في ظل الهجمة الاستعمارية الجديدة على وطننا العربي، ومحاولات خطف الشعوب والثورات العربية، وقبل ذلك النفط وكل خيراتنا، يكون من الصعب جداً معرفة ما هو استعماري وما هو استحماري، والتمييز بين الثورة والثروة، ولأن الحابل اختلط بالنابل؛ يكون التمييز بين حقيقة المطالب الشعبية وبين ما يريده الاستعمار من أصعب الأمور في هذه المرحلة.
هناك خيط دقيق يفصل بين الحق والباطل، ولا شك أن المشروع الأمريكي في المنطقة يسعى إلى خلق توازنات سياسية إقليمية في قادم الأيام تنسجم والمصالح الغربية، فلا الغرب يريد وحدتنا وتطلعاتنا لمزيد من الحريات والديمقراطيات الناهضة كما يدعي، ولا يمكن له أن يتخلى عن حظواته من النفط والغاز، وكل ما يمكن له أن (يُشَغِّلَ) مصانعه ويداول رؤوس أمواله بكل انسيابية عبر القارات، لهذا فهو يريد أن يرسم شرقاً أوسطياً جديداً جداً، له ملامح التبعية المطلقة له ولأوامره وقراراته المتصلبة، وفي ذات الوقت يلعب من جهة أخرى على ورقة الشعوب ورغباتها في التغيير نحو الديمقراطية.
الديمقراطية الحقيقية العريقة لا يمكن للغرب أن يُصدرها لنا هكذا بالمجان، لأنه يعلم إن أخذنا بالديمقراطية الملتزمة يعني انتهاء لعصر السرقات والعصابات والمافيات الدولية المُنَظَّمَة وغير المُنَظَّمَة، ولكل أشكال (السمسرة) الخبيثة، لأن الديمقراطية الحقيقية تُعري كل أشكال الاستعمار العالمي المعاصر، ولا يمكن أن تترك على سوءاتِهِ أيَّة ورقة تستر مخازيه وجرائمه في الشرق وفي أفريقيا، لذلك نجده اليوم يلعب على (الحبلين)؛ حبل الشعوب وحبل الأنظمة، فنراه يقبل هذا جهاراً وينام مع ذاك ليلاً، ويظل عالمنا العربي يدفع فاتورة طيش وجشع الغرب، سواء على مستوى المال أو على مستوى بذل الأنفس والأرواح.
نحن هنا لا نقلل من مشروعية كثير من الثورات العربية، كما لا يمكن إلغاء مطالب الشعوب في العيش الكريم تحت مظلة الحرية والديمقراطية، لكن ما إن تبارك الدول الاستعمارية تلك الثورات، سنظل في شك دائماً من صفائها ونقائها، لأن الغرب لا يضع يده للمباركة في أي من المشاريع السياسية عبر العالم ما لم تدر عليه حليباً وذهباً.
في ظل الضجيج المتعالي من العواصم العربية للمطالبة بالتغيير نحو المزيد من الحريات والعيش الكريم، يكون من الواجب على الأنظمة الإصغاء لتلك المطالب الشعبية المشروعة بالطرق المشروعة أيضاً، وذلك من أجل تفويت الفرصة على الغرب الطامع والناهب لثرواتنا من أن يقوم هو بتنحية من يشاء وتثبيت من يشاء، لأن من سيأتي بهم غداً سيكونون أكثر ولاءً له، حتى ولو كانوا من شباب هذه الثورات ومن زعمائها، فالمستعمر الأجنبي لا يحب العربي (هذه قاعدة)، ولا يمكن أن يقبل بأي مشروع سياسي جديد في المنطقة إلا حين يسبح كل أصحابه بحمده ويقدسون له، وإلا سيقتنع ببقاء الموجود على أن يأتي بأنظمة لا يمكن أن تعطيه ما يشاء.
بقدر اهتمامنا بالربيع العربي سيظل القلق يساورنا كل يوم فيما يخص صفاء هذه الثورات، وعدم وجود أيادٍ مشبوهة تديرها بطريقة هي لا تشعر بها في الأساس، فالغرب وكما سَبَقَنَا عشرات السنين الضوئية على الصعيد التكنولوجي، هو كذلك تجاوزنا في المجال السياسي والاستراتيجي بمراحل، ولهذا سنظل نردد أيضاً (إبليس ما يْكَسِرْ مَوَاعِيْنِه)، لهذا يجب أن نفتح أعيننا جيداً للمستقبل، وألا نطمئن كل الاطمئنان لمن سوف نسلمه أيدينا وأرجلنا وثرواتنا وحاضرنا والأهم من ذلك مستقبلنا، (فالذيب/الغرب، ما يهرول عبث) ولذلك وجب أن نعمل بقول المثل العربي (إن لم تكن ذئباً أكلتك الذئاب).
