يرى الكاتب وعالم النفس الروسي فاديم ليفن أن الرجال لا يعرفون أموراً كثيرةً تتعلّق بالنساء، رغم أنهم يتواجدون بجانبهن على الدوام، والعكس صحيح أيضاً. فإذا كانت لدى الرجال قصار القامة عقدة نابليون التي تجلب لهم المشكلات، فإن هذه النقيصة الخلقية ذاتها تساعد النساء على حلّ مشكلاتهن. وحينما يتعرّف الرجل على المرأة، فإنه يعرف في العادة ماذا يريد، أما المرأة فتعرف ماذا تتمنّى، ففي الأيام الأُولى للعلاقة بين الجنسين، تستهدف المرأة تضليل الرجل بلطفٍ ووداعةٍ بشأن مظهره الخارجي، بينما يسعى الرجل في الوقت ذاته إلى إغواء المرأة بخصوص مواهبها وإمكاناتها. وإذا اعتبرنا المرأة وردةً، فإن الرجل يعتبر نحلةً، وقد يكون زنبوراً! ومن غير المحبّب على صعيد الحياة الزوجية أن يكون الزوجان بطبعهما ممثلَين، لأنهما سيحتاجان في هذه الحالة إلى الجمهور، فالمرأة بالنسبة للرجل تُعتبر بمثابة الأم، وهو بالكاد يعتبرها ابنته المدلّلة، أما أن يعتبرها ندّاً له فذلك من ضروب المستحيلات، ومع ذلك تُعتبر الزوجة الحليمة المثل الأعلى للزوج عديم المسؤولية، ناهيك أن يوميّات الحياة الزوجية تتسم بالتفاهة والرتابة، وإلا ما كانت نهاية معظم الأفلام العاطفية تحِّل عند لحظة إقامة حفل الزفاف. أما الحب، باعتباره ضرباً من الديانة التي يعتنقها شخص واحد فقط، فإنه بمثابة نوع خاص من الألعاب يريد فيه أحد الأشخاص أن يلعب لوحده بينما يريد الآخر أن يلعب الآخرون معه؛ فالحب ينهض على أساس الحكاية الغرامية، والأخيرة تقوم على غموض نوايا الشريك. فإذا كان الرجل يسبغ لقب «الحبيبة» على المرأة التي توتِّر أعصابه بلطفٍ غير معهود، فإن المرأة المحبوبة تذكرِّنا بالسيارة المحمّلة التي تنطلق ببطءٍ شديدٍ لكنها في الوقت ذاته تتوقّف بصعوبةٍ، لذا يبدو أن «الحكيم» هو اللقب الذي يستحقه الرجل الذي رفض الاقتران بالحب الأول في حياته! إن الرجل المجرِّب هو الذي لا يكترث بما تقوله المرأة، فالأهم بالنسبة له هو أسلوب كلامها، أي كيف تتفوّه بالألفاظ، ومع ذلك فإن أغلبية الأزواج يفضِّلون التعامل مع المرأة اللطيفة والحنونة على التعامل مع المرأة الطّيبة؛ ويبدو أن الرجل قد أصابه تحليل شخصية المرأة، وسرد إيجابيّاتها وسلبيّاتها، بالتعب والملل، فصار يحِّن إلى المرأة التي توفِّر له الراحة، وتغمره بعطفها!