عبر أحد المعنيين بـ»حقوق الإنسان» عن دهشته من تواجد قوات الأمن في بعض النقاط، فكتب يقول: «لم أفهم تواجد قوات الأمن بكثافة في كل مداخل ومخارج المنامة.. لماذا لا يتم الاستفادة من التهدئة في هذه الأيام من الجميع؟ افهموا». أما المقصود بـ»هذه الأيام» فهي أيام عاشوراء التي تعود الناس في البحرين إقامة الشعائر الحسينية فيها، وأما «افهموا» فمن سياق الكلام يستنتج على أنها موجهة إلى الحكومة، وتحديداً إلى وزارة الداخلية، فقائله يرى أن من يسيء إلى التهدئة هي الحكومة، ويرى أن الطرف الآخر المتمثل في «الجمهور» ملتزم بكل شيء وعاقل ويسمع الكلام و.. «شحليله»!
هذه إشكالية من الطبيعي أن يقع فيها بعض المعنيين «بحقوق الإنسان» طالما حادوا عن الحياد، وبالتالي صار من الطبيعي أن يروا كل سلوك خاطئ لدى الطرف الذي انحازوا إليه صحيحاً، وبالمقابل يروا كل ممارسة للطرف الآخر المتمثل في الحكومة خاطئة.
ما نشره ذلك «الحقوقي» كشف أنه ينظر إلى الأمور بعين واحدة لا بعينين، فهو ينتقد وجود نقاط لقوات الأمن في مداخل ومخارج العاصمة -بعضها أو كلها- ويعتبره خروجاً عن الرغبة في التهدئة، بينما لا يأتي بأي سيرة ولو من بعيد لأولئك الذين استغلوا عزاء الحسين ورفعوا شعارات التسقيط (أشكره) وبصوت عال وبتحد. يطالب المسؤولين عن الأمن أن «يفهموا» ولا يطالب من انحاز إليهم أن يدركوا أن عليهم أن يتوقفوا عن استغلال الإمام الحسين ومناسبة عاشوراء لصالح قضايا لا يؤمن بها كل المشاركين في المواكب الحسينية وإنما فئة محدودة منهم. يطالب الداخلية بإزالة نقاط التفتيش كافة ولا يكلف نفسه توجيه انتقاد بسيط لأولئك الذين خرجوا في موكب عزاء (ميليشياوي) مرتدين الأكفان ومقنعي الوجوه تتقدمهم بيارق تحوي كلام مسيء لرأس الدولة، ويرددون هتافات ضده ضمن المواكب الرسمية أيام الثامن والتاسع والعاشر.
التهدئة مطلوبة نعم؛ ليس في «عشرة عاشور» فقط ولكن في كل الأوقات، فمن دونها لا يمكن الوصول إلى الطريق الموصل إلى حيث يكمن الحل للخروج من الأزمة التي تعيشها البحرين منذ نحو عامين، لكن من يطالب بالتهدئة والالتزام بها عليه ألا يتعامى عن سلوكيات طرف و»يبقق» عينيه عند النظر إلى سلوكيات الطرف الآخر، ومن يقف في المساحة المحايدة التي تفرضها عليه طبيعة عمله أو ممارساته لا ينتقد طرفاً دون آخر ويعتبر ردة فعله سلوكاً أساساً.
ترى هل ستتم معاتبة أولئك الذين استغلوا عزاء الحسين فشتموا الدولة ونادوا بالتسقيط وحولوا موكب العزاء إلى مسيرة وعرضوا حياة الناس للخطر؟ طبعاً لن نقول هل ستتم محاسبتهم لأن الذي يمثلونه لا يملك فعل ذلك كونهم يمثلونه وينفذون تعليماته.
ممارسات هذا الطرف الذي اعتبره ذلك «الحقوقي» ملتزماً بالتهدئة ممارسات خاطئة، وفيها تجاوز لأعراف وتقاليد العزاء والمجتمع والقانون، ومن الطبيعي أن تواجهها السلطة وتحاسب عليها، وهي إضافة إلى كل ذلك تؤسس لسلوك من شأنه أن ينقل البحرين إلى مرحلة صعبة لا يمكن القبول بها.
اللوم كل اللوم ينبغي أن يقع على هؤلاء الذين سعوا لتجاوز كل شيء وعرّضوا حياة الأبرياء للخطر، وصولاً إلى من يقف وراءهم ويدافع عنهم ويبرر أفعالهم، فالعزاء للحسين وليس مقبولاً أبداً استغلاله لتحقيق مآرب خاصة وشحن العامة من الناس ضد الدولة.
