فرصة جيدة للكيان الصهيوني أن يستغل انشغال كل العرب بأوضاعهم الداخلية لتنفيذ بعض المشاريع العسكرية المؤجلة ضد الفلسطينيين، وبالفعل، ها هي الطائرات الإسرائيلية تقصف بجنونها الظالم وبشهوة المنتقم إخوتنا في قطاع غزة، فتغتال من تغتال وتجرح منهم من تشاء.
بالأمس حين كان يسقط شهيد فلسطيني، تقوم الدنيا العربية ولا تقعد، وتخرج المسيرات الغاضبة في عواصمنا الكئيبة من المحيط إلى الخليج، وينهض الفن ليغني أغاني الحلم العربي والضمير العربي المستتر، لكن اليوم الكل مشغول بجروحه ووطنه.
من المؤكد لدى الجميع أن الكيان الغاصب للقدس حين يقوم بضرب القطاع بطائراته العسكرية ولا من مستنكر أو معترض من العرب، فإن هذا الصمت سيفتح الشهية الصهيونية على مصراعيها لتسجيل المزيد من الشهداء والجرحى بسبب غياب التنديد العربي للمجازر الإسرائيلية، من جهة أخرى هنالك شعوب تعيش معاناتها أو ملهاتها بالربيع العربي، وبين صمت الحكومات وانشغال الشعوب يموت الفلسطينيون.
يتملَّكنا الاستغراب الشديد حين نستمع للصوت العربي الرسمي والشعبي وهو يؤكد عدم التنازل عن القضية الفلسطينية مهما كانت المواقف والظروف، لكن هذا الأمر لم يكن ليصمد في ظل المعطيات الحاضرة على الجبهة العربية، ولم يكن صادقاً، لأن ما نراه اليوم هو نوع من الأنانية العربية مغلَّفة بكثير من (الملهاة)، وهذا ما كان ليكون أبداً، لو كانت النوايا صادقة والأعمال مخلصة للقضية الأم (فلسطين).
لا نريد أن نكون مثاليين أكثر من اللازم، فأوطاننا التي نعيش فيها لا تقل أهمية عن دولتنا العربية فلسطين، فما يجري في أوطاننا من إرهاصاتٍ ومخاضات سياسية عنيفة تجعلنا ننشغل حتماً بما يحيط بنا من المكر السيئ، ونترقب بحذر شديد ما قد تؤول إليه أمورنا في المستقبل، لكن هذا كله لا ينبغي أن يوصلنا إلى الغفلة المُطْبقَة للقضية الرئيسة، ففلسطين ليست أرضاً عربية محتلة فحسب، بل هي قضية تتعلق بالمصير العربي وبمستوى التفكير المبدئي لكل أبعاد المستقبل والجغرافيا الحاضرة، ففلسطين ليست دولة عربية تم احتلالها، بل هي قضية كرامة مسلوبة وعزة يجب أن تعود إلى أصحابها الشرعيين.
إن الشعوب العربية تتطلع إلى المزيد من الحرية وتفعيل الديمقراطية، كما إنها تسعى إلى التغيير الحقيقي لواقعها البائس، وهذا من حقها، ولا يجوز لأحدٍ أن يقول غير ذلك، لكن لا يجب أن يكون ذلك على حساب القضية الفلسطينية، كما يجب أن ينتبه كل العرب إلى أن ما يحدث عندهم من ثورات أو من (فوضى)، لا يجوز بأي حال من الأحوال أن تسرق من لبِّ ثقافتهم، جوهر القضية الفلسطينية، أو أن تكون حركات الشعوب العربية فرصة لإسرائيل والغرب للتمدد العدواني داخل إسرائيل، وضرب الحركات التحررية وكافة فصائل الشعب الفلسطيني.
نؤمن بالتغيير ونتطلع إلى المزيد من الديمقراطية في أوطاننا العربية، لكن يجب أن تبقى فلسطين هي محور ارتكازٍ لثقافتنا ومقاومتنا لكل أشكال الاستعمار والاستعباد الغربي والصهيوني، وإلا سنظل نحرر أوضاعاً ونخسر في المقابل أوطاناً بحجم فلسطين، ويا لها من خسارة لو ظل الصمت عنوان المرحلة الحاضرة.
