بعد ساعات قلائل ستُجرى قرعة النسخة الـ21 من بطولة كأس الخليج لكرة القدم وبمجرد الانتهاء من مراسم القرعة سيبدأ العد التنازلي لانطلاق البطولة المقر لها مطلع شهر يناير القادم. هذه البطولة لها من الخصوصيات ما يجعلنا نتوقف عندها ونتأمل في تاريخها وانعكاساتها على ما نحن عليه اليوم من وضع رياضي في منطقة الخليج العربي. هذه البطولة -كما سبق لنا أن أشرنا مراراً وتكراراً- لها الفضل بعد الله سبحانه وتعالى على ما وصلت إليه الرياضة الخليجية عامة وكرة القدم الخليجية خاصة من تطور مرموق على الصعيدين الإداري والفني بل وحتى التنظيمي والإعلامي، ويكفي أن ملاعب كرة القدم الخليجية التي كانت بعيدة عن الأضواء في مطلع السبعينيات أصبحت اليوم تتلألأ حتى في الإعلام الرياضي العالمي بعد نجاح دولة قطر الشقيقة في استضافة مونديال 2022 وبروز شخصيات رياضية خليجية على الساحة الأوروبية من خلال استثماراتها في عدد من الأندية الكروية المشهورة. من هذا المنطلق يستوجب علينا أن نفي هذه البطولة حقها، والأهم من ذلك أن نفي أولئك الرواد الذين أخذوا على عاتقهم حمل لواء تنظيم ورعاية هذه البطولة منذ ولادتها على أرض البحرين الغالية في عام 1970. ولعل استضافة مملكة البحرين لهذا الحدث الخليجي الكبير للمرة الرابعة بعد النسخ الأولى والثامنة والـ14 لهو فرصة جيدة لتقدير أولئك الرواد الأحياء ممن عملوا في تنظيم وتغطية فعاليات النسخ الثلاث الماضية والتي أقيمت بين أعوام 1970 و 1998 سواء من الإداريين أو المدربين أو اللاعبين أو الإعلاميين. أما نوعية هذا التقدير فنتركها للجنة المنظمة العليا لخليجي 21 وإن كنا نرى أنه حتى مجرد إصدار بطاقات خاصة لحضور جميع المباريات يعد نوعاً من التقدير المقبول. المهم في الأمر أن يشعر أولئك النفر أنهم كانوا في يوم من الأيام عنصراً فاعلاً في نجاح هذه البطولة وأن بلدهم لم يتنكر لهم ولم ينسَ عطاءهم وإن كان البعض منهم لايزال يعمل في مجال اللعبة أو المجال الرياضي عامة، سواء كان مدرباً أو إدارياً أو إعلامياً . حتى وسائل الإعلام المختلفة التي ستتواجد في موقع الحدث ستستفيد من تواجد هؤلاء الرواد في الملاعب لإجراء لقاءات توثيقية تثرى البرامج العديدة التي سيتم بثها أو نشرها خلال أيام البطولة. لا نريد أن يشعر أحد بالتهميش أو النسيان لمجرد أنه من جيل سابق غير الجيل الحالي الذي يدير شؤون البطولة بل نريد أن نجعل من هذه المناسبة فرصة للم الشمل واستذكار الماضي عملاً بالمثل الشعبي القائل: “اللي ما له أول ما له تالي”. [email protected]