بعد فشلها في الداخل تحاول الوفاق أن تنقل ثقلها بالكامل الآن للخارج.
فبعد أن انحسر نفوذها داخل البحرين وانحسرت شعبيتها في الشارع وبعد أن انكشفت للحكومات في الخارج، وبعد أن فقدت الكثير من مصداقيتها إعلامياً وتراجعت قصة البحرين إلى الخبر ما قبل الأخير، نقلت ثقلها الآن عبر المنظمات (الحليفة) لها للندن وأمريكا و.. قطر!!
الوفاق الآن لا تركز حتى على الإعلام؛ بل تعمل على الاستنجاد بدوائر نفوذ أجنبية أمريكية بريطانية تحديداً، وخطتها أن تتجه للحزب الذي هو خارج الحكومة أو خارج الإدارة بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية، فهي قد خسرت العديد من الواقع داخل الحكومتين البريطانية والأمريكية، لكنها تعزز مواقعها في دوائر أخرى.
للوفاق ذراع داخل هذه الدوائر، لديها موظفون معروفون بالاسم يعملون في الكونجرس، أحدهم سحبت عنه الجنسية مؤخراً، وآخر يعمل لدى عضو برلماني بريطاني، هم من رتبوا للندوتين الأخيرتين واحدة في لندن والثانية في أمريكا ستعقد غداً الجمعة، والندوتان لمناقشة تبعات تقرير بسيوني!! والثالثة ستعقد في قطر!!!
الغرض من هذه الندوات المحدودة الأثر هو عمل مسرحية الفزاعة لتصوير الأمر بأن حكومتي بريطانيا وأمريكا ضدنا اليوم، والضغط على البحرين عن طريق تضخيم هذا الحدث إعلامياً، وتقوم جريدة الوسط بهذا الدور محلياً عن طريق وضع خبر الندوة “منشيتاً” رئيساً وتكبر الصورة لنصف صفحة، لكنك حين تقرأ الخبر تجد أن من حضر الندوتين شخصيتان أو ثلاثة أشخاص من الحزب المعارض أو الذي هو خارج السلطة أو الإدارة، والأحزاب هناك تلعب هذه اللعبة مع بعضها، فإن أراد حزب العمال إحراج الحزب المحافظ بحث في تحالفاته ومواقفه السياسية الخارجية وانتقدها، والعكس، لذا تتجه الوفاق إلى هؤلاء وتستعد مسبقاً.
الخلاصة أن لا تفزعنا هذه الندوات ولا يضحك علينا صاحب الجريدة الذي يضخم من الصورة ومن الإعلان قاصداً ومتعمداً ومكملاً للدور، موقفنا كمملكة البحرين الأبية العصية سليم والحمد لله وتجاوزنا الصعب، ونعمل على استكمال النواقص، وحكومات الدول وبرلماناتها ومنظماتها الدولية كلها معنا وتمد يد العون للمساعدة لنا لتخطي الأزمة، ونحتاج أن نتحرك شعبياً أكثر؛ سواء على مستوى السلطة التشريعية أو على مستوى المؤسسات المدنية، صحيح ليس لدينا (التمويل) الضخم الذي لدى الوفاق، وهو تمويل خارجي وبامتياز ولا يتوفر لوزارات (ويزعلون إذا قلنا خيانة)! إنما على هذه المؤسسات الوطنية أن تعرف أن الدفاع عن البحرين وعن عروبتها وعن سيادتها وعن استقلالها شرف يستحق العناء وبذل الغالي والنفيس.
وعلى الحكومة أن تواصل اتصالها مع الجميع حكومات ومنظمات وتكثف الزيارات للخارج على أن يكون مدروساً، وأن تجتهد من خلال سفاراتنا ومن خلال مساعدة المؤسسات المدنية للتحرك لنقل الحراك الشعبي والأهلي الذي يعمل على التنمية والتقدم حتى على صعيد حقوق الإنسان ويفضح الكذب والتزوير والبهتان الذي يقوم به سفراء الوفاق في الخارج.