أصبح الحديث عن الازدحام المروري حديث الساعة والمجالس والناس، وأصبح الكل يُجاهر باستغراب شديد وامتعاض كبير حول مدى تلكؤ الدولة في حل ملف الازدحامات المرورية التي تجاوزت حدّ المعقول، حتى تخطت حاجز الصمت الشعبي في البحرين.
الشوارع هي ذات الشوارع، وحجم الوطن هو ذات الحجم، لكن أعداد الذين يدخلون إلى نادي السائقين في كل عام، كما هي أعداد السيارات الهائلة التي تشهدها شوارع المملكة، يفوق الحجم المفترض علمياً، والذي يجب أن يكون موازياً لمساحة الوطن وشوارعه.
ليس هنالك نظام صريح للمواصلات في البحرين، كما لا توجد لدينا خطط مستقبلية لشبكة المواصلات الحالية والآيلة للسقوط، لذلك أصبح كل شيء يتعلق بملف المواصلات الحديثة ضرباً من ضروب الخيال العلمي، لأن الشأن المتعلق بما يسمى بتطوير شبكة الطرق عندنا يسير اليوم على البركة.
المترو المعلَّق فوق الأرض ومعه المترو الأرضي والقطار السريع وحتى البطيء، كلها أصبحت أدوات للتندُّرِ بين الناس، وليست أدوات للمواصلات في البحرين، ففي الحقيقة لا شيء تحقق منها إلى حدِّ الآن، ولن يتحقق منها أي شيء في القريب العاجل اللهم إلَّا في تصريح المسؤولين عبر الصحف الرسمية ووسائل الإعلام، أو في رد مدرسي هزيل يصل إدارة الصحف من خلال كهوف العلاقات العامة للجهات المختصة بتطوير المواصلات.
إن شق الطرق وإنشاء الجسور المعلقة وحفر الأرض لأجل إنشاء الأنفاق، كلها حلول جميلة ومجدية، لكنها أيضاً كلها حلول مؤقتة وطارئة لا تُنهي أزمة الاختناقات المرورية الضاربة في عمق الشوارع البحرينية، والدليل أنك حين تقوم الجهات المختصة بفتح شارع هنا، فإنها تتورط في الشارع الذي يليه لشدة الازدحام الواقع فيه وهكذا، وهذا ما يُسمى في عرفنا المحلي (بالترقيع)!!.
يا جماعةْ الخيرْ ليس حلّ المشكلة في توسعة الشوارع فقط، فكل ذلك أصبح في فلسفة التطوير في خبر كان وأخواتها، فالدنيا تغيَّرتْ وتبدَّلت، وأنتم مازلتم تتحدثون عن وضع إشارات ضوئية جديدة في كل شبر من شوارع المملكة لتخفيف الاختناقات المرورية (يا زعم)، بل تكمن كل المشكلة في تطوير شبكة المواصلات والتي تعتمد بشكل أساس اليوم على أن نستغني في مدننا المزدحمة عن سياراتنا الشخصية، وإشاراتنا الضوئية المملة، وجسورنا الإسمنتية القبيحة، واستبدالها بشبكة نقل حديثة كالمترو وغيرها من وسائل النقل المتطورة السريعة.
المترو هو الحل، وما تجربة إمارة دبي إلا مثال حيّ وصريح ومختصر لكل الحلول والفتاوى الهندسية العتيقة عندنا، حيث إن الفكرة المطبَّقة هناك استطاعت أن تنقل دبي الشقيقة فيما يخص تطوير وسائل النقل إلى مصاف الدول المتقدمة، لهذا نطالب من أصحابنا هنا أن يزوروا دبي أو أية دولة آسيوية من دول نمور آسيا ليطَّلعوا على تجاربهم العملية في عالم المواصلات فينقلوا النجاح من هناك إلى هنا.
قبل فترة زمنية ليست بالقصيرة احتفلت اليابان بإزالة آخر إشارة ضوئية من على أراضيها، بينما نحن ربما سنصل بعد عام أو أقل لأن نكون بلد المليون إشارة ضوئية، وهذا هو الفرق الصريح بين التطور والجمود.. ولا عزاء لأصحابنا.
