نسب لأمين عام جمعية «الوفاق» الوطني الإسلامية الشيخ علي سلمان أنه قال في خطبة الجمعة قبل الماضية: «مسؤولون إعلاميون مهرجون يختصرون علينا الطريق لإقناع العالم بقضيتنا»، وأضاف «دائماً ما أحمد الله على المستوى الذي يبرزون فيه». لو قال هذه الجملة شخص آخر لما كلفت نفسي التعليق عليها ولربما تقبلتها لكن أن تصدر عن سلمان فهذا يقرأ بشكل ليس في صالحه أبداً، ولعل البعض يقرر استناداً إلى هذا القول أن الأمور بدأت تفلت من يده، فالسياسي المحنك لا يعطي الفرصة لأعصابه لتتحكم فيه وهو إن فعل فإنه يعتبر مؤشراً على أن ضعفاً قد اعتراه وأنه يفقد توازنه.
لا أعرف تحديداً من كان يعني بعبارة «مسؤولون إعلاميون»، ولكنه كان يمكن أن يكتفي بها ولا يتبعها بكلمة «مهرجون» لأنه يكون بذلك قد خرج من مساحة النقد، ودخل في مساحة السب والشتيمة التي لا يجوز أن يدخلها هو تحديداً، باعتباره رجل دين قبل أن يكون رجل سياسة، فوضع رجال الدين يختلف عن وضع الآخرين، والنظرة إليهم تختلف عن الناس العاديين، ولو أن اللجوء إلى أسلوب السب والشتم والتقليل من شأن الآخرين غير مقبول من الجميع كونه يخالف الدين وأعراف المجتمع وهو ليس من «السنع» .
ما كان يجب أن يلجأ الشيخ علي سلمان إلى استخدام هذا الوصف، لأنه ببساطة يسيء إليه هو، قبل أن يسيء إلى المسؤولين الإعلاميين الذين كان يقصدهم، عدا أنه هو نفسه لا يتقبل أن يصف الآخرون أحداً من العاملين معه بهذا الوصف خاصة أنه جاء في سياق المراد منه إهانة الموصوف والتقليل من شأنه.
لكن إذا كانت هذه من المرات النادرة التي يستخدم فيها سلمان مثل هذه الكلمة – والتي أرجو أن تكون زلة لسان ليس القصد منها الإهانة أو التقليل من شأن المسؤولين الإعلاميين والعاملين في الإعلام والصحافة – فإن آخرين من المحسوبين على السياسيين صاروا يستخدمون الكثير من الكلمات التي لا ينبغي أن يستخدموها، فلا يجوز مثلاً أن يقول أحدهم للذين يريد أن ينتقدهم «أنتم عار على الأمة» لأن هذا القول يتجاوز النقد إلى السب والشتم ويعاقب عليه القانون. كما صاروا يستخدمون كلمات تعتبر اليوم نابية لأن القصد من استخدامها بات مختلفاً مثل «الساقط، قطيع، عصابات، المرتزقة» وغيرها من كلمات اعتبروها عادية بسبب تكرار استخدامها لكنها ليست كذلك، فالسب سب وإن جاء في غلاف أنيق.
ليست المرة الأولى التي أدعو فيها إلى التوقف عن ممارسة السب والشتم، ولكني أرجو أن تكون الأخيرة، وهذه الدعوة موجهة إلى كل من يلجأ إلى هذا الأسلوب الذي أراه معبراً عن الضعف، فالضعيف هو من يلجأ إلى سب الآخرين وتوجيه الشتائم إليهم، وليس من يمتلك الحجة والرأي السديد.
ليس من أخلاق أهل البحرين السب والشتم، وليس من أخلاقهم الحط من قدر الآخرين، مهما اختلفوا معهم. شخصياً لا أقبل سب قادة المملكة، ولا أقبل سب علماء الدين أو السياسيين، ولا أقبل سب أي إنسان مهما كان صغيراً، وأدعو باستمرار إلى الاستفادة من حق النقد الذي هو لا يعني أبداً السب الذي هو نقيصة وتطاول على الآخرين، بل إن النقد مطلوب خصوصاً في هذه المرحلة لأن الهدف منه التقويم وإصلاح الخلل إن وجد.