{{ article.visit_count }}
هناك خيط دقيق يفصل بين الحق والباطل، ولا شك أن المشروع الأمريكي في المنطقة يسعى إلى خلق توازنات سياسية إقليمية في قادم الأيام تنسجم والمصالح الغربية، فلا الغرب يريد وحدتنا وتطلعاتنا لمزيد من الحريات والديمقراطيات الناهضة كما يدعي، ولا يمكن له أن يتخلى عن حظواته من النفط والغاز، وكل ما يمكن له أن (يُشَغِّلَ) مصانعه ويداول رؤوس أمواله بكل انسيابية عبر القارات، لهذا فهو يريد أن يرسم شرقاً أوسطياً جديداً جداً، له ملامح التبعية المطلقة له ولأوامره وقراراته المتصلبة، وفي ذات الوقت يلعب من جهة أخرى على ورقة الشعوب ورغباتها في التغيير نحو الديمقراطية.
الديمقراطية الحقيقية العريقة لا يمكن للغرب أن يُصدرها لنا هكذا بالمجان، لأنه يعلم إن أخذنا بالديمقراطية الملتزمة يعني انتهاء لعصر السرقات والعصابات والمافيات الدولية المُنَظَّمَة وغير المُنَظَّمَة، ولكل أشكال (السمسرة) الخبيثة، لأن الديمقراطية الحقيقية تُعري كل أشكال الاستعمار العالمي المعاصر، ولا يمكن أن تترك على سوءاتِهِ أيَّة ورقة تستر مخازيه وجرائمه في الشرق وفي أفريقيا، لذلك نجده اليوم يلعب على (الحبلين)؛ حبل الشعوب وحبل الأنظمة، فنراه يقبل هذا جهاراً وينام مع ذاك ليلاً، ويظل عالمنا العربي يدفع فاتورة طيش وجشع الغرب، سواء على مستوى المال أو على مستوى بذل الأنفس والأرواح.
نحن هنا لا نقلل من مشروعية كثير من الثورات العربية، كما لا يمكن إلغاء مطالب الشعوب في العيش الكريم تحت مظلة الحرية والديمقراطية، لكن ما إن تبارك الدول الاستعمارية تلك الثورات، سنظل في شك دائماً من صفائها ونقائها، لأن الغرب لا يضع يده للمباركة في أي من المشاريع السياسية عبر العالم ما لم تدر عليه حليباً وذهباً.
في ظل الضجيج المتعالي من العواصم العربية للمطالبة بالتغيير نحو المزيد من الحريات والعيش الكريم، يكون من الواجب على الأنظمة الإصغاء لتلك المطالب الشعبية المشروعة بالطرق المشروعة أيضاً، وذلك من أجل تفويت الفرصة على الغرب الطامع والناهب لثرواتنا من أن يقوم هو بتنحية من يشاء وتثبيت من يشاء، لأن من سيأتي بهم غداً سيكونون أكثر ولاءً له، حتى ولو كانوا من شباب هذه الثورات ومن زعمائها، فالمستعمر الأجنبي لا يحب العربي (هذه قاعدة)، ولا يمكن أن يقبل بأي مشروع سياسي جديد في المنطقة إلا حين يسبح كل أصحابه بحمده ويقدسون له، وإلا سيقتنع ببقاء الموجود على أن يأتي بأنظمة لا يمكن أن تعطيه ما يشاء.
بقدر اهتمامنا بالربيع العربي سيظل القلق يساورنا كل يوم فيما يخص صفاء هذه الثورات، وعدم وجود أيادٍ مشبوهة تديرها بطريقة هي لا تشعر بها في الأساس، فالغرب وكما سَبَقَنَا عشرات السنين الضوئية على الصعيد التكنولوجي، هو كذلك تجاوزنا في المجال السياسي والاستراتيجي بمراحل، ولهذا سنظل نردد أيضاً (إبليس ما يْكَسِرْ مَوَاعِيْنِه)، لهذا يجب أن نفتح أعيننا جيداً للمستقبل، وألا نطمئن كل الاطمئنان لمن سوف نسلمه أيدينا وأرجلنا وثرواتنا وحاضرنا والأهم من ذلك مستقبلنا، (فالذيب/الغرب، ما يهرول عبث) ولذلك وجب أن نعمل بقول المثل العربي (إن لم تكن ذئباً أكلتك الذئاب).