ما حدث في هذا الموسم لكيان المحرق، لم يكن مجرد فوز وتتويج، ولا حتى تراجيديا على طريقة هيتشكوك، بل قصة ملهمة تستحق الاستذكار والبحث فيها بالمواسم البعيدة القادمة. القصة تحكي عن فريق كرة سلة استطاع أن يقلب النتيجة على خصمه والذي كان متقدماً عليه بـ26 نقطة. التمست من هذا الحدث تراجيديا مبهرة متفردة لم تشهد مثلها الكرة البحرينية من قبل، فما حدث يثير انتباه كل متابع من الدول المجاورة، فكم امتلك المحرق من إرادة وعزيمة وشجاعة حتى استطاع أن يتفوق على ظلام الموقف الذي وقع فيه وكان كالفارس الشهم الذي نشاهده بأفلام سبيلبرغ، يقتبس من شخصيته لاحقاً ما سيفعله، هي تلك الشخصية التي فرضت نفسها بأنها الأقوى مع كل الاحترام والتقدير، ولكنها كاريزما صعبة الوجود في ظل وجود مؤسسة كالمحرق. فريق كرة السلة المحرقي وبشهادة الجميع كان الفريق الأكثر عملاً وكدحاً منذ بداية ثواني الموسم المنصرم، وحصد على إثر ذلك بطولتين في حدث تاريخي كبير للقلعة المحرقاوية، فالفريق قدم أفضل أداءاته بواسطة عناصره المذهلين بقيادة المخضرم مال الله وعبدالمجيد والرائع الدرازي والنجوم البقية، بقيادة مدرب محنك كباركر. وعلى زاوية أخرى، فما بدر من بعض التصرفات السيئة لجماهير الأهلي يستحق التحقيق فيه حتى لا يكرر تارة أخرى، والتي تطرقت بعض منها لأفعال ترمز لتوجه سياسي تتبعه تلك الفئة منهم، ولمن يريد أن يرى تلك الصورة فعليه بمراسلتي وسأفيده بها، فما يفعله النادي الأهلي «العريق» الآن أصبح مخجلاً، بدءاً التصرفات الغير لائقة لفئة من تلك الجماهير، ومؤخراً تصرف اللاعب سرحان تجاه الحكم. وما يدعو للضحك تصريح أحد الصحفيين المحليين على تويتر قبل يومين، بحيث نسب إنجاز المحرق للاعبين معينين، وقال لولاهم لما وصل المحرق لهذين الإنجازين وإن دل ذلك على كمية الكراهية المغلفة بالطائفية تجاه بقية اللاعبين والإداريين الذين يكدحون في سبيل رفع اسم المحرق فوق رغم حقد أولئك تجاه هذا الكيان، فالصورة التي ظهر بها محرق البحرين لم تكن دالة سوى على لحمة وطنية لا أجمل منها. لست محرقي العشق، ولكني بحريني الهوى، فما هو سوى فخر لأن تكون مواطناً وتكون شاهداً على صناعة تاريخ ستقوله لأجيال ستأتي مع مضي السنوات، وتفيدهم بالذكر، بأنك عاصرت إحدى أجمل فترات نادي المحرق. همسة .. إذا المحرق يوماً أراد الإنجاز ** فلا بد أن يستجيب القدر .. وعذراً يا أبا القاسم! [email protected]