منذ أيام نشرت الصحف خبر شاب سافر عن بلده وترك وطنه إلى بلد آخر لتحصيل متاع دنيوي زائل وامرأة يجاريها بالحرام، سافر لعشيقته التي هي أيضاً من بلد آخر والتقى معها في أحد الفنادق وحجز لها غرفة مجاورة من غرفته، يخرج ويدخل معها دون ضابط يحكمه من دين أو عرف أو قِيَم، هذه العلاقة التي لم تبن على أساس ولا رابطة يرتضيها الله ولا بد أن تنتهي بنهاية مريعة، فماذا كان؟! ففي حال غليان الشهوة وتغطية العقل بالسكر طرق بابها فلم ترد، ففكر فيما لا يفكر به عاقل، أراد أن يدخل عليها عبر النافذة وهو في هذه الحالة من عدم التوازن فسقط من أدوار شاهقة فمات وهو على هذه الحالة المزرية، سكر وعشق بالحرام. إن حسن الخاتمة من أهم ما يقصد إليه الإنسان لأنه به يلقى الله، لذا يخاف أهل الإيمان من الصالحين من سوء الخاتمة، وحتى يدرك الإنسان هذه المنزلة ويحسن ختامه فإنه مأمور على المداومة على الأعمال الصالحات حتى يموت عليها، لأنه لا يعلم متى أجله فالموت ليس له سن معين ولا زمان معين ولا يكون لمرض معين وإنما يأتي بغتة، {يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون} [آل عمران:102]، وقد قال صلى الله عليه وسلم: ((وإن الرجل ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب، فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها}. وهناك علامات لحسن الخاتمة، ومنها النطق بالشهادة، عن معاذ بن جبل قال: قال رسول الله: ((من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة))، فهذه الكلمة الطيبة تدل على جذور راسخة في قلب قائلها، ولهذا أمر النبي صلى الله عليه وسلم تلقين المحتضر بها، ومن علامات حسن الخاتمة الموت على طاعة فعن جابر بن عبدالله قال صلى الله عليه وسلم: “يبعث كل عبد على ما مات عليه” هذا في العموم ومن الأحاديث الخاصة أن المحرم يبعثه الله يوم القيامة ملبياً في هول الموقف وشدته إلا أنه في طمأنينة وذكر لله، وكذلك الموت شهيداً وهو يدافع عن دينه أو ماله أو نفسه. أما الصور المشرقة فقد ذكر الشيخ يحيى بن عبدالعزيز اليحيى في الأسبوع الماضي أنه توفي رجل بجانبه وهو ساجد في الحرم المكي، فهذه نهاية سعيدة وخاتمة مباركة، وفي قصة أخرى تابعناها عبر المقاطع القصيرة في الإنترنت انتقل مسافر من بلدة إلى مكة المكرمة عبر جدة، فحدث عطل في الطائرة فذكّر من فيها -وهم محرمون- ربهم بالتهليل والتكبير، فسلمهم الله، نسأل الله أن يحسن ختامنا.