تتوالى البيانات والتقارير والمقابلات على ما جاء في التقرير السياسي السنوي لجمعية الوحدة الوطنية، حتى وصل الأمر أن شبه البعض هذا التقرير بالوثيقة الإيرانية التي أُطلق عليها اسم “وثيقة المنامة”، ولم يتوقف المديح على ما جاء في هذا التقرير من قبل الإعلام الوفاقي؛ بل صار يخاطب أعضاء هذه الجمعية بـ “الأخوة”، بعد أن كانت تسميهم الوفاق بعد تجمع الفاتح بـ “بلطجية النظام” و«المرتزقة” و«المجنسين”. اليوم وجدت الوفاق لها مداخل ومنافذ؛ فمن تقرير لجنة تقصي الحقائق، الذي على حد زعم الوفاق، أنه حمّل السلطة مسؤولية كل الانتهاكات التي حصلت، إلى أن يستشهد اليوم بتقرير جمعية تجمع الوحدة الوطنية على لسان عبدالجليل خليل الذي قال: “.. هو تقدم وقراءة جريئة تلتقي في جميع مطالبها الرئيسة مع وثيقة المنامة -ونحن نرحب برؤية التجمع الوطني الجديدة ومستعدون للجلوس مع الأخوة في تجمع الوحدة- وتصبح وثيقة المنامة مثالاً على التوافق بين قوى المعارضة”. إن خطورة الاستشهاد بالتقرير السياسي لجمعية تجمع الوحدة الوطنية يتعدى الإعلام المحلي، حين يكون بمثابة دليل استخدمته وترجمته وفندته وقدمته إلى المنظمات الأجنبية والوكالات الإخبارية العالمية والأمم المتحدة، وذلك لإكساب المؤامرة الانقلابية ثوب الثورة الوطنية يشترك فيها سنة وشيعة، وهي أمنية صعبة المنال بالنسبة للوفاق، وأصبحت اليوم تقريراً مكتوباً بيد التجمع الذي وقف مؤيداً للنظام. إن تقرير جمعية تجمع الوحدة الوطنية ليس له أي صلة بالوثيقة الإيرانية، حيث يحاول العضو الوفاقي عبدالجليل خليل أن يشبهها به، وذلك حين نقارن مع ما نشر بتاريخ 27 مايو 2012 على موقع “صوت المنامة التجريبي” بأن الشيخ عبداللطيف المحمود، وهو رئيس هذه الجمعية، يقول (الآن انتهت الثقة بين الطائفتين، محملاً جمعية الوفاق مسؤولية ذلك، وإن الوفاق تعمل لمصلحة الطائفة لا لمصلحة الوطن، وأنه لا مجال للحوار بين التجمع والوفاق)، وهو ما يؤكد ثبات موقفه تجاه الوفاق وبرنامجها الانقلابي، كما أكد موقفه بالنسبة ما يسمى بوثيقة المنامة ورفضه القاطع لها، وقال إن محاولة طرح الوثيقة مرة أخرى يهدف إلى إضفاء الصبغة الوطنية على “الوثيقة”، وهي المرفوضة من معظم مكونات المجتمع البحريني، وأكد الشيخ المحمود أن التجمع لن يبدي أية ملاحظات على “وثيقة” يرفضها، لأنهم يريدون استغلال الملاحظات التي تردهم على الوثيقة دون وضع حلول حقيقية لتحقيق مكاسب سياسية، وإن إعادة طرح الوثيقة بهذه الصورة يهدف لزيادة عدد الجمعيات ومؤسسات المجتمع المدني السياسية وغير السياسية لتضخيم أثر الوثيقة وزيادة الأسماء المطلعة عليها في محاولة لتغطية الرفض الوطني للوثيقة ومبادئها. إن جمعية تجمع الوحدة الوطنية حملت أمانة أمة، ومن أجل مصلحة الأمة وصيانة للعهد والميثاق الذي قطعته مع جماهير الفاتح، أن تسحب هذا التقرير التي لم تحكم صياغته ولم تدرس عباراته، وذلك حين تتناقض تصريحات الشيخ عبداللطيف المحمود وما ذكر في هذا التقرير، فإما أن يكون هذا التقرير كتب من قبل أشخاص لهم رؤية تخفي وراءها مقاصد ومكاسب، أو أنه رغبة لأشخاص في الجمعية نفسها أن يلعبوا على الحبلين، وقد يكونون شبه معروفين وغير مرغوب بهم في هذه الجمعية من جماهير الفاتح لمواقفهم السياسية المتذبذبة، والتي تكون دائماً مع من غلب، أو أشخاصاً معروفين ببحثهم عن المصالح الشخصية. لأجل أمة الفاتح نطالب الشيخ عبداللطيف المحمود بموقفه تجاه ما جاء على لسان عبدالجليل خليل وتشبيهه تقرير جمعيته بوثيقته الإيرانية، وكذلك سحب هذا التقرير الذي يحتاج إلى مراجعة، فالتقرير ليس قرآناً منزلاً ولا حديثاً شريفاً. للدولة.. نرجو من الدولة ألا تسمح باستخدام اسم العاصمة للوثائق والمواقع التي تتخذ “المنامة” كعناوين سياسية تستخدمها لخداع وتمويه المجتمع الدولي عندما تكون هذه الوثائق والمواقع باسم عاصمة مملكة البحرين، في الوقت الذي تحمل البرامج السياسية والإعلامية لإصحاب المؤامرة الانقلابية.