{{ article.visit_count }}
الشوارع هي ذات الشوارع، وحجم الوطن هو ذات الحجم، لكن أعداد الذين يدخلون إلى نادي السائقين في كل عام، كما هي أعداد السيارات الهائلة التي تشهدها شوارع المملكة، يفوق الحجم المفترض علمياً، والذي يجب أن يكون موازياً لمساحة الوطن وشوارعه.
ليس هنالك نظام صريح للمواصلات في البحرين، كما لا توجد لدينا خطط مستقبلية لشبكة المواصلات الحالية والآيلة للسقوط، لذلك أصبح كل شيء يتعلق بملف المواصلات الحديثة ضرباً من ضروب الخيال العلمي، لأن الشأن المتعلق بما يسمى بتطوير شبكة الطرق عندنا يسير اليوم على البركة.
المترو المعلَّق فوق الأرض ومعه المترو الأرضي والقطار السريع وحتى البطيء، كلها أصبحت أدوات للتندُّرِ بين الناس، وليست أدوات للمواصلات في البحرين، ففي الحقيقة لا شيء تحقق منها إلى حدِّ الآن، ولن يتحقق منها أي شيء في القريب العاجل اللهم إلَّا في تصريح المسؤولين عبر الصحف الرسمية ووسائل الإعلام، أو في رد مدرسي هزيل يصل إدارة الصحف من خلال كهوف العلاقات العامة للجهات المختصة بتطوير المواصلات.
إن شق الطرق وإنشاء الجسور المعلقة وحفر الأرض لأجل إنشاء الأنفاق، كلها حلول جميلة ومجدية، لكنها أيضاً كلها حلول مؤقتة وطارئة لا تُنهي أزمة الاختناقات المرورية الضاربة في عمق الشوارع البحرينية، والدليل أنك حين تقوم الجهات المختصة بفتح شارع هنا، فإنها تتورط في الشارع الذي يليه لشدة الازدحام الواقع فيه وهكذا، وهذا ما يُسمى في عرفنا المحلي (بالترقيع)!!.
يا جماعةْ الخيرْ ليس حلّ المشكلة في توسعة الشوارع فقط، فكل ذلك أصبح في فلسفة التطوير في خبر كان وأخواتها، فالدنيا تغيَّرتْ وتبدَّلت، وأنتم مازلتم تتحدثون عن وضع إشارات ضوئية جديدة في كل شبر من شوارع المملكة لتخفيف الاختناقات المرورية (يا زعم)، بل تكمن كل المشكلة في تطوير شبكة المواصلات والتي تعتمد بشكل أساس اليوم على أن نستغني في مدننا المزدحمة عن سياراتنا الشخصية، وإشاراتنا الضوئية المملة، وجسورنا الإسمنتية القبيحة، واستبدالها بشبكة نقل حديثة كالمترو وغيرها من وسائل النقل المتطورة السريعة.
المترو هو الحل، وما تجربة إمارة دبي إلا مثال حيّ وصريح ومختصر لكل الحلول والفتاوى الهندسية العتيقة عندنا، حيث إن الفكرة المطبَّقة هناك استطاعت أن تنقل دبي الشقيقة فيما يخص تطوير وسائل النقل إلى مصاف الدول المتقدمة، لهذا نطالب من أصحابنا هنا أن يزوروا دبي أو أية دولة آسيوية من دول نمور آسيا ليطَّلعوا على تجاربهم العملية في عالم المواصلات فينقلوا النجاح من هناك إلى هنا.
قبل فترة زمنية ليست بالقصيرة احتفلت اليابان بإزالة آخر إشارة ضوئية من على أراضيها، بينما نحن ربما سنصل بعد عام أو أقل لأن نكون بلد المليون إشارة ضوئية، وهذا هو الفرق الصريح بين التطور والجمود.. ولا عزاء لأصحابنا.