انتهى عام 2012 وأصبح ماضياً بكل ما كان يحمله من أحداث على كافة المستويات والصعد، كنا نتطلع كبحرينيين أن نطوي ذلك العام الذي فارقنا منذ أيام بانتهاء الأزمة التي مازلنا نعيش إرهاصاتها وما خلفته من شرخ في نسيجنا الاجتماعي وتصدع في العلاقة بين أبناء الوطن الواحد كانت المعارضة سبباً رئيساً في كل ذلك بعدما حاولت أن تركب موجة ما يسمى بـ «الربيع العربي» التي اجتاحت عالمنا العربي والذي نرى تبعاته على الدول التي حدثت فيها تلك الثورات حتى اليوم، نعم وبصريح العبارة جمعية الوفاق ومن يتبعها من الجمعيات الأخرى كانوا هم من أدخلوا الوطن في دوامة نتمنى أن نخرج منها بأسرع وقت ممكن ولن يكون ذلك إلا من خلال حوار وطني يشمل الجميع دون استثناء وأن يضعوا مصلحة الوطن فوق كل اعتبار بعيداً عن تحقيق أية مصالح فئوية أو طائفية أو حتى شخصية.
في حقيقة الأمر أن الوفاق وعلى رغم تعنتها منذ ما يقارب العامين بعد أحداث فبراير 2011 في الاعتراف والاعتذار عما سببته بسبب طائفيتها في ما كانت تسميه «ثورة» نراها اليوم قد بدأت ترضخ هي وباقي الجمعيات إلى أنه لا مناص بأن الحوار هو السبيل الوحيد لانفراج الأزمة لأنها تدرك تماماً أنها قد خسرت وهي مفلسة في دعواتها التي انطلقت فيها من منطلق طائفي بحت وحتى أن دول العالم بما فيها الولايات المتحدة الأمريكية والدول الغربية قد تخلت عن المعارضة التي لم يتبقَ لها الآن سوى إيران لأنها هي من كانت ومازالت تغذي العنف والتخريب في البحرين وهي الدولة الوحيدة التي لها أجندة ومصلحة في إثارة القلاقل في بلادنا ولكن محاولات باءت بالفشل بفضل من الله تعالى وبفضل حكمة وقيادتنا السياسية وشعب البحرين الوفي المخلص.
ما نرجوه خلال هذا العام أن يلتئم الشمل بين شتى فئات الوطن وحل الملفات العالقة والوصول إلى نقاط توافقية مشتركة ولن يكون ذلك إلا من خلال نبذ العنف والتخريب من المعارضة قبل كل شيء بل ويجب أن يتوقف حتى يتم تهيئة الأجواء لحوار وطني يتم فيه طرح كل المواضيع حتى نصل إلى غد مشرق لأجيال هذا الوطن من خلال صفاء القلوب والبعد عن الحقد الذي لن نجني منه سوى الكراهية الطائفية والتي يتم زرعها في الناشئة منذ الصغر وتتبلور لديه حتى يكبر وبالتالي يصبح العنف متجذراً لديه ويصل إلى الإرهاب والإضرار بالمجتمع وهو ما نراه اليوم لدى بعض هؤلاء الذين تم شحنهم منذ أن كانوا أطفالاً إبان أحداث التسعينات ونرى خطرهم قد ظهر في هذه الأيام وهم من يقومون بأعمال الحرق والتخريب.
إذا كانت كما يقولون إن مطالبهم معيشية وإنها مشروعة وغيرها فقد قطع رئيس الوزراء الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة ذلك حين أكد بأن البرلمان الذي يمثل الشعب بمختلف أطيافه هو المكان الصحيح لتلك المطالب وليس الشوارع وتعطيل مصالح الناس من خلال التخريب والإضرار بالوطن وبما تحقق من منجزات، إذا كانوا يدعون الديمقراطية وينشدونها كان حرياً بالوفاق أن لا ينسحبوا من بيت الشعب الذي طالما كانوا ينادون به عبر سنوات وبعد أن عادت الحياة البرلمانية نراهم هم من يريدون تعطيلها من جديد لأنهم يتبعون أجندات وأوامر من الخارج من إيران وغيرها، فهم لا يريدون أية إصلاحات أو ديمقراطية بل يريدون أن تكون البحرين إحدى محافظات إيران ولكن ذلك بعيد المنال عليهم لأن شعب البحرين المخلص لا يريد غير حكم أسرة آل خليفة الكرام ويريدون أن تظل البحرين عربية إسلامية.
همسة:
كان آخر عام 2012 حزيناً بالنسبة لي على المستوى الشخصي حين فقدت عزيزاً كان بمثابة الأخ أنه الصديق والزميل الشاب الشيخ عبدالله بن نزار آل خليفة وتبعه وفاة والده حزناً عليه، نسأل الله لهما المغفرة والرحمة وأن يجمعنا معهما في جنان الخلد إنه سميع مجيب الدعوات!