{{ article.visit_count }}
بالأمس حين كان يسقط شهيد فلسطيني، تقوم الدنيا العربية ولا تقعد، وتخرج المسيرات الغاضبة في عواصمنا الكئيبة من المحيط إلى الخليج، وينهض الفن ليغني أغاني الحلم العربي والضمير العربي المستتر، لكن اليوم الكل مشغول بجروحه ووطنه.
من المؤكد لدى الجميع أن الكيان الغاصب للقدس حين يقوم بضرب القطاع بطائراته العسكرية ولا من مستنكر أو معترض من العرب، فإن هذا الصمت سيفتح الشهية الصهيونية على مصراعيها لتسجيل المزيد من الشهداء والجرحى بسبب غياب التنديد العربي للمجازر الإسرائيلية، من جهة أخرى هنالك شعوب تعيش معاناتها أو ملهاتها بالربيع العربي، وبين صمت الحكومات وانشغال الشعوب يموت الفلسطينيون.
يتملَّكنا الاستغراب الشديد حين نستمع للصوت العربي الرسمي والشعبي وهو يؤكد عدم التنازل عن القضية الفلسطينية مهما كانت المواقف والظروف، لكن هذا الأمر لم يكن ليصمد في ظل المعطيات الحاضرة على الجبهة العربية، ولم يكن صادقاً، لأن ما نراه اليوم هو نوع من الأنانية العربية مغلَّفة بكثير من (الملهاة)، وهذا ما كان ليكون أبداً، لو كانت النوايا صادقة والأعمال مخلصة للقضية الأم (فلسطين).
لا نريد أن نكون مثاليين أكثر من اللازم، فأوطاننا التي نعيش فيها لا تقل أهمية عن دولتنا العربية فلسطين، فما يجري في أوطاننا من إرهاصاتٍ ومخاضات سياسية عنيفة تجعلنا ننشغل حتماً بما يحيط بنا من المكر السيئ، ونترقب بحذر شديد ما قد تؤول إليه أمورنا في المستقبل، لكن هذا كله لا ينبغي أن يوصلنا إلى الغفلة المُطْبقَة للقضية الرئيسة، ففلسطين ليست أرضاً عربية محتلة فحسب، بل هي قضية تتعلق بالمصير العربي وبمستوى التفكير المبدئي لكل أبعاد المستقبل والجغرافيا الحاضرة، ففلسطين ليست دولة عربية تم احتلالها، بل هي قضية كرامة مسلوبة وعزة يجب أن تعود إلى أصحابها الشرعيين.
إن الشعوب العربية تتطلع إلى المزيد من الحرية وتفعيل الديمقراطية، كما إنها تسعى إلى التغيير الحقيقي لواقعها البائس، وهذا من حقها، ولا يجوز لأحدٍ أن يقول غير ذلك، لكن لا يجب أن يكون ذلك على حساب القضية الفلسطينية، كما يجب أن ينتبه كل العرب إلى أن ما يحدث عندهم من ثورات أو من (فوضى)، لا يجوز بأي حال من الأحوال أن تسرق من لبِّ ثقافتهم، جوهر القضية الفلسطينية، أو أن تكون حركات الشعوب العربية فرصة لإسرائيل والغرب للتمدد العدواني داخل إسرائيل، وضرب الحركات التحررية وكافة فصائل الشعب الفلسطيني.
نؤمن بالتغيير ونتطلع إلى المزيد من الديمقراطية في أوطاننا العربية، لكن يجب أن تبقى فلسطين هي محور ارتكازٍ لثقافتنا ومقاومتنا لكل أشكال الاستعمار والاستعباد الغربي والصهيوني، وإلا سنظل نحرر أوضاعاً ونخسر في المقابل أوطاناً بحجم فلسطين، ويا لها من خسارة لو ظل الصمت عنوان المرحلة الحاضرة.