما تجربة الاتحاد الأوروبي إلا خير دليل على أهمية الاتجاه إلى الصيغة الاتحادية بدلاً من التعاون والتنسيق، وهذا لن يتأتى إلا من خلال عزيمة قادة دول المجلس في التوافق واتحاد الرأي على كلمة سواء في الاتحاد وإزالة أية معوقات قد تقـف أمـام العملاق الخليجـي الذي بإذن الله ســيرى النـور في قمـة المنامـة.
حقيقة تحقق الاتحاد الخليجي بين دول مجلس التعاون سيكون بلا شك الفضل لله سبحانه وتعالى وثم لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، شافاه الله، الذي دعا إلى هذا الاتحاد بعد أن استشعر ضرورته في هذا الوقت دون سواه بعد أن تكالب الأعداء على خليجنا وتكشفت النوايا والأطماع الاستعمارية والتوسعية والتهديدات التي نراها تزداد يوماً بعد يوم، وهو ما جعل خادم الحرمين حفظه الله يطالب في الإسراع في اتحاد يضم دول الخليج لتكون عصية على من يريد بها شراً.
وبما أن قمة الخليج قريبة؛ فإن شعب البحرين يتمنى ويتوق لأن يرى عاهل المملكة العربية السعودية الشقيقة الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود على رأس وفد المملكة في القمة لما لهذا الرجل من مكانة في قلوبنا كبحرينيين، بسبب مواقفه تجاه العالم الإسلامي والعربي والبحرين خصوصاً، حين قال «البحرين بنتي الصغرى، ولا يكمن أفرط فيها»، نتمنى من الله القدير أن يمن بالشفاء على «بومتعب» وأن يلبسه ثوب العافية وأن نشاهده في قمة المنامة، ومن هنا أقترح أن يتم تسمية قمة الخليج بقمة «عبدالله بن عبدالعزيز»، من باب التكريم والعرفان لدوره الكبير في لم الشمل بين دول المجلس.
إن ما يجمع بين البحرين والسعودية من علاقات تاريخية لا يمكن أن نوصفها في مقال عابر، فهذه العلاقة ضاربة في عمق التاريخ وما يربط الشعبين الشقيقين هي روابط الدم والنسب والأسرة الواحدة، وهنا أستذكر ما قاله خادم الحرمين الشريفين في كلمته عند زيارته الرسمية للبحرين وهي الأولى منذ توليه الحكم، والتي أهدى خلالها جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة للعاهل السعودي «السيف الأجرب»، وهو سيف مؤسس الدولة السعودية الثانية، قال «نقول للآخرين.. إننا وطن وشعب واحد في السراء والضراء»، وهذا فعلاً ما كان حين مرت بلادنا بأحداث وتدخلات مباشرة من إيران، وتحركت قوات درع الجزيرة إلى البحرين لتأمينها من أي عدوان خارجي.
في الواقع إن الحديث عن شخصية خادم الحرمين الشريفين كثير ولا يمكن سرده في سطور، وإذا ما تناولنا عهده الإصلاحي الزاهر فنجد أن الملك عبدالله بن عبدالعزيز استطاع أن يدفع بوتيرة التنمية في المملكة العربية السعودية ويسرع بها، وتوالت الإنجازات تلو الإنجازات على كافة الصعد، فضلاً عن دوره الذي يدعو للفخر والاعتزاز تجاه القضايا العربية والإسلامية، فخير المملكة وصل إلى أصقاع العالم الإسلامي، وكان مناصراً ومدافعاً عن شعوب الأمة ورفع راية الإسلام عالية خفاقة شاء من شاء وأبى من أبى.
^ همسة..
نتمنى أن تحمل قمة الخليج اسم «عبدالله بن عبدالعزيز» وتكون فاتحة خير لإعلان الاتحاد الخليجي الذي سيقف بإذن الله في وجه من تسول له نفسه التدخل في شؤون بلادنا الداخلية!