أما (افهموا) فينبغي أن توجه إلى من ينظر إلى ذكرى الإمام الحسين نظرة قاصرة، ولا يفرق بين هذه الأيام وغيرها من التي يمكن أن يغوصوا فيها في السياسة كما يشاؤون، هذه الكلمة ينبغي أن توجه إلى من لم يبال بأمن الناس.
{{ article.visit_count }}
هذه إشكالية من الطبيعي أن يقع فيها بعض المعنيين «بحقوق الإنسان» طالما حادوا عن الحياد، وبالتالي صار من الطبيعي أن يروا كل سلوك خاطئ لدى الطرف الذي انحازوا إليه صحيحاً، وبالمقابل يروا كل ممارسة للطرف الآخر المتمثل في الحكومة خاطئة.
ما نشره ذلك «الحقوقي» كشف أنه ينظر إلى الأمور بعين واحدة لا بعينين، فهو ينتقد وجود نقاط لقوات الأمن في مداخل ومخارج العاصمة -بعضها أو كلها- ويعتبره خروجاً عن الرغبة في التهدئة، بينما لا يأتي بأي سيرة ولو من بعيد لأولئك الذين استغلوا عزاء الحسين ورفعوا شعارات التسقيط (أشكره) وبصوت عال وبتحد. يطالب المسؤولين عن الأمن أن «يفهموا» ولا يطالب من انحاز إليهم أن يدركوا أن عليهم أن يتوقفوا عن استغلال الإمام الحسين ومناسبة عاشوراء لصالح قضايا لا يؤمن بها كل المشاركين في المواكب الحسينية وإنما فئة محدودة منهم. يطالب الداخلية بإزالة نقاط التفتيش كافة ولا يكلف نفسه توجيه انتقاد بسيط لأولئك الذين خرجوا في موكب عزاء (ميليشياوي) مرتدين الأكفان ومقنعي الوجوه تتقدمهم بيارق تحوي كلام مسيء لرأس الدولة، ويرددون هتافات ضده ضمن المواكب الرسمية أيام الثامن والتاسع والعاشر.
التهدئة مطلوبة نعم؛ ليس في «عشرة عاشور» فقط ولكن في كل الأوقات، فمن دونها لا يمكن الوصول إلى الطريق الموصل إلى حيث يكمن الحل للخروج من الأزمة التي تعيشها البحرين منذ نحو عامين، لكن من يطالب بالتهدئة والالتزام بها عليه ألا يتعامى عن سلوكيات طرف و»يبقق» عينيه عند النظر إلى سلوكيات الطرف الآخر، ومن يقف في المساحة المحايدة التي تفرضها عليه طبيعة عمله أو ممارساته لا ينتقد طرفاً دون آخر ويعتبر ردة فعله سلوكاً أساساً.
ترى هل ستتم معاتبة أولئك الذين استغلوا عزاء الحسين فشتموا الدولة ونادوا بالتسقيط وحولوا موكب العزاء إلى مسيرة وعرضوا حياة الناس للخطر؟ طبعاً لن نقول هل ستتم محاسبتهم لأن الذي يمثلونه لا يملك فعل ذلك كونهم يمثلونه وينفذون تعليماته.
ممارسات هذا الطرف الذي اعتبره ذلك «الحقوقي» ملتزماً بالتهدئة ممارسات خاطئة، وفيها تجاوز لأعراف وتقاليد العزاء والمجتمع والقانون، ومن الطبيعي أن تواجهها السلطة وتحاسب عليها، وهي إضافة إلى كل ذلك تؤسس لسلوك من شأنه أن ينقل البحرين إلى مرحلة صعبة لا يمكن القبول بها.
اللوم كل اللوم ينبغي أن يقع على هؤلاء الذين سعوا لتجاوز كل شيء وعرّضوا حياة الأبرياء للخطر، وصولاً إلى من يقف وراءهم ويدافع عنهم ويبرر أفعالهم، فالعزاء للحسين وليس مقبولاً أبداً استغلاله لتحقيق مآرب خاصة وشحن العامة من الناس ضد الدولة.
أما (افهموا) فينبغي أن توجه إلى من ينظر إلى ذكرى الإمام الحسين نظرة قاصرة، ولا يفرق بين هذه الأيام وغيرها من التي يمكن أن يغوصوا فيها في السياسة كما يشاؤون، هذه الكلمة ينبغي أن توجه إلى من لم يبال بأمن الناس.