لا يمكن لأحد استباق أي أمر، خصوصاً أن التحقيقات مازالت مستمرة، وأن أي شيء رسمي لم يخرج عن أسباب الحريق. غير أن في ذات الوقت لا يمكن تجاهل تطورات الأحداث في السوق الشعبي، أو سوق “المقاصيص”، بعد أن فجر تلفزيون البحرين قضية التلاعبات والفساد الإداري والمالي في السوق، حتى إن وزير البلديات “كما يقال” طلب من جهات بعينها ألا يبث التلفزيون أي شيء عن السوق الشعبي وأنه سوف يعالج الأمر، إلى أنْ زار الوزير السوق وحدثت “الهوشة” أمامه، كل تلك الأمور هي معطيات وأحداث لا يمكن تجاهلها أبداً. ليس بعيداً عن الأحداث التي ذكرناها، فما جاء في تغطية “صحيفتنا الوطن” الميدانية أمس عن الحريق جاء على لسان شهود عيان أن الحريق تم بفعل فاعل، وأن المتورطين ربما أرادوا إخفاء وثائق أو تجاوزات على الأرض موجودة قبل الحريق، وهذا الكلام بحسب ملاك بعض المحلات في السوق. كما قال أصحاب المحلات إن أحد المسؤولين عن السوق وجه تهديدات بإلحاق الضرر بهم حال إزاحته من منصبه. نذهب إلى شهود آسيويين آخرين تحدثوا لـ«الوطن” أمس من موقع الحادث أن هناك أشخاصاً افتعلوا الحريق في أحد المحلات، ففي حين ذهاب الآسيويين إلى الحمامات لجلب المياه، وجدوا أشخاصاً رفضوا المساعدة، وقالوا للآسيويين إن الأمور على ما يرام ولا يوجد داعٍ لذلك..!! كل ذلك يُظهر أن اختيار توقيت الحرق قبل شهر رمضان المبارك أيضاً يضع علامات استفهام. بعيداً عن واقعة الحريق، فإن على الدولة ووزير البلديات أن يصححوا أوضاع الفساد المستشري في “البلديات”، والأوضاع الطائفية التي تنضح بها “البلديات”، هذا الفساد ربما كان منتشراً في الوزارة وكانت تعاني منه منذ سنوات وقبل مجيء الوزير، إلا أن أحداً لم يحرّك ساكناً، وزارة البلديات يبدو أنها مرتع للفساد الإداري والمالي، وإذا أردت الحقيقة فإن كان صحيحاً أن الحريق مفتعل ومدبر من أشخاص بعينهم، فإن الفساد هو السبب، فمن يرفض أن تمس إمبراطورية الفساد في السوق الشعبي هو ربما من تحوم حوله الأسئلة..! السوق الشعبي لم يصمم بشكل حضاري متناسق ولم يحفظ للمنطقة شكلها، حتى اشتراطات السلامة غائبة، من مخارج للحوادث، وطفايات حريق، وطريقة حفظ المواد، فكل شيء مكدس على بعضه ومتلاصق، لذلك من الصعوبة أن يُسيطَر على الحريق. لستُ أزعم أني أملك معلومات؛ لكن هناك أنباء عن وجود مواد معينة تم وضعها من أجل سرعة انتشار الحريق، فهل هذا صحيح يا وزارة الداخلية؟ هل صحيح أن هناك أمراً ما كاد أن يحدث “بشكل مفتعل” بالقرب من مطار البحرين الدولي بالمحرق قبل فترة وربما كان عملاً إرهابياً؟ لستُ أُطلق أحكاماً، لكن معلومات متواضعة تصلنا، ولا نعرف حقيقتها لذلك نطرحها بصيغة السؤال على الجهات الرسمية. إن كان هناك من افتعل هذا الحريق فعلاً، فإن على النيابة والقضاء إنزال أقصى العقوبات عليه، وأن تُوضع قيمة المحلات التجارية في العقوبة، هذا فعل شنيع وبشع ونحمد الله أنه لطف ولم تحدث إصابات بشرّية أو قتلى. من ضمن الأسئلة التي نطرحها، لماذا تأخر إطفاء الحريق بينما لا يبعد مركز الإطفاء في مدينة عيسى عن موقع الحريق أكثر من 700 متر تقريباً؟ فهل هناك تأخير في التوجه إلى مكان الحريق، وهل صحيح أن السيارات وصلت لكن ليس بها ماء؟ كل ذلك يصبّ في عمق المشكلة، غير أن هناك أخطاءً تتحمّلها الدولة في السكوت لسنوات عن إزالة مثل هذه الأماكن من المنطقة، والتي تسبب ازدحامات للأهالي، كما إنها تفتقد لكل اشتراطات السلامة والأمن. دائماً نسكت عن هذه الأمور حتى يقع الفأس في الرأس، وها هو قد وقع، لكن اليوم نقول للدولة ابحثوا عن أماكن مشابهة لهذا السوق موجودة فعلاً، وقد تحدث بها كوارث بسبب تأخر أخذ القرار في علاجها، تحتاجون إلى دراسة شاملة لكل المواقع المشابهة حتى لا تقع كوارث قادمة. ^^ «الأشغال» تقيم أنفاقاً للمجاري..! خطوة جيدة جداً أن تقوم وزارة الأشغال بتطوير العمل في أنابيب المجاري كما في الدول المتقدمة، لكن أليس من الأفضل يا وزارة الأشغال أن نحل مشكلة الزحام في الشوارع ونقيم أنفاقاً للسيارات أولاً..!! جمعية سياسية توزّع أموالاً بالدولار..! ألم أقل لكم إن العمل مع جمعية رعاية الإرهاب أفضل، فقد قالت جمعية الأصالة أمس إن هناك جمعية سياسية توزّع أموالاً بالدولار..! الدولة توزّع معونة الغلاء على الجميع، والجمعية السياسية توزّع “بدل إرهاب” على الإرهابيين، البلد فيها “فلوس وايد”، وفيها “حرايج وايد”، لكن أجمل شيء هو أن الإرهاب يموّل “عيني عينك” تحت نظر الدولة والجميع ساكت..! من الممكن أن الجمعية السياسية وجدت صعوبة في تحويل العملة بعد فضيحة إدخال 11 مليوناً، فقامت بتوزيعها بـ«النيطان الخضر”.. هل عرفتم لماذا لا ينتهي الإرهاب..؟ العمل مع جمعية الإرهاب «أحلى وايد»..! العمل مع جمعية رعاية الإرهاب أحلى بكثير، إضافةً إلى ما ذكرناه من سفرات درجة أُولى، والأموال الخضراء، والأموال الكويتية والإيرانية الأمريكية والعراقية واللبنانية، إضافةً إلى ذلك، أنت تستمتع بالسفر مع المناضلات، مناضلة صحافية مزعومة، ومناضلة دكتورة، يسكنون معك في نفس الفندق، والغرفة بجانب الغرفة، ومن جاور السعيد يسعد..!! أو أنك تصبح محامياً وتستقبل زوجات المناضلين.. أليس هذا أفضل من وجع القلب..؟ أموال و«مزز” كله من أجل “القضية”، “أنا بعد أموت في القضية.. أحلى شي في الدنيا القضية”..!!