في هذا الخصوص – وهذا الكلام للسياسيين تحديداً – لنا مثال في رئيس الوزراء الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة الذي رغم كل ما جرى ورغم استهداف شخصه فإنه لم تسجل عليه كلمة واحدة مخالفة للدين وللأعراف وظل كما هو دائماً مثالاً للسياسي المحنك.
{{ article.visit_count }}
لا أعرف تحديداً من كان يعني بعبارة «مسؤولون إعلاميون»، ولكنه كان يمكن أن يكتفي بها ولا يتبعها بكلمة «مهرجون» لأنه يكون بذلك قد خرج من مساحة النقد، ودخل في مساحة السب والشتيمة التي لا يجوز أن يدخلها هو تحديداً، باعتباره رجل دين قبل أن يكون رجل سياسة، فوضع رجال الدين يختلف عن وضع الآخرين، والنظرة إليهم تختلف عن الناس العاديين، ولو أن اللجوء إلى أسلوب السب والشتم والتقليل من شأن الآخرين غير مقبول من الجميع كونه يخالف الدين وأعراف المجتمع وهو ليس من «السنع» .
ما كان يجب أن يلجأ الشيخ علي سلمان إلى استخدام هذا الوصف، لأنه ببساطة يسيء إليه هو، قبل أن يسيء إلى المسؤولين الإعلاميين الذين كان يقصدهم، عدا أنه هو نفسه لا يتقبل أن يصف الآخرون أحداً من العاملين معه بهذا الوصف خاصة أنه جاء في سياق المراد منه إهانة الموصوف والتقليل من شأنه.
لكن إذا كانت هذه من المرات النادرة التي يستخدم فيها سلمان مثل هذه الكلمة – والتي أرجو أن تكون زلة لسان ليس القصد منها الإهانة أو التقليل من شأن المسؤولين الإعلاميين والعاملين في الإعلام والصحافة – فإن آخرين من المحسوبين على السياسيين صاروا يستخدمون الكثير من الكلمات التي لا ينبغي أن يستخدموها، فلا يجوز مثلاً أن يقول أحدهم للذين يريد أن ينتقدهم «أنتم عار على الأمة» لأن هذا القول يتجاوز النقد إلى السب والشتم ويعاقب عليه القانون. كما صاروا يستخدمون كلمات تعتبر اليوم نابية لأن القصد من استخدامها بات مختلفاً مثل «الساقط، قطيع، عصابات، المرتزقة» وغيرها من كلمات اعتبروها عادية بسبب تكرار استخدامها لكنها ليست كذلك، فالسب سب وإن جاء في غلاف أنيق.
ليست المرة الأولى التي أدعو فيها إلى التوقف عن ممارسة السب والشتم، ولكني أرجو أن تكون الأخيرة، وهذه الدعوة موجهة إلى كل من يلجأ إلى هذا الأسلوب الذي أراه معبراً عن الضعف، فالضعيف هو من يلجأ إلى سب الآخرين وتوجيه الشتائم إليهم، وليس من يمتلك الحجة والرأي السديد.
ليس من أخلاق أهل البحرين السب والشتم، وليس من أخلاقهم الحط من قدر الآخرين، مهما اختلفوا معهم. شخصياً لا أقبل سب قادة المملكة، ولا أقبل سب علماء الدين أو السياسيين، ولا أقبل سب أي إنسان مهما كان صغيراً، وأدعو باستمرار إلى الاستفادة من حق النقد الذي هو لا يعني أبداً السب الذي هو نقيصة وتطاول على الآخرين، بل إن النقد مطلوب خصوصاً في هذه المرحلة لأن الهدف منه التقويم وإصلاح الخلل إن وجد.
في هذا الخصوص – وهذا الكلام للسياسيين تحديداً – لنا مثال في رئيس الوزراء الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة الذي رغم كل ما جرى ورغم استهداف شخصه فإنه لم تسجل عليه كلمة واحدة مخالفة للدين وللأعراف وظل كما هو دائماً مثالاً للسياسي المحنك.